ِطـرائف شعـر الإرتجـال
استدعى المهدي الشعراء إلى مجلسه فاجتمعوا ، وكان فيهم أبو العتاهية وبشار بن برد الأعمى ،
فاستنشد المهدي أبا العتاهية . فانطلق ينشده قصيدته التي أولها :
ألا ما لسيدتي ما لها .... أدلت فأحمل إدلالاها
فقال بشار لجليسه : ما رأيت أجسر من هذا !!
وأكمل أبو العتاهية :
أتتـه الخلافـة منقـادة .... إليـه تجـــرر أذيالـهـا
فلم تك تصلـح إلا لـه .... ولم يك يصلـح إلا لهـا
ولو رامها أحـد غيـره .... لزلزلت الأرض زلزالها
ولو لم تطعه بنات القلوب .... لمـا قبـل الله أعمالهـا
فقال بشار لجليسه : انظر ويحك ، أطار الخليفة عن فراشه أم لا ؟
قال : فوالله ما خرج أحد من الشعراء يومئذ بجائزة غيره
خرج المهدي للصيد وكان برفقته وزيره علي بن سليمان والشاعر أبو دلامة ..
وعندما صوبوا سهامهم نحو قطيع غزلان أصاب سهم المهدي ظبيا فأرداه , بينما أصاب سهم وزيره خطأ أحد كلاب الصيد فابتسم المهدي والتفت إلى أبي دلامة الذي فهم الطلب فقال:
صوب المهدي غزالا .... شك بالسهـم فـؤاده
وعلـي بـن سليمـــان .... رمـى كلبـا فصـاده
فهنيـئـــا لـهـمـــــــا .... كل امرئ يأكل زاده!
اشتهر الحطيئة بالهجاء , وذات صباح أحس برغبة شديدة في هجاء أيأً كان فقال:
فخرج من بيته وأقسم ليهجون أول من يصادفه ! لكن لم يقابل أحداً, وعند اقترابه من غدير ماء لمح وجهه على سطح الماء فأكمل على الفور:
أرى ليَ وجها شوه الله خلقه .... فقُبِّح من وجه وقُبِّح حامله !
قيل لبشار بن برد يوما ما لك تبدو مغتما اليوم؟
فقال: مات حماري فحزنت عليه وقد رأيته في المنام
وسألته: لم مت ألم أكن أحسن إليك؟!
فأجابني:
سيدي خذ بي أتانـا .... عند باب الأصبهاني
تيمتنـي بــدلال .... وبغنج قد شجانـي
تيمتني يوم رحنـا .... بثناياهـا الحسـان
ولهـا خـد أسيـل .... مثل خد الشيفـران
قيل له : يابشار ما الشيفران؟
فقال هو من لغة الحمير فإن لاقيتم حمارا فاسألـــوه!
دخل أبو دلامة على المهدي وعنده حشد من الوزراء والوجهاء...
فقال له المهدي : والله لئن لم تهج واحدا ممن في هذا البيت لأقطعن لسانك !
فنظر إلى القوم وتحير في أمره ، وجعل ينظر إلى كل واحد فيغمزه بأن عليه رضاه .
قال أبو دلامة : فازددت حيرة فما رأيت أسلم لي من أن أهجو نفسي !
ألا أبلغ لديك أبـو دلامـة .... فلست من الكرام ولاكرامة
جمعت دمامة وجمعت لؤما .... كذاك اللؤم تتبعه الدمامـه
إذا لبس العمامة قلت قردا .... وخنزيراَ إذا نزع العمامة !
كان أحمد شوقي وحافظ إبراهيم صديقين...
وعند لقائهما في إحدى المرات قال شوقي لحافظ مازحا
وأودعت إنسانـا وكلبـا أمانـةً .... فضيعها الإنسان (والكلب حافظُ )!
فرد حافظ إبراهيم مباشرة:
يقولون أن الشـوق نـار ولوعـة .... فما بال (شوقي) أصبح اليوم باردا !
تحيااااااتي