فقدت ليان الصينية والدتها وهي لم تحتفل بعيد ميلادها الأول. ومن ساعتها لا تعرف ما يوجد خارج قريتها الواقعة في عمق جبال شونغكنغ. فقد نذرت عمرها لوالدها المعتل بالسلّ ودراستها، سلاحها في ذلك الابتسامة والبراءة.
كل يوم تجمع ليان الحطب وتجلبه مع الماء على الكتفين الصغيرين والقدمين الصغيرتين من أجل إعداد الطعام لوالدها ولها، لأن والدها غير قادر على العمل فإنّها تعيش معه على مساعدة اجتماعية لا تتجاوز 20 دولارا في الشهر.
في بعض الليالي لا تنام ووالدها سوى على حبات بطاطس مسلوقة، ورغم رعايتها لوالدها منذ سنوات ورغم صغر سنها وعودها الطري، تجد ليان الوقت للقيام بواجباتها المنزلية.
ليان تمشّط شعرها بنفسها بعد أن تكون قد استيقظت مبكرا لإعداد فطور الصباح لوالدها. فكما يقول محمد الماغوط وحدهم الفقراء يستيقظون باكرا حتى لا يسبقهم إلى العذاب أحد.
تعيش ليان ووالدها فوق هضبة مرتفعة في الأحراش تطل على المدينة. وتخصص جزءا من وقتها للعناية ببضع الدجاجات التي تعتمد عليها ووالدها في الغذاء.
لا تكتفي ليان بذلك بل إنها ترافق والدها إلى المصحة لإجراء التحاليل والفحوص الدورية.
ويجبر الأطباء ليان أيضا على الخضوع للفحوص للتأكد من أنها لم تلتقط العدوى من والدها مريض السل.
ليان محبوبة من زملاء الدراسة، وهي تحلم بالذهاب إلى المعهد لاحقا. لكن قبل ذلك كل حلمها أن يتحسن وضع والدها الصحي، قائلة "مادام هو بخير أنا بخير. ومادام هو حي لن أتخلى عنه."
CNN