أطرق على بابك طرقتين.
أنتظرك وأنا أحسّ بخفقات قلبي المتسارعة في داخل صدري. هل ستفتحين؟
أتراك ستفاجئين؟ أم أنك تنتظرين طرقاتي منذ زمن؟
منذ عودتي وانت لم تبادليني كلمة واحدة. حتى نظراتك تتجاهلني وتتحاشى لهفة نظراتي اليك، كلما رأيتك صدفة على درجات البناية، او على شرفة بيتك المحاذية لشرفتي، او على الشارع المؤدي الى محطة الباصات، وتختفين من تحت عينيّ بسرعة البرق، ووجهك المرمري الجميل، الذي طالما رافقني في خيالي في كل الأمكنة، يتجهم في وجهي.
ما زال الغضب يحتل صدرك.
الى متى ايتها الغالية؟
متى ستدركين انني ما زلت أحبك، ولم استطع يوما انتزاعك من قلبي مهما حاولت ومهما فعلت.
أما آن الأوان لكسر ذلك الجليد بيننا؟!
أفيق من شرودي على صوت فتح الباب. أرى وجهك يطل من ورائه. تحل به الدهشة لرؤيتي وتتقطب ملامحك.
أتردد... أتجمّد... قلبي ينكمش فجأة داخل صدري.