تستطيع أسماك السلمون الأحمر السفر لأكثر من 6000 كم في المحيط الهادي قبل أن تعود إلى النهر الذي فقست فيه لتضع بيضها بدورها. فكيف تجد طريقها؟
اسماك السلمون الأحمر Oncorhynchus nerka تمضي ثلاث سنوات في المياه العذبة لأنهار أمريكا الشمالية قبل الهجرة إلى المحيط الهادئ وبعد سنوات قليلة، تعود إلى موطنها الأصلي(النهر) لتضع بيضها في نفس المكان الذي ولدت فيه، وبذلك تكون قد قطعت في رحلتها أكثر من 6000 كم.
في دراسة جديدة، نشرت في مجلة Current Biology، يشير علماء الأحياء أن أسماك السلمون تجد طريقها إلى موطنها الأصلي باعتمادها على خصائص مغناطيسية، حيث تملك القدرة على تخزين وتذكر المجال المغناطيسي للنهر الأصلي، لتجده في وقت لاحق.
واستند فريق البحث الأمريكي في دراستهم التي امتدت على مدى 56 عاما، على بيانات لتحديد الطرق التي يسلكها السلمون خلال هجرته، ومقارنة هذه البيانات بالمجال المغناطيسي الأرضي لمناطق مختلفة، وتوصلوا إلى أن أسماك السلمون الأحمر تعتمد على خريطة مغناطيسية في العودة إلى موطنها الأصلي، وكأنها تتوفر على بوصلة مدمجة تدلها على الطريق.
وتعتبر هذه “البوصلة الطبيعية” بمثابة حاسة سادسة فطرية. كما يعتقد العلماء أن أسماك السلمون تستخدم أيضا حاسة الشم لإيجاد موطنهم الأصلي.