اهتمت الصحافة بجهود الرجال في الحرب العالمية الثانية ولم يعيروا المرأة نفس الاهتمام، لكن على أرض الواقع هناك نساء لعبن دوراً كبيراً في إسقاط النظام النازي وضحين بأرواحهن من أجل اكتشاف مواقع العدو أو تفجير بعض السكك الحديدية أو للتأكد من دمار فيلق ألماني كامل.
ليز دي بازياك
1بعد فرارها من "باريس" عام 1940 وجدت نفسها في "لندن" وتم تعيينها في منظمة العمليات البريطانية السرية، كانت هي وزميلتها "أندريه" من أوائل النساء اللاتي هبطن بالمظلات على فرنسا، تنكرت "ليز" بزي أرملة فقيرة كي تدير شبكة كاملة لنقل الأسلحة من بريطانيا إلى المقاومة الفرنسية، انتقلت بعدها إلى شقة بجوار المركز الرئيسي للبوليس الألماني حيث كانت على علاقة بالرئيس "هير جرابوسكي"، تقمصت أيضاً شخصية عالمة آثار كي تجمع بعض المعلومات عن أماكن هبوط الطائرات، في مهمتها الثانية عادت لفرنسا كي تعمل مع شبكة أخرى، ويوماً تلو الآخر أصبحت تجمع معلومات عن تحركات القوات الألمانية حتى انتهاء الحرب، وماتت "ليز" عام 2004 عن عمر يناهز 98 عاماً.ديانا رودن
2"رودن" صحفية فرنسية، هربت لفرنسا عام 1941 بعد اندلاع الحرب العالمية، وهناك انضمت لمنظمة العمليات الخاصة، وبعد فترة طويلة ذهبت لـمدينة "أنجز" حيث التحقت بشبكة "أكروبات" للمقاومة الفرنسية، لعبت "ديانا" دوراً فعالاً في تسليم الرسائل لعملاء آخرين تحت الأرض في "مارسليا" و"ليون" و"باريس" وذلك تحت أنف الألمان، كان لها أيضاً دور محوري في التخطيط والهجوم على مصنع "بيجو" في مدينة "سوشو" والذي دُمر معه مصانع للدبابات والطائرات، وفي عام 1943، تعرضت شبكتها للخيانة وتم القبض عليها وإرسالها لمعسكرات الاعتقال بمدينة "شترتهوف" مع زميلتيها العميلة "ليه" و"بوريل" حيث تم إعدامهن.أندريه بوريل
3ساهمت بمجهود كبير في الحرب قبل أن تصبح جاسوسة، تلك الفتاة الفرنسية وصديقة لها كانتا المسؤولتين عن تهريب الطيارين من فرنسا المحتلة إلى إسبانيا عبر أنفاق سكك حديدية، في عام 1940، وبعدما سقطت شبكة المقاومة، هربت إلى البرتغال ومن هناك انضمت لفرقة عمليات أخرى. في سبتمبر عام 1942، كانت "أندريه" أول عميلة تهبط بالمظلات على فرنسا مع العميلة "ليز دي بازياك"، وبعد انضمامها للمقاومة في "باريس"، تم القبض عليها هي و3 أعضاء رئيسين، وبعد محاولات فاشلة في الاستجواب تم إرسالها لمعسكر اعتقال لإعطائها حقنة قاتلة، ولكنها استعادت وعيها بعد الحقن وقاتلت الأطباء، وفي النهاية قاموا بحرقها حية.فيولين أرين
4فرنسية الجنسية، تزوجت من الضابط "إتيان زابو" الذي عمل بالقوات الفرنسية الحرة وأنجبت منه طفلاً، وبعد مقتل "زابو" عام 1942 انضمت "فيولين" لفرقة عمليات خاصة كي تنتقم لموته، وساعدت في إعادة بناء وتنظيم المقاومة الفرنسية بمدينة "نورمادي" في يونيو عام 1943، وقادت بعدها العديد من بعثات التخريب في الطرق والسكك الحديدية فضلاً عن أهداف قصف رصدتها للبريطانيين، وبعد فترة وجيزة من عودتها لبريطانيا ذهبت في مهمة أخرى لفرنسا، تعرضت سيارتها لكمين فأطلقت 64 طلقة من الذخيرة التي معها على الجنود الألمان لتعطي زملائها فرصة من أجل الهروب، وتم القبض عليها ونقلها إلى "ساربروكن"، وأعدمت في 27 يناير 1945.نانسي ويك
5ولدت في 30 أغسطس عام 1912 ببلدة "وينغلتون" بنيوزيلندا، انضمت "نانسي" للمقاومة الفرنسية بعد أن تزوجت من رجل أعمال فرنسي، ساعدت في هروب طيارين بريطانيين من فرنسا المحتلة، وفي عام 1940 تم القبض عليها، وبعد أن أقنعت الحراس أنها ليست المرأة التي يبحثون عنها، هربت إلى بريطانيا وانضمت إلى فرقة العمليات الخاصة هناك، علمت في ذلك الوقت أن زوجها قتل على يد البوليس السري النازي وكانت تلك نقطة تحول في حياة "نانسي" نحو الانتقام، فعادت إلى فرنسا عام 1944 لتنسق هجمات مع المقاومة الفرنسية، فقادت غارة مسلحة على مقر البوليس ومصانع الأسلحة النازية، وماتت "نانسي" عام 2011 عن عمر يناهز 98 عاماً