من الدروس والعبر والانجازات العظيمة للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس )




نستذكر هذه الايام الفاجعة الاليمة التي المت بالأمة الاسلامية عامة وبالشعب العراقي خاصة وهي الذكرى السنوية الرابعة عشر لشهادة شهيدنا الحبيب شهيد الله المولى المقدس الصدر (رض ) فلا بد ان نستمد منها المزيد من الدروس والعبر الخالدة التي كانت ومازالت دروس وجدانية وروحية ايمانية تتجدد في نفوس محبي وعشاق الحرية والكرامة والاباء واود هنا ان ا ذكر بعض هذه الدروس المواقف والعبر ....

الدرس الاول : كسر حاجز الخوف حيث لا خوف الا من الله ....
كسر حاجز الخوف اذ كان الشعب العراقي يحاسب حتى على انفاسه واضغاث احلامه فكان الوطن عبارة عن غابة للوحوش الصدامية المفترسة من امن ورفاق وجنود حرس خاص فكثرت فيه السجون والمقابر الجماعية ومات اطفاله وشبابه وشيوخه ونساءه جوعا وحرقا وقهرا وحرمانا بحروب طائشة جنونية فببركات السيد الشهيد الصدر الذي كان لا يخشى و لا يخاف الا الله فأخاف الله منه كل شيء وكسر حاجز الخوف عند الشعب من بطش الهدام.
الدرس الثاني : الانتفاضة الاخلاقية واصلاح المجتمع .
وهي معالجة انتشار الفساد والرذيلة والسلب والنهب والغناء والرقص والتميع وغيرها وابتعاد المجتمع عن الخط الديني المحمدي الاصيل وكادت ان تندثر معالمه بسبب الاحباط واليأس وتفشي روح الهزيمة والاستسلام للواقع المرير ولفشل الكثير من الحركات الاسلامية والوطنية في مقارعة النظام واسقاطه واقناع جماهير الشعب المظلوم بأهدافها فغير الشباب ومنعهم من التميع وشرب الخمر وحرم الاستماع الى الغناء وبيع اقراصها والترويج اليها وغيرها.
الدرس الثالث : اصلاح وابراز الموقف الحقيقي المرجعية للرشيدة في الزمن الصعب :
حيث كان للتغييب الممنهج لدور المرجعية والحوزة الشريفة وديمومة سباتها الاثر الكبير في طغيان الظلم واعطاء الظالم واعوانه مشروعية قمع الشعب وتصفية رموزه كأمثال السيد الشهيد الصدر الاول واخته العلوية بنت الهدى والشيخ عارف البصري وعدد كبير من عائلة السيد الحكيم امثال السيد مهدي الحكيم ومحمد تقي الحكيم والشيخ الغروي والبروجردي (قدس الله اسراهم) بحجج خروجهم عن النظام وتجاوزهم الخطوط الحمراء فقلتهم بدم بارد بلا خوف ولا وجل وكذلك لشن الحروب على دول الجوار لذا فقد قام السيد الشهيد بالانتفاض على الواقع المفروض على الحوزة من انظمة الجور المتعاقبة على العراق واعطاءها دورها الفعال الريادي في اصلاح المجتمع والتصدي للباطل والمنكر وان كان الحاكم جائر كصدام (لع ) .
الدرس الرابع : التخطيط لاستغلال منبر الجمعة كوسيلة من وسائل الاعلام :
في الوقت الذي كان العراق يفتقر الى ابسط مقومات وسائل الاعلام الحر بسبب سيطرة وهيمنة النظام الهدامي الذي كرس الاعلام لصالحه كان للسيد الشهيد الصدر (قدس ) رأي اخر حيث استغل السيد الشهيد المرجع القائد المنقذ الشهيد الاصولي لا الوصولي المكمل والقدوة المثالية الرسالية للقائد الاول الذي اجج واشعل روح الثورة على الظالمين وهو السيد الشهيد محمد باقر الصدر (رض ) الذي وللأسف الشديد صفته عناصر البعث الغادر وسط صمت خجول ومخزي ومعيب آنذاك وهنا كان لابد من اتخاذ منبر الجمعة المقدس ليصل صوته وافكاره وثورته الى اكبر عدد ممكن من الاحرار والشرفاء
الدرس الخامس : كل ارض كربلاء ء وكل يوم عاشوراء .
في خضم كل تلك الظروف والملابسات التي سبق ذكرها وفي دياجير الظلام الحالك اشرق قمر ساطع في سماء مدينة امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع ) ليرتقي منبر الكوفة المعظم مرتديا كفن الثورة والشهادة شاهرا سيفه ممزقا ظلام الخوف والصمت ليمتد بنوره إلى كل هذا الوطن انه مرجع الثوار والاحرار السيد الشهيد الصدر المقدس الذي نزل ساحة ميدان المنازلة وحيدا فريدا متحديا الظلم والظالمين مستئنسا بطريق ذات الشوكة رغم قلة سالكيه فكل ارض كربلاء وكل يوم عاشوراء ووسط شكوك وتشكيكات البعض ممن لم يجيدوا قراءة الخصال الهاشمية المحمدية جيدا التي شاء الله لها ان تتجدد وتتجسد صدقا ومصداقا شرفا وعزا وكرامة واباءا في مولانا المقدس الصدر الذي اذهل القريب والبعيد في قربه وتعلقه بالله ليكون خالدا في ذكراه كجدة الامام الحسين (ع ) .فلقد انتصرت دماء السيد الصدر ونجليه (قدس) على صدام وال صدام (لع ) كما انتصرت بالأمس دماء الامام الحسين وال الحسين ( عليهم السلام ) على يزيد وال يزيد (لع)

الدرس السادس : الطراز الخاص
ان المولى المقدس السيد محمد الصدر كان ولا يزال حالة فريدة ونموذجا من طراز خاص في تاريخ الحوزة الشريفة , فلم يكن مرجعا تقليديا مكتفيا برسالة عملية تختص بفتاوى الطهارة – والشك –الاحتياطين الاستحبابين والوجوبي والحرمة وغيرها من المصطلحات الفقهية بل كان عالما في الكثير مجالات الحياة فكتبه في الموسوعة المهدوية وهي اربعة اجزاء , ما وراء الفقه عشرة اجزاء., فقه الفضاء ,وفقه الاخلاق جزءين ,فقه الطب , فقه العشائر , منة المنان في الدفاع عن القرآن , اضواء على ثورة الامام الحسين ,شذرات من فلسفة الامام الحسين (ع ) وبحوث في الرجعة والبداء والكذب وحول الشيطان بالإضافة الى اصول علم الاصول بالإضافة للكتب الاخرى الرسالة العملية الصراط القويم والمنهاج وغيرها من الكتب والمخطوطات.
واختصارا للوقت وتفاديا للإطالة اوجز ببعض منجزاته العظيمة هي:
اولا: احياء واقامة وامامة صلاة الجمعة التي كانت معطلة لقرون وهي فريضة قرآنية مقدسة وخير شاهد على ذلك (سورة الجمعة ) هذه الشعيرة تحولت إلى مظهر من مظاهر الرفض لكل الممارسات المنحرفة للنظام البائد مما دق نواقيس الخطر واثار الخوف والرعب في قلوب اعوان النظام ومرتزقته لأنه قد كسر حالة الخوف التي كانت مهيمنة بسبب أساليب القمع وسياسة تكميم الافواه التي لم ترى لها الإنسانية مثيلا, وها هي الشعوب الثائرة في العالم العربي تستخدم يوم الجمعة رمزا ومنبرا للثورة ونداء للتغيير فأصبحت الجمعة التي حاربها البعض بالأمس يتسابق على منصاتها الكثير خدمة لاتجاهاتهم الفئوية والحزبية ...
ثانيا : اعلان استعداده للاستشهاد في سبيل قضيته وتحديه الصارخ للنظام الطاغوتي الكافر وذلك بارتدائه للكفن وهي حالة من التحدي التي لم يسبقه أحد بارتداء كفن على مر التاريخ فكان الكفن رمزا للشهادة .
ثالثا : استطاع أن يبني جيل عقائدي ثوري جهادي اغلبه من ابناء الطبقات الفقيرة وهذا ديدن الانبياء والاولياء يناصرهم الفقراء والبسطاء اما اصحاب الجاه والاموال والبطون المتخمة فالكثير من ينأى بنفسه عن هكذا مشاريع جهادية لقد وقف بوجه النظام الصدامي وهذه القاعدة الشبابية المؤمنة هي التي هزت اركان النظام وقوضت حكمه وسهلت المهمة للقوى المعارضة السياسية لصدام ولكن للأسف انتابها الخوف على مصالح قادة هذه الحركات والاحزاب في الحصول على المناصب في الحكم ما بعد صدام فأخذت تشكك بالسيد الصدر وبعض القوى آثرت تصفيته من قبل صدام على نصرته ومناصرته وقد خاب فألهم .
رابعا: كان المؤسس لثقافة الرفض وانكار الباطل علنا عندما هتف ذلك الهتاف الذي أصبح أهزوجة لكل الأحرار في الشعوب العربية الثائرة فهو المرجع الديني الوحيد هتف (كلا كلا أمريكا كلا كلا إسرائيل) هذه الـ (كلا) هي امتداد لـ (كلا) التي أطلقها الحسين(ع) في كربلاء الخلود والتضحية والفداء لتكتب كربلاء جديدة على ارض الكوفة وكأن التاريخ يعيد نفسه للأجيال ليعتبر من يعتبر ...

رابعا : ان المولى المقدس الصدر كان ولازال وسيبقى للابد ابا حنونا وقائدا غيورا ومرجعا عارفا بالله مخلصا في ذاته وصفاته مع الله ومن فيض علمه نهتدي وعلى نهجه نقتدي وبما اوصانا نلتزم فهو لم يتركنا عبثا للأهواء ومضلات الفتن بل اوصانا الى من نرجع من بعده في التقليد واوصانا بالالتفات حول القيادة الميدانية الحقة الشجاعة وليس لها اهل الا شبل ال الصدر سماحة السيد القائد مقتدى الصدر الذي وقف شامخا كشموخ ابائه محمد باقر الصدر ومحمد محمد صادق الصدر (رض ) كما اوصى سماحته انه ليس مهما في شخصه وجسمه واسمه الشريف انما المهم هو دين الله ومذهب امير المؤمنين (ع ) واوصانا بالاستمرار على صلاة الجمعة المباركة التي للأسف الكبير هجرها الكثير ممن شغلتهم الدنيا بزخارفها ومنهم من اخذ يشكك في مشروعيتها لحاجة في (نفس يعقوب يقضيها ) والحر اللبيب من الاشارة يفهم .
والبعض يحضرها قبيل ايام الانتخابات فقط ليستجدي الاصوات وعلمنا الصدر روح المحبة والتسامح وكظم الغيظ والايثار والصبر وتحمل اذى الاخرين حفاظا على سلامة الدين والوطن والمذهب الشريف ...
فسلام على سيدنا المولى المقدس الصدر يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا .