معرض بغداد للكتاب يحتضن 32 ألف عنوانًا من 241 دار نشر
بعد غياب نحو 20 عامًا
تحت شعار "لأن المعرفة هويتنا"، اقامت وزارة الثقافة العراقية، ممثلة في دار الشؤون الثقافية العامة، معرضًا للكتاب هو الاول من نوعه منذ نحو 20 عامًا، على ارض معرض بغداد الدولي.
حمل المعرض عنوان (الدورة الاولى) واحتشدت مئات الاف من الكتب المختلفة الالوان والاشكال واللغات على ممرات انيقة، امتدت على مساحة واسعة، وشهد يوم الافتتاح حضورًا رسميًا واضحًا، كما كان حضور الجمهور لافتاً، وتمتد مدة اقامة المعرض الى 15 يوما، ينظم اثناءها العديد من النشاطات الثقافية على مدى ساعات النهار كحفل لتوقيع كتاب ومناقشة قضايا ثقافية عامة، وقد هيأ المنظمون مكانًا اطلقوا عليه "المقهى الثقافي" لهذا الغرض.
يقول نوفل ابو رغيف رئيس اللجنة العليا لمعرض بغداد الدولي للكتاب مدير عام دار الشؤون الثقافية العامة: المعرض عرس وكرنفال، كان ويبقى ثمرة من ثمار التواصل الثقافي التي حرصت وزارتنا على تفعيله، بعدما شارك العراق وعلى مدى عصور في كل الفعاليات والمهرجانات والمعارض الدولية، ولا يتاح للحظة الكتابة في هذا المقام ان تستوعب حدثًا وطنيًا ثقافيًا بحجم الواقع الذي نستظل به او بسعة الطموح المشدود اليها بعد العاصفة التي المّت منذ عقود طوال بالبلاد.
واكد ان المعرض اليوم هو بمثابة اللبنة الاولى في مجال مد جسور التواصل والتلاقح الفكري ما بين الكتاب العراقي ودول العالم وما للكتاب من دور فعال في بناء المجتمع والحضارة، وان اهمية هذا المعرض تقع في خط مواز بأبعاده وانعكاساته مع حدث القمة العربية الكبير المزمع عقده بعد ايام في بغداد.
وأشار ابو رغيف إلى وجود اثنين وثلاثين الف عنوان في المعرض، مثلتها (241) دار نشر ومؤسسة ومركز، توزعت بين اكثر من 220 جناح، وثمة حضور عراقي رديف لدور النشر العراقية.
فيما قال اللبناني عبد اللطيف سعد المدير التنفيذي للمعرض: "انا اعتبر نفسي عضوًا من اعضاء اللجنة التي شكلتها وزارة الثقافة، وقدمنحت منصب المدير التنفيذي لما احمله من خبرة في هذا المجال، واتمنى ان اكون عند حسن ظن الجميع، واعتقد اننا قمنا بجهد مميز، ولولا جهود الجميع، لما كنا وصلنا الى ما وصلنا اليه".
واظاف: الجميع يعرف ان معارض الكتب او المعارض الثقافية ركيزة اساسية في تفاعل المجتمع وفي التواصل بين بلد ما ودول اخرى من خلال القراءة ومن خلال الكتاب، واعتقد انه كما كان يحصل في بيروت بعد الحرب الاهلية كانت البداية من خلال المعارض والمؤتمرات لما تشكل من عامل جذب سياحي واقتصادي وامني، حيث ان الواحد يطمئن عندما يرى بلدًا ما تكون فيه معارض ومؤتمرات وندوات، ويطمئن الى ان هذا البلد يشهد مجيء وفود وذهاب وفود، نعتقد ان هذا المعرض خطوة اولى بعد غياب طويل في اعادة بغداد الى ما كانت عليه في الوضع الطبيعي على خارطة الثقافة العالمية، وخصوصًا الثقافة العربية.
وقال الدكتور سعيد عبد الهادي عضو اللجنة التحضيرية: المعرض هو التظاهرة الاولى منذ اكثر من 20 عاما، يعني ان العراق لم يشهد تظاهرة ثقافية بهذا المستوى منذ عشرين عاما، واستطاع المعرض منذ اليوم الاول ان يؤكد هذا تأكيدًا ملموسًا، وليست القضية قضية إدعاء، ثم إننا اتصلنا بدور النشر العربية في مختلف بلدان الوطن العربي، وشاركت العديد من دور النشر العربية بمشاركة مؤثرة وفاعلة، فضلا عن دور النشر العراقية، ومن يدخل الى المعرض يجد ان ما فقد خلال 20 عامًا استعيد من قبل دار الشؤون الثقافية التي استطاعت ان تستعيد هذه البهجة، بهجة المعرفة الى بغداد وتعيدها الى بغداد.
وتمنى ان يكون هذا المعرض خطوة اولى، قائلاً "نحن لا نستبعد وجود اخطاء في التنظيم واخطاء في الإعداد، ولكن هذه خطوة اولى، ومن الخطأ نتعلم... لا نتعلم من الصواب، لان الصواب مسألة طبيعية، قد ينظر من يأتي الى المعرض الى بعض الاخطاء التنظيمية، ولن يتحدث عما هو جيد في المعرض، هذه الاخطاء ستكون عبرة لنا نحن الذين اشتركنا في الإعداد له، وسنتخطاها، ولكن بوجودها المعرض نجح نجاحًا كبيرًا والحضور ليس بالقليل.
واضاف: يجب الاشارة الى ان ما يحدث في بعض البلدان العربية من ثورات واحتجاجات اثّر على دور النشر في عدم الحضور، كنا قد اتصلنا بدور نشر في المغرب العربي، فضلاً عن دور نشر خليجية، ولم يحضر سوى عدد قليل من دور النشر هذه.
وهذا مرتبط بالوضع السياسي العربي، اي ان التحولات العربية اثرت كثيرا في اقامة المعرض بالطريقة التي اردناها، لكن نأمل ان يكون المعرض مقدمة لمعرض اخر في السنة المقبلة، لبنان له نصيب اكبر في الحضور، ثم مصر، ثم ايران فبعض بلدان الخليج.
في جولة بين عدد من المكتبات كانت لنا وقفات قصيرة مع بعضها.
فقال منار العكايشي دار البراق لثقافة الاطفال: لدينا كادر متخصص برسوم الاطفال يتكون من 30 رسامًا متخصصًا بهذه الرسوم التي تتصف بالجودة العالية تضاهي الانتاج العربي والعالمي، ونعمل بأكثر من مجال كالقصة المصورة والجلة والكتاب والالعاب الفكرية ووسائل تعليمية، ولدينا بحدود 350 عنوان مطبوع حتى الان، ولدينا انتاج ما زال قبد الطباعة.
واضاف: اسعارنا جيدة لأن ارباحنا بسيطة، وكتبنا مترجمة الى سبع لغات للانكليزية والفارسية والاوردو وغيرها، كتب الاطفال تحتاج رسومات لا بد ان تكون على جودة عالية لكي تستقطب الطفل، فكتاب الطفل غير بسيط نهائيًا لان الطفل شخصية معقدة وحساسة، وتحتاج شيئًا يجذبها، نحن رسوماتنا مدرسة دراسة علمية، إضافة الى أن طباعة كتب الاطفال مكلفة لان الورق المستعمل غال جدا وبراق لذلك من الصعب طباعة كتب الاطفال، اسعارنا من بين نصف دولار الى 4 دولارات.
اما احمد باسم من مكتبة الذاكرة فقال: نشارك فيه نحن كمكتبة الذاكرة اكثر من 15 دار نشر عربية واجنبية ومجموع المعروض ضمن مكتبتنا ما يقارب الـ 20 الف عنوان، وبالتأكيد فإن اسعار الورق المرتفعة اثّرت على الكتاب من حلال نوعيته واستخدامه ووصوله، وهذا اثر الى المستهلك، حيث إن اي ارتفاع في اسعار المواد الداخلة في صناعة الكتاب يؤدي الى ارتفاع اسعار الكتاب.
واضاف: "مصادر كتبنا الاجنبية بريطانيا واميركا، ومن دور نشر شهيرة عالمية، نحن وكلاؤهم في العراق".
وتحدث احمد زكي مسؤول دار العارف للمطبوعات من بيروت قائلاً: يسرنا كثيرًا ان نكون مشاركين في هذه الدورة الاولى لمعرض بغداد، والتي هي الاولى بعد سقوط الدكتاتورية والانفتاح والتغيير الذي شهده العراق، واعتقد انه من افضل المعارض في الوطن العربي، لان السوق العراقية معروفة بالكتب وبالقارئ والكاتب، والآن اصبح العراقي يطبع ايضًا، ومنذ اليوم الاول ونحن نشاهد الاقبال الكبير والحضور المميز لطبقة مثقفة وسياسيين، ونشكر منظمي المعرض على ما قدموه من خدمات.
وأوضح أن "مشاركتنا كانت بنحو 350 عنوان، ولدينا وكالة من شركة عويدات للنشر بـ 300 عنوان، ولان سعر الورق شهد ارتفاعًا واضحًا في بيروت خلال المدة الاخيرة، فحدث بعض الصعود في السعر، ولكن عمومًا اسعارنا متوازنة، اي إن الكتب التي لدينا تتراوح من الدولارين الى 9 و10 دولارات، ونحن نعتقد ان المواطن العراقي يعتبرها غالية، فيما نحن نعتبرها رخيصة.
:40:ايلاف:40:
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمدالعبودي
