يعتزم الرئيس الأميركي باراك أوباما زيارة الكونغرس الثلاثاء، في محاولة لحث أعضائه على دعم التحرك العسكري ضد سوريا، حسبما أفاد مراسل "سكاي نيوز عربية" في واشنطن.
وتأتي الزيارة التي لم يعلن عنه مسبقا، عشية خطاب مهم للرئيس الأميركي مساء اليوم ذاته، في محاولة لإقناع الأميركيين بضرورة توجيه ضربة عسكرية محدودة في سوريا، تقول قوى غربية إنها ضرورية لمعاقبة النظام السوري على استخدام أسلحة كيماوية في الحرب الدائرة منذ عامين ونصف تقريبا.وقالت تقارير صحفية أميركية إن الخطاب المرتقب لأوباما سيرتكز على تحذير الأميركيين من أن "عدم التدخل العسكري في سوريا سيقوي الأسد وحلفاءه في المنطقة"، مشيرة إلى اجتماع في البيت الأبيض بين الرئيس ونائبه جو بايدن مع وزير الدفاع تشاك هغل الاثنين.وواصل البيت الأبيض الأحد مساعيه لكسب الدعم للقيام بهذا العمل العسكري، لكنه يواجه معركة صعبة في الكونغرس، حيث قال عدد من الأعضاء البارزين إنهم لم يقتنعوا بالموافقة على تنفيذ ضربات ضد دمشق.وفي حين أن مجلس الشيوخ الأمريكي سيجري الأربعاء تصويتا يمثل اختبارا حاسما، شارك كبير موظفي البيت الأبيض دينيس مكدونو في 5 برامج حوارية الأحد للتأكيد على أن ضربة محدودة ردا على الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيماوية "سيبعث رسالة ردع".غير أن الجمهوري مايك روجرز رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب والمؤيد للضربات العسكرية، قال إن أوباما "لم يقدم مبررات جيدة" لتنفيذ عمل عسكري بهدف معاقبة الأسد.وقال روجرز على شبكة "سي.بي.إس": "من الواضح جدا أنه (أوباما) فقد الدعم في الأسبوع الماضي. لم يقدم الرئيس أسبابا مقنعة.وواجهت خطة أوباما معارضة كبيرة من الجمهوريين وزملائه الديمقراطيين في الكونغرس، حيث يخشى الكثير من المشرعين أن يؤدي شن ضربات عسكرية في سوريا إلى التزام أميركي طويل الأمد هناك ويثيرصراعات أوسع نطاقا في المنطقة.وقالت النائبة الديمقراطية لوريتا سانشيز عن ولاية كاليفورنيا على تلفزيون "إن.بي.سي": "أتساءل أين هي قضية الأمن القومي؟ تأكدوا أنه في اللحظة التي يسقط فيها أحد الصواريخ هناك نكون في قلب الحرب السورية".وقال الجمهوري مايكل مكول رئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب إن خطة أوباما "طائشة".وأضاف مكول: "المشكلة هي أنني أعتقد أن إطلاق عدد قليل من صواريخ توماهوك لن يعيد إلينا مصداقيتنا في الخارج. هذا نوع من الإجراءات الرامية لإنقاذ ماء وجه الرئيس بعد أن وضع الخط الأحمر".وقال النائب الديمقراطي جيم مكغفرن من ولاية ماساتشوستس في وقت سابق: "لو كنت مكان الرئيس لسحبت طلبي. لا أعتقد أن هناك تأييدا في الكونغرس".وتظهر استطلاعات رأي أعضاء الكونغرس أن أوباما يواجه مهمة صعبة، وكشف استطلاع أجرته "واشنطن بوست" أن 223 عضوا في مجلس النواب إما يعارضون التفويض باستخدام القوة العسكرية في سوريا أو يميلون إلى معارضته.ويفوق هذا العدد المطلوب لعرقلة مشروع قرار التفويض الذي يبلغ 217 نائبا.