قصةٌ تستحقُ القراءة
———————
عاقب رجلٌ ابنته ذات الثلاثة أعوام لأنها اتلفت لفافة من ورق التغليف الذهبية ، فقد كان المال شحيحاً و استشاط غضباً حين رأى الطفلة تحاول أن تزين إحدى العلب بهذه اللفافة لتك…ون على شكل هدية …
على الرغم من ذلك ,
أحضرت الطفلةُ الهديةَ لأبيها بينما هو جالس يشرب قهوة الصباح,
وقالت له: ” هذه لك, يا أبتِ ! “
أصابه الخجل من ردة فعله السابقة,
ولكنه استشاط غضباً ثانية عندما فتح العلبة و اكتشف أن العلبة فارغة.
ثم صرخ في وجهها مرة أخرى
قائلاً : ” ألا تعلمين أنه حينما تهدين شخصا هدية, يفترض أن يكون بداخلها شئ ما؟ “
ثم ما كان منه إلا أن رمى بالعلبة في سلة المهملات
و دفن وجهه بيديه في حزن.
عندها ,نظرت البنت الصغيرة إليه وعيناها تدمعان
و قالت ” يا أبي إنها ليست فارغة, لقد وضعت الكثير من القُبَل بداخل العلبة وكانت كل القبل لك يا أبي “
تحطم قلب الأب عند سماع ذلك ، و راح يلف ذراعيه حول فتاته الصغيرة, و توسل لها أن تسامحه
فضمته إليها و غطت وجهه بالقبل. ثم أخذ العلبة بلطف من بين النفايات
وراحا يصلحان ما تلف من ورق الغلاف المذهب
وبدأ الأب يتظاهر بأخذ بعض القبلات من العلبة .. فيما ابنته تضحك و تصفق وهي في قمة الفرح
استمتع كلاهما بالكثير من اللهو ذلك اليوم
و أخذ الأب عهداً على نفسه أن يبذل المزيد من الجهد للحفاظ على علاقة جيدة بابنته,
وقد فعل .. ازداد الأب و ابنته قرباً من بعضهما
مع مرور الأعوام ، كبرت البنت و تزوجت وسافرت بعيدا عن أبيها
وكلما شعر الأب بالإحباط,
كان يأخذ من تلك العلبة قبلة خيالية و يتذكر ذلك الحب غير المشروط من ابنته التي وضعت تلك القبل هناك
.
كلنا بشر,
وقد أعطينا وعاءاً ذهبياً قد مُلأ بحبٍ غير مشروط من أصدقائنا و أهلنا و اقاربنا ، وما من شئ أثمن من ذلك يمكن أن يملكه أي إنسان
فاذا كان لديك علبة مثلها .. فأخرج علبتك واستمتع بما فيها عندما تشعر بالوحدة و الاحباط
وان لم يكن لديك واحدة فلا تحزن فالوقت مازال متاحا لك كى تشترى علبة و تلفها باجمل الاغلفة ، وتعطيها لكل من يشعرك بالامل و يضع بسمة على وجهك