أكد ليونيل ميسي أنه أفضل لاعب في العالم على الإطلاق، بعدما فاز بالكرة الذهبية أربع مرات متتالية بين 2009 و2012. فبالإضافة إلى سرعته الخارقة، يتميز هذا الساحر الأرجنتيني بمهارات عالية في المراوغة وقدرة هائلة على التسديد. وبالرغم من موهبته الفنية المذهلة، فإنه عادة ما يميل إلى اللعب الجماعي.بدأت مسيرة ميسي في ملاعب الساحرة المستديرة عام 1995 عندما انضم إلى نادي نيولز أولد بويز، حيث تدرج بين مختلف فئاته حتى سنة 2000. وعندما بلغ الثالثة عشرة من عمره، شد ليونيل رحاله صوب الضفة الأخرى من المحيط الأطلسي، حيث انضم إلى فريق الناشئين التابع لنادي برشلونة.وهنا في عاصمة كاتالونيا، أبلى المهاجم الأرجنتيني البلاء الحسن في مختلف الفئات العمرية، إذ سرعان ما انتقل بين فرق الناشئين والشباب لينضم إلى الفريق الأول في زمن قياسي.ففي موسم 2003-2004، وبينما كان عمره لا يتجاوز 16 ربيعاً، خاض ميسي مباراته الأولى مع الكبار في مباراة ودية أمام بورتو البرتغالي بمناسبة افتتاح ملعب دراغاو الجديد. وخلال الموسم التالي، الذي تُوج فيه البارسا بلقب الليغا، ظهر ليو لأول مرة في مباراة رسمية بقميص البلاوغرانا، عندما خاض دربي برشلونة أمام إسبانيول يوم 16 أكتوبر 2004 على أرضية الملعب الأولمبي، حيث ساهم في فوز رفاقه بهدف دون رد.وفي ظل إصابة عدد من النجوم الأساسيين، لجأ الجهاز الفني إلى خدمات بعض لاعبي الفريق الرديف، ليُصبح ابن مدينة سانتا فيه واحداً من الدعائم المهمة في الفريق الأول. وفي الأول من مايو 2005، أضحى ميسي أصغر لاعب في تاريخ نادي برشلونة يُسجل هدفاً في الليغا الأسبانية، حيث تمكن من هز شباك ألباسيتي وهو يبلغ من العمر 17 سنة و10 أشهر وسبعة أيام، بيد أن بوجان كركيتش تمكن من تحطيم ذلك الرقم فيما بعد.وفي نهائيات كأس العالم تحت 20 سنة التي استضافتها هولندا عام 2005، قاد ميسي منتخب الأرجنتين إلى الظفر باللقب، حيث تربع على عرش الهدافين واختير أفضل لاعب في البطولة كذلك. وفي سن الثامنة عشرة، أصبح ليو واحداً من عمالقة كرة القدم العالمية، كما أنه تمكن بعد فترة قصيرة من خوض مباراته الدولية الأولى مع منتخب الكبار حين شارك ضمن التشكيل الأساسي في اللقاء الودي أمام المجر.وفي موسم 2005-2006، حقق ميسي طفرة نوعية عندما قدم أداءً باهراً أمام العملاق الإيطالي يوفنتوس خلال مباراة كأس جوان غامبر، كما اضطلع بدور محوري في الفوز التاريخي على ريال مدريد بثلاثية نظيفة في ملعب سانتياغو بيرنابيو، قبل أن يبلي البلاء الحسن في موقعة ستامفورد بريدج أمام تشيلسي ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا. بيد أن الإصابة أبعدته عن الملاعب خلال أغلب ما تبقى من ذلك الموسم، الذي خاض فيه 17 مباراة في الليغا مقابل ست في دوري الأبطال واثنتين في كأس الملك، علماً أنه سجل ثمانية أهداف في جميع المسابقات.وفي الموسم التالي، بدأ ميسي يصنع لنفسه اسماً مرموقاً بين أساطير اللعبة الأكثر شعبية في العالم، ولاسيما بعد ذلك الهدف الخرافي الذي سجله في مرمى خيتافي ضمن منافسات كأس ملك أسبانيا. ثم واصل العزف على أنغام التألق، رغم أن البارسا لم يُتوج حينها بأي لقب يُذكر، إذ حل النجم الأرجنتيني ثانياً في ترتيب المرشحين لنيل جائزة الفيفا لأفضل لاعب في العالم، بينما جاء ثالثاً في التصويت الخاص بالكرة الذهبية. ولم تتوقف إبداعات ميسي عنذ هذا الحد، حيث تحسن أداؤه بشكل لافت في موسم 2007-2008، عندما سجل 16 هدفاً ومنح 10 تمريرات حاسمة من أصل 40 مباراة، ليحتل من جديد مركز الوصيف في نسخة 2008 من جائزة الفيفا لأفضل لاعب في العالم.وبعد رحيل رونالدينيو، أصبح ميسي نجم نجوم البارسا. فقد تمكن الساحر الأرجنتيني من تجنب الإصابات طيلة الموسم، مما أتاح له الفرصة لخوض 51 مباراة سجل فيها 31 هدفاً بالتمام والكمال، ليستحق الفوز بالكرة الذهبية وجائزة أفضل لاعب في العالم سنة 2009.ثم واصل ليو تألقه بقميص البلاوغرانا، حيث تمكن من هز الشباك في 34 مرة ليتربع على عرش هدافي الليغا في موسم 2009-2010، معادلاً بذلك الرقم القياسي الذي انفرد به رونالدو على مدى سنوات. أما مسك الختام في تلك السنة، فقد تمثل في الهدف الذي أحرزه صاحب القميص رقم 10 أمام إستوديانتيس لابلاتا الأرجنتيني، ليقود به البارسا إلى الاحتفال بأول تتويج له بكأس العالم للأندية.وفي موسم 2010-2011، سجل ميسي ما لا يقل عن 53 هدفاً في جميع المباريات الرسمية التي خاضها بقميص برشلونة، محققاً بذلك رقماً قياسياً على الصعيد الأسباني، علماً أن كريستيانو رونالدو تمكن من تحطيمه في المراحل الأخيرة من الموسم ذاته. وبعدما نجح في هز الشباك خلال نهائي دوري الأبطال في روما، عاد ميسي ليسجل هدفاً بمنتهى الروعة في موقعة ويمبلي التي أضاف فيها برشلونة لقباً رابعاً إلى رصيده في أبرز مسابقة للأندية على الصعيد الأوروبي.أما موسم 2011-2012، فقد تمكن خلاله ميسي من تحطيم الرقم القياسي الذي كان في حوزة الأسطورة سيزار رودريغيز، حيث تجاوز رصيد النجم الأرجنتيني حاجز 232 هدفاً بقميص البارسا، ليصبح بذلك أفضل هداف في تاريخ النادي. وقد احتفل ليو بهذا الإنجاز على أفضل نحو ممكن، عندما أحرز ثلاثية شخصية رائعة قاد بها رفاقه إلى الفوز بنتيجة 5-3 على نادي غرناطة يوم 20 مارس 2012. وقبلها بأسبوعين، كان ميسي قد سجل خمسة أهداف كاملة في مرمى ليفركوزن خلال مباراة واحدة ضمن منافسات دوري الأبطال.وفي يوم 5 مايو 2012 خلال ديربي عاصمة كاتالونيا، تمكن من هز شباك أسبانيول في أربع مناسبات ليرفع رصيده الشخصي إلى 50 هدفاً في الليغا ضمن منافسات ذلك الموسم، محطماً رقماً قياسياً جديداً في تاريخ مسابقة الدوري الأسباني، علماً أن سجله الإجمالي في جميع البطولات بلغ 73 هدفاً بالتمام والكمال، مساهماً بشكل كبير في فوز برشلونة بكأس السوبر الأسباني ونظيره الأوروبي ومونديال الأندية وكأس الملك.ولم تتوقف إنجازاته الفردية عند هذا الحد، حيث أنهى عام 2012 بسجل تاريخي آخر، حيث بلغ رصيده الإجمالي 91 هدفاً في السنة التقويمية الواحدة، محطماً بذلك الرقم القياسي الذي كان ينفرد به الأسطورة الألماني جيرد مولر (85 مع بايرن ميونيخ والمنتخب الوطني) منذ 1972.ثم تواصل سحر ميسي في موسم 2012-2013، حيث تمكن من هز الشباك في 19 جولة متتالية ضمن فعاليات الليغا. ورغم أن الإصابة أمام باريس سان جيرمان في ربع نهائي دوري الأبطال أبعدته عن الملاعب خلال معظم مباريات المرحلة الأخيرة من الموسم، إلا أنها لم تحرمه من التربع على عرش هدافي الدوري الأسباني برصيد 46 هدفاً، علماً أنه هز الشباك 60 مرة من أصل 50 مباراة في جميع المسابقات، أي بمعدل مذهل بلغ 1.2 هدفاً في كل مباراة.وبالإضافة إلى إنجازاته على صعيد النادي، تمكن ميسي من تعزيز مكانته في المنتخب الوطني، الذي أصبح يضطلع فيه بشارة الكابتن، حيث مثل الأرجنتين في نسختين من كأس العالم (2006 و2010)، كما شارك مرتين في كوبا أمريكا (2007 و2011)، علماً أنه قاد بلاده إلى الفوز بالميدالية الذهبية في مسابقة كرة القدم الأولمبية ضمن ألعاب بكين 2008
المصدر : الموقع الرسمي لنادي برشلونة