(إيفارمانيوز) - تَصدُر النصيحة التي تنهى عن الكذب عادة من قبل المُرَبّين أو علماء المجتمع ويكون السبب وراءها هو وقاية الشخص من السمعة السيّئة، إلّا أنّه يبدو أنّ الأطبّاء وخبراء الصحّة سيقومون من الآن فصاعداً بتلك المهمّة على مراجعيهم، ليس لوقايتهم من السمعة السيّئة بل لحمايتهم من الصحّة المُتردّية.
فبحسب الدراسة التي تمّ عرضها على الملتقى السنوي لجمعيّة علم النفس الأمريكيّة تبيّن أنّ الأشخاص الذين قلّلوا من عدد الأكاذيب اليوميّة التي يخبرونها للناس قد اختبروا فوائد صحيّة جسديّة وعقليّة أكبر من غيرهم، كما أنّهم اختبروا تحسّناً في علاقاتهم الاجتماعيّة فضلاً عن أنّ تفاعلاتهم مع غيرهم من الناس قد أضحت أكثر يُسراً من ذي قبل.
ويقول رئيس قسم علم النفس في مستشفى لينوكس هيل في مدينة نيويورك الدكتور "بريان برونو": "أعتقد أنّ الكذب يسبّب الكثير من التوتّر لأصحابه وهذا ما يؤدّي إلى مشاكل القلق والاكتئاب لديهم"، هذا ويُعتقَد أنّ الإنسان الأمريكيّ يُخبر ما مُعدّله 11 كذبة أسبوعيّاً تتراوح في حجمها من الصغيرة التي يكون هدفها هو حفظ ماء الوجه إلى الضخمة التي يضطرّ لها الشخص لمعالجة المشاكل المصيريّة.
وقد طلب الخبراء في دراستهم من نصف المشاركين - البالغ عددهم 110 - أن يمتنعوا عن الكذب لمدّة شهرَين ونصف في الوقت الذي لم يتلقَّ فيه النصف الآخر أيّ تعليمات خاصّة، كما خضع جميع المشاركين أسبوعيّاً لاستطلاعات تسألهم عن صحّتهم وعلاقاتهم الاجتماعيّة بالإضافة إلى وضعهم على أجهزة كشف الكذب لمعرفة عدد الكذبات التي ادّعوا أنّهم قاموا بها خلال ذلك الأسبوع.
وقد أظهرت النتائج أنّ التوقّف عن الكذب في الفئة الأولى من المشاركين كان السبب في انخفاض نسبة معاناة أفرادها من الصداع واحتقانات الحلق والتوتّر وغيرها من المشاكل الشائعة حيث تقول قائدة الدراسة الدكتورة "آنيتّا كيلّي" مشيرةً إلى سرعة ظهور النتائج: "لقد ترافق انخفاض عدد الكذبات لدى المشاركين بفوائد صحيّة ظهرت خلال الأسابيع العشر التي استغرقتها التجربة".
ولا يُنكر أحدٌ أهميّة هذه الدراسة التي ألقت الضّوء على أكثر مشاكل العصر انتشاراً خاصّة وأنّ معظم الناس يجهلون المساوئ الكبيرة التي تترتّب عليها، وهذا ما يدفعنا إلى إعادة النظر بتلك الكذبة الصغيرة التي لا نعيرها اهتماماً، ليس لتحسين صورنا أمام الناس بل لتحسين صحّتنا بعيداً عنهم.