(إيفارمانيوز) - في صراعهم ضدّ البدانة والسكّري وضع باحثو جامعة ميزوري الأمريكيّة للعلوم والتكنولوجيا سلاحاً جديداً بين يدَي العالم أجمع يأتي على شكل زيت مشتقّ من أشجار اللوز البرّي الأمر الذي يُعدّ هامّاً في سبيل إنقاص نسبة تلك الأمراض المدمّرة بين البشر.
ففي البحث الذي تمّ عرضه على الملتقى العام للجمعيّة الأمريكيّة لعلوم الأحياء الدقيقة، قام الخبراء بدراسة تأثير أحد الزيوت المشتقّة من بذور شجرة اللوز البرّي والذي يُسمّى "زيت الستيركوليك" على عددٍ من الفئران البدينة بعد إضافته إلى غذائهم، حيث لاحظ الخبراء ارتفاع نسبة حساسيّة تلك الفئران للأنسولين على عكس ما يحدث في الداء السكّري، ويعزي العلماء تلك التأثيرات إلى الدّور الذي لعبه الزّيت على ثلاثة أنواع من العُضَيّات التي تعيش في الأمعاء.
وتقول الدكتورة "شريا غوش" الحاصلة على دكتوراة في الهندسة البيئيّة من جامعة ميزوري: "لقد أظهرت إحصاءاتنا تحسّناً ملحوظاً في كلّ من تحمّل الغلوكوز (السكّر) والحساسيّة تجاه الأنسولين لدى تلك الفئران السمينة"، هذا وقد بُنِيَ البحث الذي قامت به الدكتورة شريا تحت إشراف الدكتور "دانييل أورثر" على دراسات سابقة كانت قد أجرتها جامعة ميزوري على زيت الستيركوليك، حيث وجد الخبراء وقتها أنّ ذلك الزّيت يقوم بتثبيط أحد الأنزيمات الجسديّة المسؤولة عن مقاومة الأنسولين، ويُذكَر أنّ تلك المقاومة تؤدّي إلى الإصابة بالبدانة والسكّري.
ويشير الباحثون إلى أنّ هذه الدراسة التي قاموا بها قد آزرت النتائج التي أظهرتها دراسة سابقة ربطت بين نقص هرمون اللبتين - الذي يقوم بتنظيم خزن الدّهون في الجسد - لدى الفئران البدينة وبين تغيّر التركيب الجرثوميّ في أمعائها، حيث بيّنت النتائج الحاليّة أنّ الحمية الغذائيّة الحاوية على زيت الستيركوليك قد أنقصت مستويات ثلاثة أنواع من الجراثيم المعويّة لدى الفئران، ويجهل الباحثون فيما إذا كان انخفاض كميّة تلك الجراثم سبباً للنتائج الإيجابيّة التي حصلوا عليها فيما يخص الأنسولين وتحمّل السكّر.
هذا وقد استمرّت التجربة تسعة أسابيع قام خلالها الباحثون بتقسيم 28 فأراً على أربعة مجموعاتٍ، بحيث تكون اثنتان من المجموعات الأربعة مؤلّفتَين من الفئران البدينة في الوقت الذي تكون فيه الفئران الأخرى ذوات أوزان طبيعيّة، وقد قام الباحثون بتقديم غذاء مدروس للفئران يتضمّن نمطَين يختلفان فقط بأنّ أحدهما يحوي زيت الستيركوليك فيما يفتقده الغذاء الآخر، كما قام الخبراء بتسجيل أوزان الفئران وكميّة استهلاكها من الطعام بالإضافة إلى مستويات السكّر في دمائها خلال فترة الأسابيع التسعة.
وبعد انتهاء فترة التجربة، أجرى العلماء تحليلاً للحمض النوويّ في معهد الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا في المملكة العربيّة السعوديّة بهدف الكشف عن البيئة الجرثوميّة الموجودة في أمعاء الفئران، حيث أثبتت النتائج وجود علاقة تجْمَع نوعيّة ذلك الغذاء بتحسّن تحمّل السكّر وبأنماط الجراثيم المتواجدة في الأمعاء.
وعلى الرغم من أنّ الفئران التي تمّ إطعامها زيت الستيركوليك لم تُبدِ أيّ انخفاض في الوزن، إلّا أنّ كلّاً من الدكتورة شريا والدكتور أورثر يؤمنان بأنّ ما توصّلا إليه من نتائج يقدّم رؤى جديدة في السّيطرة على داء السكّري وازدياد الوزن على اعتبارهما من أكثر المشاكل الخطيرة انتشاراً في الوقت الراهن.