علوم الحاسوب النظرية Theoritical Computer Science
في البدء كانت علوم الحاسوب النظرية "Theoretical Computer Science" أو ما يسمى أيضاً "Theoretical Informatics" التي تمكنت خلال سنوات البحث الطويلة من إيجاد الحلول النظرية للعديد من المسائل المطروحة في حينها، لذا كان وما زال على كل دارس لهذه العلوم أن يطلع على المبادئ والأسس التي قامت عليها هذه العلوم، وذلك في مراحل الدراسة الأولى، ثم التوسع و التعمق فيها في مراحل الدراسة اللاحقة التي تركز على جانب معين عرف بمجال التخصص. إلا أن فرص خريجي هذه الدراسات تبقى محدودة نسبياً، خاصة في البلدان التي ما زال البحث العلمي فيها لم يحظ بالاهتمام المطلوب، على عكس تلك البلدان التي يشكل البحث العلمي فيها الوجه الآخر للعملية التعليمية في الجامعات والمعاهد ومراكز الأبحاث. وقد شكل البحث العلمي الجسر الواصل بين قطاعات الصناعة وتلك المؤسسات التعليمية، مما خلق أمام دارسي هذه العلوم النظرية فرصاً كبيرة للعمل، وأبقى أبواب متابعة البحث وتراكم الخبرات مفتوحةً ترحب بكل المتطلعين إلى آفاق جديدة
ومن المقررات الرئيسة التابعة لهذه الدراسة:
الحوسبة الرقمية Numeric Computing
ِتقنيات الخوارزميات Algorithm Techniques
الخوارزميات البيانية Graph Algorithms
البرمجة المتوازية Parallel Programming
البرمجة المنطقية Logical Programming التي اعتمدت في مرحلة زمنية لغة البرمجة "برولوج Prolog " التي وجدت تطبيقاً لها في مجال "الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence " الذي شكل لنفسه فرعا من فروع علوم الحاسوب وأبحاثه، نتيجة دخوله بلا استئذان إلى العديد من مجالات الصناعة والحياة. وخير دليل على ذلك خطوط الإنتاج الذكية القادرة على تحديد أماكن الخلل وتشخيصه حين حدوثه، إضافة إلى اقتراح طرق الإصلاح أو التنفيذ المحدود لبعض أنواع الخلل (Self Diagnostic Production lines) وأنظمة الفحص الطبي في المناطق الموبوءة (Smart Docs) التي تحل محل الطبيب المختص لفحص المصابين في تلك المناطق، وتحلل الأعراض وتصف العلاجات اللازمة دون تعريض حياة الطبيب المختص لخطر الإصابة بالمرض، ومن الجدير بالذكر أن هذا النوع من الأنظمة "الذكية" لم يلقاستقبالاً جيداً في مجال القضاء "لافتقاده للروح الإنسانية ولعدم تقديره لما يسمى ظروف الجريمة" أثناء التعامل مع المتهمين.
علوم الحاسوب التطبيقية Applied Computer Science
إنها الوجه المقابل لعلومالحاسوب النظرية، ومع أن الفصل بينهما صعب جداً ورسم الحدود بين النظري والعملي التجريبي لم يعد سهلاً، فإن ارتكاز علوم الحاسوب التطبيقية على جوانب معينة أكثر من غيرها صار واضحاً، خاصة إذا ما أخذت المجالات التالية في الحسبان:
مبادئ البرمجة الحديثة Modern Programming Concepts
إن تعلم مبادئ لغات البرمجة الحديثة هو في صميم دراسة علوم الحاسوب التطبيقية، لأن هذه العلوم تدخل في شتى مجالات الصناعات، التي تؤثر في مستوى حياة المجتمعات البشرية الحالية سلباً أو إيجاباً، بدءاً بمكالمة هاتفية بسيطة بالهاتف المحمول، وصولاً إلى انطلاق مركبة فضائية نحو كوكب آخر، مستندة إلى ما تتسلح به من بيانات ومعدات اتصال، أو سقوط صاروخ ذكي (Smart Weapon) موجَّه بالحاسوب، وإصابة هدفه عبر مئات الأميال بدقة متناهية. مثل التصميم بواسطة الحاسوب (Computer Aided Design) واستخدام البيانات الحاسوبية Computer graphic وتقنيات البرمجة الغرضية التوجه Object Oriented Programming Techniquesوأسس لغات البرمجة Programming Languages Concepts وتقنيات الوب ولغة جافا Web Techniques and Java Programming وتقنيات النمذجة والمحاكاة Modeling and Simulation Technologiesوتقنيات الوسائط المتعددة Multimedia Technologiesوطرق استخدام الذكاء الصنعي وتطبيقاته Methods of applied Artificial Intelligenceونظم المعلومات الجغرافية Geographic Information Systems وحوسبة الرسوم المتحركة Computer Animation و أسس قواعد البيانات العلائقية Relational Database Systemsالمكتبات الرقمية Digital Librariesوتطوير اللغات الخاصة بهذا التقنيات الحديثة لجهة المبادئ والقواعد والترابط المنطقي. كل هذه المواد الدراسية وغيرها الكثير مما تبتكره الجامعات والمعاهد وتشتقه وتعتمده ضمن برامجها التدريسية، يشكل الركائز الأساسية لعلوم الحاسوب التطبيقية. وقد يكون خِرّيجو هذه الدراسات هم الأكثرون حظاً بين دارسي علوم الحاسوب، إلا أنه لابد لكل منهم أن يتميز بتخصص يعطيه صفة الخبير في أحد هذه الحقول، التي قد تختلف من جامعة إلى أخرى من حيث التصنيف والأهمية. فبعض الجامعات قد يركز اهتمامه على فرع ما، ليحوله إلى مظلة تصطف تحتها مجموعة اختصاصات ، على حين يحافظ ذات الفرع على مكانه ومكانته لدى جامعات أخرى. هذا يعود بلا شك إلى تأثير مستوى التطور في ذلك البلد و نشاط مراكز البحث لدى الجامعات تلك، التي تشكل الجسر الواصل بين قطاعات الصناعة والأعمال من جهة، وبين الجامعات ومراكز الأبحاث من جهة أخرى.
التصميم بواسطة الحاسوب والوسائط المتعددة Computer graphic and Multimedia
بقطع النظر عن مكانة هذا الفرع بين علوم الحاسوب، وتصنيفه بين اختصاص أو مسار دراسي، فهو يتميز بتركيزه على تطوير واستخدام التقنيات المبتكرة في أنظمة البيانات التفاعلية Interactive Graphical Systemsواستخدام أنظمة الوسائط المتعددة Multidemia Communication Systems في الاتصالات ونقل البيانات، وهو أيضاً يعتني بالمعالجة الرقمية للبيانات، بقطع النظر عن طبيعتها وطبيعة الإخراجات الناتجة عن معالجتها. ويشكل أحد الأمثلة الهامة على التناغم ما بين الإبداع البشري وتقنيات الحاسوب، بما يشمله من معالجة وإنتاج الصور ذات الجودة العالية، ونقلها بين الأنظمة وعبر المسافات دون المس بتلك الجودة العالية. إن تصميم و بناء النماذج الهندسية والفيزيائية، ومحاكاة الكثير من الحالات الوصفية المتعلقة بالعلوم الطبيعية والتقنية والاقتصادية والطبية وحتى الزراعية، لأجسام مجهرية التركيب أو عمليات لا ترى بالعين المجردة، ثم إضفاء صفات الحياة عليها بتحريكها حركات تكاد تطابق حركتها الحقيقية، هذا كله يستند إلى لغات برمجية متطورة وقادرة على معالجة هذا الكم الهائل من البيانات، و إلى أجهزة حاسوب عالية المواصفات، هذا إضافة إلى المعرفة التخصصية في مواضيع البحث.
خلق الواقع الافتراضي Creation of Virtual Reality
يمكن للحاسوب في هذا المجال أن يخلق صوراً تبدو واقعية مع أنها غير موجودة، بل إن الأمر لا يقتصر على خلق الصور وحسب، وإنما يتعدى ذلك إلى تحريكها بدقة تُبرز واقعاً غير موجود في الحقيقة، إنه الواقع الافتراضي (Virtual Reality) الذي يستخدم في مجالات عدة منها الصناعات الترفيهية كالسينما وألعاب الفيديو (Vedio Games) و صناعة وسائل التدريب والإيضاح في مختلف الميادين، كمخبر محاكاة الطيران (Fly Simulator) أو مخابر التدرب على آلات معقدة وباهظة الثمن، بحيث يفضل بناء واقع افتراضي يحاكيها من حيث الشكل والأداء يستطيع المتدرب بواسطته أن يتأقلم مع محيطه والسيطرة على العمليات المطلوبة.
لا يحتاج الحاسوب لإيجاد هذا الواقع الافتراضي إلى سوى خيال مبدع ومهارات وتقنيات عالية، وكذلك إلى معرفة تخصصية في العلم الذي يجري البحث فيه. أما التصوير التقليدي فهو لم يكن سوى إظهار للواقع الموجود أمامه، وكأنه تسجيل للحظة زمنية في مكان محدد، بقطع النظر عن جمالية أو تعبيرية هذا التسجيل من خلال الصور.
التواصل بالوسائط المتعددة Multimedia Communication
يتضمن هذا المجال عرض المعلومات بالوسائط المتعددة الذكية، وضمن معايير تلك الوسائط وتقنيات المعالجة الرقمية والبرمجة وآليات ضغط البيانات الصوتية مثل (G.711، G.721، MPEG-Audio) والمرئية الثابتة مثل (GIF، TIF، IIF، JPEG، JPEG2000) والمرئية المتحركة (H.261، H.320، Motion-JPEG، MPEG1، MPEG2، MPEG4، MPEG7، MPEG21) وغيرها.
المعلوماتية التقنية Technical Informatic
هو الفرع الذي يهتم بالبحث والتطوير في مجال تصميم الحواسيب وبنائها(Computer Architeture) بمختلف أنواعها ونماذجها. وقد أصبح هذا المجال بفضل التطور الهائل والسريع في ركائزه الأساسية مثل أنظمة الحوسبة المتوازية (Parallel computing systems) وأنظمة معالجة البيانات ذات القدرات العالية (High Performance Dataprocessing Systems) وأنظمة الوسائط المتعددة ووسائل الاتصالات السلكية واللاسلكية غيرها، مجالاً حيوياً لتحديات كبيرة وآفاق واسعة من التطوير والتطبيق في مجالات حيوية كنظم الاتصالات المتحكمة بشبكات النقل الجوي والبحري.
إن التطور السريع في مجال المعلوماتية في السنوات الأخيرة قد استفاد أيضاً من القدرات الهائلة لأنظمة الاتصالات، المتمثلة في الوسائط الإلكترونية مثل الإنترنت التي يجري عبرها الآن ما يسمى بالتجارة الإلكترونية، التي تؤثر بدورها إلى حدٍّ بعيد في الحياة الاقتصادية. ثم إن توفر الوسائط المتعددة، وخدمات الاتصالات المحمولة عبر العالم سوف تحل محل الأشكال التقليدية المعروفة.
يتألف فرع المعلوماتية التقنية من مواد تعود في الأساس إلى فرعي هندسة الكهرباء والإلكترونيات من جهة، والى فرع المعلوماتية من جهة أخرى، وأهمها تلك المتعلقة بِتِقانة المعلومات (Information Technology). فمن حيث المعدات هناك المعالِجات الدقيقة (Microprocssors)ووسائط حفظ البيانات المؤقتة والدائمة (RAMs، ROMs، Hard disks) وغيرها. إضافةً إلى المعدات المضافة إلى الوحدة المركزية للحاسوب كالطابعات والناسخات الضوئية.
هذا العلم يبحث في الأسس الإلكترونية والكهربائية التي تستند إليها نظم الحاسوب وأتمتة البيانات ومعالجة ونقل المعلومات، ويكوِّن الجسر الذي يتصل مع البرمجة والتطبيق العملي، وغالباً ما يستخدم لغة (C) ومشتقاتها ولغة (Java) جافا أيضاً.
يزود هذا الفرع خريجيه بالكفاءة المتخصصة والمهارات اللازمة لشغل وظائف متعددة في مجالات بناء و تطوير نظم المعلومات وتجهيزاتها، إذ قلما يوجد في حياتنا اليومية الحالية ما يعمل بدون المعالِجات الدقيقة (Microprocssors)،
فمثلاً في أية سيارة حديثة يوجد ما لا يقل عن 50 من هذه المعالِجات.
إن فلسفة البرمجة تغيرت وتطورت كثيراً في السنوات الماضية ونتج عنها أساليب وقواعد ولغات برمجة جديدة، منها ما جعل من العنصر (Object) وصفاته وخصائصه (Prporties) محوراً لفلسفته (Object Oriented Programming Languages). لذا كان من الضروري أيضاً تطوير وسائل وأدوات وبيئات عمل قادرة على التفاهم مع هذه التطورات وعلى الاستفادة من تطبيقاتها، ويمكن تقسيمها إلى ثلاثة مستويات:
أسس فلسفة البرمجة المركّزة على العنصر: وتشمل لغات هذه الفلسفة ونظرياتها وقواعدها.
الأدوات: وتشمل نظم التشغيل القادرة على التفاهم مع هذه الفلسفة (Operating Systems) وقواعد البيانات الخاصة بها (Databases) وطرق تصميمها وأدواته مثل(Case-Tools).
التقنيات المطلوبة: وتضم الأنظمة البيانية (Graphical Systems) ونوافذ التقاطع مع المستخدم (User Interfaces) وتقنيات المحاكاة (Simulation techniques).
المعلوماتية البيولوجية Bio-Informatics
تمثل هذه العلوم الحديثة شكلاً من أشكال تدخل علوم الحاسوب النظرية والتطبيقية في أحد مجالات الحياة، الذي كان يوماً ما بعيداً كل البعد عن الحاسوب ونظرياته. إن المعلوماتية البيولوجية تتعاطى مع العلوم المتخصصة في كل ما هو حي، لمحاولة تطوير هذه العلوم خدمة لأغراض إنسانية، وقد تكون غير ذلك في بعض الأحيان.
يقسم هذا الفرع الحديث جداً إلى ثلاثة أقسام أهمه
تقنيات الوسائط (Media Techniques)
يشترك في نشاطات هذا الفرع كل من فرع الهندسة الإلكترونية والمعلوماتية التقنية وفرع المعلوماتية النظرية أيضاً. ويُقدم تحت مظلة الهندسة الإلكترونية كاختصاص منفصل ضمن تقنيات الإعلام (Prodcasting Techniques). أما فرع المعلوماتية فيقدمه كأحد الاختصاصات باسم تقنيات الوسائط (Media Techniques). وكلاهما يقدم ضمن مقرراته الدراسية لمحة إلى نظريات هذا العلم، وإلى تاريخ تطوره، إضافة إلى المقررات التقنية التي تشمل أسس بناء العناصر الإلكترونية وأسس الدارات الكهربائية والإشارات الرقمية، هذا إضافةً إلى أسس تقنيات الإعلام كتجهيزات الفيديو والحاسوب والصوت، ونظم الاتصالات وخدمات الشبكة العالمية ونظم المعلوم
المعلوماتية البيئية (Environmental Informatics)
هو فرع جديد نسبياً يُبنى حالياً في العديد من جامعات العالم المهتمة في الأساس بموضوع البيئة والأبحاث البيئية، إذ يجري تطوير أنظمة معلوماتية وبرامج وأجهزة قياس. ومن المعلوم أن حجم البيانات المستخدمة في هذا المجال كبير جداً، مما يضع على عاتق الدارسين وأنظمتهم عبئاً كبيراً ومسؤوليات كبيرة، لما لنتائج دراساتهم وتوقعاتهم من أهمية في الحياة البشرية بوجهٍ عام. فأجهزة الرصد الجوي وأجهزة الإنذار المبكر وقياس الزلازل والبراكين ونسب التلوث وغيرها هي من حصيلة هذا الفرع الجديد لعلوم الحاسوب
المعلوماتية الطبية (Medicine Informatics)
الهدف الرئيس لهذا التخصص هو تعلم المهارات المتعلقة بأتمتة الأنظمة والتجهيزات الطبية من ناحية، و اكتساب المقدرة على التواصل مع المتخصصين والعاملين في الحقل الطبي الذي يختلف عن الحقول الأخرى التي تستخدم المعلوماتية، مثل صناعة السيارات أو الصناعات الترفيهية وغيرها، فالأمر هنا يتعلق بالإنسان وحالاته المرضية مباشرة، وهي حالات لا يمكن إخضاعها للتخطيط والمنطق. ولما كان محور العمل في هذا الحقل هو الإنسان، وجب حيازة أنظمة ذات قدرات كبيرة لناحية حفظ البيانات وسرعة استرجاعها، كما وجب اقتناء برامج جيدة تخدم الأغراض المتعارفة مثل معالجة الملف الطبي الرقمي للمريض (Digital Patient File) أو أنظمة تحليل وإظهار نتائج التحليل والصور الشعاعية العادية والثلاثية الأبعاد أو أنظمة المراقبة (مراقبة الإشارات الدماغية) أو الأنظمة الذكية وأنظمة التدخل عن بعد لإجراء العمليات الجراحية، وطبعاً الأجهزة المخبرية المتعددة وأنظمة المالية والحسابات وأنظمة الموارد البشرية المعتادة.
إن أهمية المجال الطبي، ومن ثَم الصناعات العاملة ضمنه، كصناعة الأدوية والتجهيزات الطبية تجعل من الخريجين المتخصصين في هذا المجال هدفاً لهذه الشركات، حيث يعتمد عليهم في تحليل البيانات الطبية والإحصائية، وقد يستفاد من خبراتهم في تصميم الأنظمة المتخصصة أو في تقييم الأنظمة الجديدة.
يبقى القول أن طلاب هذا الاختصاص سيكون عليهم دراسة مقررات مأخوذة من الحقل الطبي، كدراسة جسم الإنسان ومبادئ التشريح والجراحة ونظام عمل الجملة العصبية وغيرها من المقررات الطبية، هذا إلى جانب المواد التابعة لعلوم الحاسوب المطلوبة في هذا المجال كبناء واستخدام أنظمة الوسائط المتعددة ولغات البرمجة المتقدمة وقواعد البيانات.
معلوماتية إدارة الأعمال Business Informatics
يمثل هذا الفرع كغيره من فروع علوم الحاسوب تقاطعاً بين مجالي علوم الحاسوب التطبيقية والعلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال. ولهذا نرى التركيز في هذا المجال على المبادئ والأسس ثم على وسائل وأدوات البناء، وأخيراً على مجالات الاستخدام لنظم المعلومات المدعومة بالحاسوب في مجال الاقتصاد وإدارة الأعمال. هذا الأمر يضع الطلاب أمام استحقاق تعلم مبادئ فهم عرض المشاكل الاقتصادية والإدارية والبحث عن حلول منطقية لها. وفي عصر العولمة التي أصابت الاقتصاد كغيره من مجالات الحياة، أصبح العثور على متخصصين في هذا المجال من ذوي الخبرة المتكسبة من ثقافات متنوعة، ومن معرفة مركبة جامعة بين علوم الحاسوب وتطبيقاتها، وبين النظريات الاقتصادية والإدارية والمشاكل التي تواجه تطبيقها على الأرض، من أولويات الشركات العابرة الحدود، تلك الباحثة عن فتوحات اقتصادية جديدة.
.
تاريخ المعلوماتية:
برغم عمره القصير نسبيا , شهد قطاعالمعلوماتية بعض اللحظات المميزة , يمكننا فيما يلي تذكر بعضها لا إعتقد أنالجميع , سيوافقونني 100% على أغلب تلك اللحظات و تواريخها , و لكنني
سأكون موضوعيافي معاينة تلك اللحظات , و الأحدات التي ساهمت في صناعة المعلوماتــيـة المعاصرة
1)تطوير لغة البرمجة (COBOL) (1959) :
هناك عدد كبير من لغاتالبرمجة , و لكن لم تؤثر أي منها كما أثرت كوبول على ذلك العدد مـن الناس والمميز فيها, أنه و إلى اليوم , يوجد أجهزة تعمل على برامج كتبت بواسطة الكــوبولصحيح أنه بالإمكان (بل و يجب) إعادة كتابة تلك البرامج لتتوافق مع المقاييس العصرية , و لكن بالنسبة لعدد كبير من مدراء النظم المعلوماتية , الذين لايملكون الوقت أوالمصادر لإعادة كتابة تلك البرامج , لا مانع من ترك تلك البرامج تعمل.
2) تطوير شبكة وكالة أبحاث المشاريع المتقدمة (1969ARPANET (Advanced Research Projects Agency Network) :
بلا شك , ARPANET هي من أسلاف الإنترنت المعاصرة كمانـــعـرفهـا اليوم , بـدأت ARPANET عدد من الأحداث , و عرفت بـ " شبكة الحاسوب الكونية (Intergalactic Computer Network) و بدون مجهودات ARPANET , لكان شكل قطاعالمعلوماتية
مختلف عما هو اليوم.
3) إختراع (UNIX) عام (1970):
مع أنالكثيرين سيقولون أن نظام Windows هو أهم نظام تشغيل تم بنائه , يجب أن يكون هذااللقب لـ UNIX بدأ كمشروع بين جامعة ماساشوستس(MIT) و مختبرات أي تي & تيبل(AT&T Bell Labs) و أهم فرق كان أنه أول نظام تشغيل يسمح لأكثر منمستخدم بالعمل عليه في نفس الوقت
4)أول جهاز محمول (1979):
صممه William Moggridge , الذي يعمل لدى GRID Systems Corporation ولكنه دخل الأسواق في عام 1991 قامت شركة Tandy بشراء شركة GRID , لإمتلاكها حوالي 20 براءة إختراعمهمة ثم إعادت بيعها لشركة AST و التي تمتلك حقوق ملكية تصاميم الحواسبالمحمولة
5) بدأ لينوس ترافولد (Linus Torvalds) العمل على نظام التشغيللينوكس (1991):
مهما كان موقفك من المفاضلة بين ويندوز و لينوكس , لا يمكن لأحدإنكار أهمية أنظمة التشغيل مفتوحة المصدر. فهي التي سلطت الضوء على ترخيص (General Public License)
المجاني , و الذي يحفظ حقوق الملكية , دون مـنـع نسخ و توزيعالمنتج أو المصدر البرمجي و يمنع التعديل عليه في نفس الوقت كما أجبرتالبرامج المفتوحة المصدر , كبريات و الشركات الأنظمة القضائية على النظر إلىالممارسات الإحتكارية , كما رفعت من نوعية التنافس و نوعية البرمجيات كذلك, كماكان لينوكس أول نظام تشغيل سمح للطلاب و الشركات الصغيرة بالتحرر من التفكيربالميزانية المحدودة , قد لا أتوقع من طريقة التفكير السائدة في بلادنا , الوعيإلى أهمية
البرامج المفتوحة المصدر , و ذلك لأمكانية الحصول على برمجيات تساوي الآفالدولارات , مقابل 25 ليرة من سوق البخصة
6) ظهور وندوز 95 Windows عام (1995):
بلا شك , إعاد ويندوز 95 صياغة الطريقة التي يبدو عليها نظام التشغيل. عندما ظهر ذلك النظام أصبح مصطلح "سطح المكتب Desktop",مقياسا , بشريط الأدواتو قائمة أبدأ , و أيقونات سطح المكتب , و بدأت جميع أنظمة التشغيل بالتشبه بسطحالمكتب القياسي.
7) فقاعة الإنترنت – dot-com bubble في التسعينات :
فقاعةالإنترنت في التسعينات فعلت ما لم يتمكن أي شيء آخر من فعله أثبتت أن فكرة عظيمة قد تنمو لها أرجل و تصبح حقيقة شركات مثل أمازون و جوجل , لم تتخطى تلكالفاعلة و حسب بل نمت لتصبح قوى جبارة :
أمازون : بدأت عام 1995 في بيعالمنتجات على الإنترنت , و هي اليوم في قائمة أكبر 100 شركة على مستوى العالم , بربح سنوي تجاوز الـ 10 مليارات عام 2006 جوجل : بدأت بـ 100,000 دولار عام 1998 , أرباحها السنوية عام 2008 تتجاوز الـ 20 مليار دولار و لكن جلبت فقاعةالإنترنت ما هو أبعد من الشركات العملاقة أظهرت أهمية التكنولوجيا و كيف يمكنهاأن تجعل حياتنا اليومية أسرع أفضل وأقوى .
8)عودة ستيف جوبز إلى شركةأبل (1996):
بإختصار :
لولا عودة ستيف جوبز إلى أبل , لما ولد الـ iPod ولولا ولادة الـ iPod لما بقيت شركة أبل وبدون شركة , لما رأى نظامالتشغيل OS X الضوء و بدون نظام التشغيل OS X لكن
عالم أنظمة الشتغيل حصراعلى ويندوز Windows و لينوكس Linux
9)إختراع النابستر (Napster) (1999):
لا يمكننا إغفال أهمية مشاركة الملفات , ببرامج الند للند (P2P – Peer to Peer) بدون النابستر لكانت عملية مشاركة الملفات مختلفة تماما النابستر البروتوكول الأصلي لتبادل الملفات, أثر بشكل هائل على عملية إنشــاء برامج كثيرة مثلBitTorrent وغيرها, بروتوكول الـ BitTorrent يشكل ثلث البيانات المتبادلـــة على الإنترنت و هو يسهل بشكل كبير تبادل الملفات كبيرة الحجم, كما أدت ثورةالنابستر إلى إعادة التفكير بما يعرف بالحقوق الملكية الرقمية (أخبار سيئةللبعض)
10)بداية الويكيبيديا (Wikipedia) (2000):
أصبحت الويكيبيديا منأهم مصادر المعلومات على الإنترنت أنها أكبر مصدر للمعلومات المجمعة , والمتوفرة على الإنترنت أحد أكثر المواقع التي يزورها الناس في العالم مع عدمقبول كثير من المدارس في العالم المصادر التي تعود إلى الويكيبيديا (بسببالمصداقية) , تبقي الويكيبيديا أحد أكثر و أكبر موسوعة في العالم و قد أستخدمت خلال الإنتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة ,
فأضحت صفحات المرشحين علىالويكيبيديا , من أكثرالصفحات طلبا من قبل الناخبين و بالتالي أصبحت أهميةتلك الصفحات للمرشحين , تضاهي أهمية الإعلانات التلفزيونية و المقروءة