الزمان في عرف الناس هو مرور السنين والشهور والايام والساعات ,
وقد قيل ان عدد حركات الفلك بالتكرار , وقد قيل انه مدة تعدها حركات الفلك , وهناك من الناس من ظن بان الزمان ليس بمجود اصلآ . وعلى هذا الاعتبار ان اطول اجزاء الزمان السنون , والسنون منها ما قد مضى ومنها ما لم يجىء بعد , وليس الموجود منها الا سنه واحده , وهذه السنه ايضآ شهور منها ما قد مضى ومنها ومنها لم يجىء بعد , وليس الموجود منها الا شهرآ واحدآ , وهذا الشهر منه ايام قد مضت وايام لم تجىء بعد , وليس الموجود منها الا يومآ واحدآ , وهذا اليوم ساعات منها ما قد مضى , ومنها ما لم تجىء بعد , وليس الموجود منها الا ساعه واحده , وهذه الساعه اجزاء منها ما قد مضى واخر ما جاء بعد , فبهذا الاعتبار ليس للزمان وجود اصلآ ,
اما الوجه الاخر : اذا اعتبر الزمان موجود دائمآ , وذلك ان الزمان كله يوم وليله , يعني اربع وعشرون ساعه , وهي موجوده في اربع وعشرون بقعه من الارض في نفس الوقت نتيجة استدارة الارض حولها دائمآ ,
بيان ذلك : اذا كان نصف النهار في يوم الاحد مثلآ في البلد الذي طوله تسعون درجه , فان الساعه الاولى من هذا اليوم موجوده في البلدان التي طولها من درجه , الى خمس عشر درجه , والساعه الثانيه موجوده في البلدان التي طولها من ست عشر درجه الى ثلاثين درجه , والساعه الثالثه موجوده في البلد الذي طوله من احدى وثلاثين درجه الى خمس واربعين درجه , والساعه الرابعه موجوده في البلدان التي طولها من ست واربعين درجه الى ستين درجه , والساعه الخامسه موجوده في البلدان التي طولها من احدى وستين درجه الى خمسه وسبعين درجه , والساعه السادسه موجوده في البلدان التي طولها من ست وسبعين درجه الى سبعين درجه , والساعه السابعه موجوده في البلدان التي طولها من احدى وتسعين درجه الى مئة وخمس درجات , والساعه الثامنه موجوده في البلدان التي طولها مائة وست درجات الى تمام مائة وعشرين درجه , والساعه التاسعه موجوده في البلدان التي طولها مائة وخمس وثلاثون درجه , والساعه العاشره موجوده في البلدان التي طولها الى تمام مائة وخمسين درجه , والساعه الحادي عشر موجوده في البلدان التي طولها الى تمام مائة وخمس وستين درجه , والساعه الثاني عشرة موجوده في البلدان التي طولها الى تمام مائة وثمانين درجه ...
وفي مقابله كل بقعه من هذه البقاع من استدارة الارض ساعات الليل موجوده كل واحده كنظيرتها , ولكل موضع من الارض اقدار مختلفه من الليل والنهار ,