رغم انه من احياء الناصرية القديمة ويحتل على الخارطة مركزها الحيوي ، الا ان حي السيف تحول اليوم الى مجمع لبيع المواد الإنشائية لا تسمع فيه الا قرع الحديد ولا تستنشق الا رائحة الطلاء الملوث بالمواد الكيمياوية وغبار الاسمنت المتطاير ، الأمر الذي نغص عيش المواطنين وهجّر من يبحث منهم عن السكينة والهدوء.
شبكة اخبار الناصرية وبعد ان عايشت هذه القضية خلال دورة مجلس المحافظة السابق ، ونقلت وعود المسؤولين آنذاك بإيجاد حل مناسب لها ، عادت اليوم لتنقل هموم سكنة الحي وشكاواهم بعد ان اخلف المسؤولون السابقون وعودهم وبقيت الأزمة على ما هي عليه .
ويقول المواطن رحيم عبد الله ، انه سكن في حي السيف منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي حيث لم يكن انذاك اي تواجد للمحال التجارية الإنشائية ، غير انها تحولت شيئا فشيئا الى مركز لبيع الحديد والخشب .
وأضاف انهم طرحوا معاناتهم على جميع المسؤولين ، لكن لم يحصلوا على إجابات او حلول جدية لهذه المشكلة المستعصية التي يعاني منها سكنه الحي .
اما المواطن هاني احمد فأشار الى ان محال المواد الإنشائية بدأت تنتشر بكثافة وسط الحي السكني ، وصارت تلقي بآثارها السلبية على المواطنين من خلال تطاير المواد الملوثة نتيجة طلاء الحديد والخشب .
بدوره قال المواطن فؤاد جواد انه من سكنه المنطقة منذ 15 عاما ، وقد حاول التكيف مع الوضع لكن الإزعاج المستمر من قبل هذه المحلات والذي يستمر حتى ساعات متأخرة من الليل ، والإمراض الصدرية التي جاءت بسببهم، دفعته الى بيع منزله والبحث عن أخر في مكان هادئ ونظيف . ويعترف احد أصحاب المحال الانشائية في المنطقة ، رفض الكشف عن اسمه ، بان هناك إضرارا صحية بالفعل على سكنة المنطقة ، لكنه اكد في الوقت نفسه انه لا يستطيع الاستغناء عن محله ومصدر رزقه ما لم يتوفر له مكان بديل .
في المقابل دعا مدير بيئة ذي قار محسن عزيز ، الحكومة المحلية ومديرية بلدية الناصرية الى إيجاد مكان بديل لهذه المحال ونقلها فورا من الحي السكني .
واشار الى ان دائرته سبق وان وجهت عدة إنذارات لأصحاب المحال وبينت لهم ان وجودهم في المنطقة يعد تجاوزرا ومخالفا للشروط البيئية