صحون متناثرة بين ركام المنزل فيها بعض آثار لوجبة عشاء هي كل ما تبقى من عائلة كبيرة كانت تسكن منطقة الشاخة بمنطقة اللطيفية بعد أن أقدم مسلحون يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة على قتل 18 فردا منها.
ففي مساء يوم الثلاثاء، 3 أيلول/سبتمبر، قام هولاء المسلحون باقتحام منزل تسكنه معا عائلتا الشقيقين حسين جبار وطالب جبار وقتل 18 شخصا كانوا بداخله بالرصاص هم ثلاثة رجال وثلاثة صبيان وأربع نساء وخمسة فتيات وثلاثة أطفال.
بعدها عمد المسلحون إلى تفجير المنزل بعبوات ناسفة أدت إلى انهياره، فيما نجح ثلاثة من أفراد العائلة هما صبي وشقيقتاه في الهرب إلى حظيرة أبقار مجاورة للمنزل.ففي مساء يوم الثلاثاء، 3 أيلول/سبتمبر، قام هولاء المسلحون باقتحام منزل تسكنه معا عائلتا الشقيقين حسين جبار وطالب جبار وقتل 18 شخصا كانوا بداخله بالرصاص هم ثلاثة رجال وثلاثة صبيان وأربع نساء وخمسة فتيات وثلاثة أطفال.
وقال النقيب فؤاد زاير من شرطة قضاء اللطيفية في حديث لموطني إن "المجزرة كانت مروعة، فقد توزعت الجثث على جميع غرف المنزل حتى وصل الحال إلى طفل في الثانية أطلقوا عيه رصاصة وهو يرقد داخل مهده".
.
وأضاف" لولا آثار الرصاص على أجساد الضحايا لشككنا أن وحوشا قذرة دخلت المنزل وقتلتهم جميعا".
وأصيب نتيجة التفجير تسعة أشخاص يسكنون على مقربة من منزل الضحايا، جراء تطاير زجاج النوافذ وبعض الشظايا.
قتلوا بدم بارد
وخرج لفيف من أهالي اللطيفية في جنازة جماعية للضحايا الذين شيعوا إلى مقبرة الشهداء المخصصة لضحايا الهجمات الارهابية.
وفي معرض تعليقه عن الحادث، قال إمام وخطيب جامع المتقين في اللطيفية، الشيخ نوفل العبيدي، إن "من المستحيل أن يكون مرتكبو تلك الجريمة بشر".
وتابع "الموت قليل بحقهم يجب أن يكون هناك عقاب أبشع نوقعه عليهم. لا أزال أفكر في الأطفال والنساء الذين قتلوهم بدم بارد".
وفي خطوة لتطمين أهالي اللطيفية، أقدم بعض الشباب إلى التطوع مع قوات الصحوة لمنع تكرار الجريمة، بحسب العبيدي.
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية العميد سعد معن لموطني إن قوة أمنية ومن جهاز المخابرات تجري عمليات بحث مكثفة وعلى مدار الساعة لاعتقال ستة يشتبه بأنهم وراء الجريمة.
وأضاف أن القوات الأمنية تمكنت من اعتقال ثلاثة من المتورطين. وقال معن إن تحقيقات الشرطة مع شهود العيان وسكان مجاورين لمنزل الضحايا فضلا عن الناجين الثلاثة اسهمت معلوماتهم في اعتقال هؤلاء المتورطين بعد يوم واحد من الهجوم.
وذكر معاون مدير شرطة اللطيفية، علي عباس، أن الناجين الثلاثة تم نقلهم إلى منزل خالهم لرعايتهم بعد أخذ المعلومات الكافية منهم، مضيفا أن "وزارة الداخلية ستتكفل بإعادة بناء المنزل لعودة الصبي وشقيقتيه إليه تحت وصاية من يرضون من أقربائهم".
.
وقال إن الداخلية تنوي "بث تفاصيل محاكمة المتهمين علنا ليطلع العالم على مدى بشاعة الجريمة والمجموعة التي نفذتها".
’أطلق عليهم الرصاص وهم نيام‘
وأوضح الدكتور يعقوب الحسيني من دائرة الطب العدلي ببغداد أن بعض الأطفال أطلق عليهم الرصاص وهم نيام، حسبما أوضح التشريح الطبي للجثث.
وأضاف "يبدو أن الضحايا البالغين كانوا ينظرون إلى بعضهم البعض حيث تم إعدامهم واحدا أمام الآخر في مشهد مروع".
من ناحيته، قال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس قضاء اللطيفية سعد الشمري لموطني إن أيا من أفراد العائلة لم يكونوا من الصحوة أو قوات الأمن، لكن الجريمة نفذت بحسب قوله لإثارة فتنة طائفية في اللطيفية التي تسكنها عوائل سنية وشيعية.
.
وأضاف أن المسلحين يبغون من الجريمة نشر الذعر بين الناس خصوصا بعد مظاهرة نظمها عدد من شيوخ العشائر ووجهاء المدينة في مدينة المحمودية المجاورة مؤخرا تندد بالقاعدة وتدعم قوات الأمن العراقية.
وقالت الحاجة أم احمد، 55 عاما، التي تسكن بالقرب من منزل الضحايا إنها سمعت أصوات العيارات النارية لكنها لم تجرؤ على الخروج خصوصا بعد أن أعقب ذلك ثلاث تفجيرات متلاحقة.
وأوضحت الحاجة قائلة، "قبل ساعات من الجريمة كانت جارتي أم علي [إحدى الضحايا] تتفحص بيض دجاجاتها بينما تجلس أم زوجها، التي قتلت أيضا على مقربة منها، تعزل التمر وتضعه في أكياس بلاستيكية للشتاء".