قالوا في شريعتي
كلمة الإمام موسى الصدر
الذي صلى على حثمان شريعتي في دمشق1977
وهذا النص هو في الاحتفال التأبيني الحاشد في بيروت
ذلك لان السلطات منعت دخول جثمان الشهيد الى ايران
وعلى اثر ذلك التأبين المنظم من قبل الامام الصدر سحب الشاة المقبور الجنسية
الايرانية منهُ
لكم النص ولكن بالمختصر!!
كان لنا زميل قائد من قادة الفكر الاسلامي ، هو الدكتور علي شريعتي
أحبب أنقل صورة عن هذا الرجل "الدكتور شريعتي"
أبوه رجل دين غير معمم إسمه الشيخ محمد تقي شريعتي وهو رجل فاضل أسس مؤسسة في خراسان اسمها (مجمع الابحاث القرآنية) وانا ألقيت محاضرات هناك قبل عشر سنوات تقريبا
الدكتور شريعتي أديب شامخ ، فكرة إسلامي نضالي منفتح ، إسلاميته وطبقيته ، وموقف رجال الدين ، لم تجعل دعوة شريعتي دعوة محافظة ، رجعية ، يمينيه كما هو التقليد لان الدعوة الاسلامية تعتبر في كثير من الاوساط دعوة محافظة على الاقل، لكن دعوة شريعتي للاسلام دعوة تقدمية ،ثورية ، نضالية ، أما مانسميه نحن دائما في اجتماعياتنا دعوة حركية وليس دعوة مؤسساتية يعني ليس الاسلام دكان يجب ان نحتفظ بمكاسبة ونأخذ لأجله الناس ونسخر الناس لخدمته كما حصل بالنسبة للمؤسسات الدينية ......)
في احدى كتب شريعتي يقول: " في فرنسا ؤحت اشتري مجلة ((جون أفريك)) فوجدت ان الأمن الفرنسي قد سحب نسخ هذه المجلة الفتية الافريقية ، فقلت في نفسي : سبحان الله ! فرنسا معقل الحريات مركز جميع انواع الدعوات من الشيوعية المتطرفة الى الترتسكية الى غير ذلك كيف فرنسا تخاف من مجلة
((جون أفريك))
فتجمعها من السوق ؟
السبب ان هذه المجلة شابة ،حركة جديدة، تقتحم وتخيف بينما الحركات الأخرى كادت تتحول الى مؤسساتلها وجودها ".
طبعا افكار الدكتور شريعتي قيمة جداً ، وله اكثر من 150كتاب وكان يحضر درسه الاسبوعي حوالي ستة آلاف طالب وطالبة جامعيون او متخرجون في حسينية الارشاد في طهران
حـُـورب من قبل الحكم في ايران وايضا حُــورب من قبل مجموعة رجال الدين ، الذين يعتبرون ان الاسلام حكرا عليهم ، وميراثه من حقهم ، وهم وحدهم يفهمونه
ولا يحق لأحد اي يفهمه غيرهم !!
هذا الرجل بالفعل كان مصدر الإلهام والتفكير والعطاء لكثير من الحركات الاسلامية ومن جملتها حركتنا .
بدون شك ان التيار الذي كان يحترم ويكرّم شريعتي ، كان تيارا ساحقا تقريبا الشبيبة المسلمة في ايران وهو الذذي جعل التيار الاسلامي في ايران اقوى من التيارات الحزبية الأخرى. يعني الجامعة كانت بيدهم والتأثير الاسلامي كان عميقاً في المجتمع الاسلامي حتى ان الشيوعيين استسلمو للحكم وبقيت الحركة الاسلامية تقاوم وتدافع وتناضل .
الدكتور شريعتي من خسائر الفكر الاسلامي والفكر الحركي ـ الفكر النضالي المعتمد على الايمان بالله سبحانه ولذلك نحن نعتبره فقيدنا وخسارتنا ، ونكرّمه اليوم ، يوم علي مولاه ومولانا ، ونبعث لروحة الفاتحة(1)
الشهيد الدكتور مصطفى شمران
رفيق الامام موسى الصدر في لبنان
وأول وزير دفاع بعد انتصار الثورة(2)
يا علي! ان المتدينين المتعصبين والجهلة سحقوك بحربة التفكير ولم يتوارعوا عن أي عداء واتهام ، والمتغرّبين الذين يسمّون أنفسهم زوراً بالمفكرين اتهموك بالرجعية , ووجهوا لك الاهانات ، ونظام الشاة الذي لم يستطع تحملك ، ووجد أن توقّدك يعارض مصالحه فكّبلك بالسلاسل ثم قتلك .
......... وأنت يا أيها الرب الكبير قد منحتنا (علي) لتعلمنا طريق العشق والفداء وطريقته ، ليحترق كالسمع وينير لنا الدرب وها نحن نقدمة لك كأفضل هدية ليستقر عندك ويبدأ حياته الخالدة في ملكوتك الأعلى (3).
قسما بالعدل والعدالة ، أنك علي شريعتي – كالموج المتلاطم تغلى في نداءات المظلومين ضد الظالمين ما دام الظلم والاضطهاد يُثقل كاهل الارض.
الامام السيد علي الخامنئي
في الحقيقية كان الدكتور علي شريعتي موالياً ، صلب العقيدة وعاشقاً لكل ماهو مقدر في الاسلام ، وذلك ما لمستهُ منه عن قرب، وليس كما اشيع عنه أو ماقالته عنه التيارات الفكرية في حقه ، وهنا يمكن ان نستند في تقييمنا للدكتور شريعتي على نقطة مهمه وهي من خلال مواجهته للتيارات الفكريه الأخرى في ساحاتنا وكانت هذه التيارات قد بدأت عملها من خلال ثلاثة محارو هي :
1- مواجهة الحس الوطني
2- مواجهة كل ماهو اسلامي
3- محاولة تفتيت الامة
4- وكانت تلك التيارات تتقدم بحسب اتجاهاتها ولكن الدكتور شريعتي لما ظهر على ساحة الفكر الملتزم اختلف مع تلك التيارات في عمله 180 درجة مما يعني ان الدكتور شريعتي كان له ارتباط قوي بالاسلام وانه كان على طرف تقيض مع حثالة المستغربين والتابعين للأجنبي ولكل مايأتي من الخارج حيث كانت علاقته بالأمة قوية وكان متفاعلا معها يستلم منها ويخاطبها وكان دأبه وديدنه(4)
الامام الخميني
((لقد أثارت أفكار الدكتور شريعتي الخلاف والجدل أحيانا بين العلماء لكنه
في نفس الوقت لعب دوراً كبير في هداية الشباب والمتعلمين الى الإسلام)) (5)
السيد أحمد الخميني
((إن ما قدمه الدكتور شريعتي كان عظيماً بحيث يتعذر علي الآن الاحاطة به ، لأنه في الواقع كان ولايزال معلم الثورة الاسلامية)). (6)
الأستاذ فخر الدين الحجازي(7)
كان يتحدث عن الحقائق بمشاركة أكثر من ألف طالب يأتي بعضهم من باقي المدن ، فيتحدث شريعتي عن الحقائق دون مداراة ، ويواجه آلهة
المال والسلطة والتزوير حتى انتفضى عليه بعض المعممين القشريين ينهشون لحمه ويكيلون له الشتائم من المنابر ويتهمونه بالوهابي و السيئ وانه يقنع الشباب بالصلاة مكتفين ! فيما يقول بعضهم انه طرح الشيوعية في ايطار إسلامي وليس من المصلين الصائمين .
فكان يحارب على هدة جبهات دون أن يتعب .
لم يكن في شهر رمضان يلبي دعوات الافطار ، بل أعد لنفسه غرفة صغيرة معروفة لينظم فيها دورسة حتى الصباح وكان احياننا ينسى تناول طعام الافطار او السحور فيخبو لونه فيدك الناس انه لم ياكل طعاما خلال (24) ساعة مضت كان سريعا يقول : (( يجب أن نقول مايجب قوله فليست لدينا الفرص الكافية وسيمنعون ذلك قريباً))
دعي مره في بيت احد الشهداء فقام جمع من الخطباء والكتّاب الحاضرين بانتقادة فقالوا : كيف تكون عالم اجتماع وأنت لا تعرف المجتمع؟
فيرد عليهم بهدوء ويقولك إن لم نتمكن من تعريف الجيل الشاب على حقائق الاسلام بصراحة فلن تكون هناك فرصة آخرى وسيكون شباننا غرباء عن الاسلام مع وجود كل تلك العقائد الغربية . يقول ذلك وقطرات الدمع تنسدل على خديه . يتكلم ويشير باصبعه الى نقاط ضعف المسلمين حيث أصبح الاسلام كالفرو المقلوب لديهم(8) ، ويطرح الاسلام الثوري والتشيع العلوي الاحمر
أخيرا أطفأوا صوته السليط ، قيدوه بالسلاسل ، رموه مدة 600 يوم في زنزانة انفرادية مظلمة ، لكنه قام كالحديد ولم يستسلم ،لقد كان داخل الزنزانة مع نفسه ومع الله ن يكرر سلام الصلاة ليؤكد حضوره لدى الله والنبي وعباد الله الصالحين ويناجيهم حتى أضحى السجن عنده جنة
قضيت مدة في نفس السجن ، فوجدت السجن متأثراً به ، يقول الحراس أنه مقيد بالسماء فكلما زاره مسؤول واجهه بعنفوان ، وعاد ذاك خاسئاً دون أن ينال من عزيمته .
[ALIGN=right](1) مسيرة الامام الصدر الجزء 11 ص 154-155 اعداد وتقديم يعقوب طاهر- دار بلال ط1 سنة 2000
(2) احد اصدقاء الشهيد شريعتي والمقربين منه
(3) كلمات معبره قد ابكتني لحظة من عظمة معانيها خصوصا عندما تتعرف اكثر شخصية شريعتي وافكاره!
(4) السيد علي الخامنئي ايضا احد اصدقاء الشهيد شريعتي
(5) مقدمة دين ضد الدين
(6) مقدمة دين ضد الدين
(7) الأستاذ فخر الدين الحجازي-نائب طهران في مجلس الشورى الاسلامي – صديق شريعتي
(8)
(9) لُبس الاسلام لبس الفرو مقلوباً – الامام علي