اُخرُجي مِن عُنقِ الزُجاجَةِ وَخاطِبيني
كفاكِ تَقوقُعاً في بَحرِ الذِكريات
تَنَفسي صُعَداء الحُبِ ثانِيةً
فاحتِباسَ المَشاعِرِ جَوفَ الصَدرِ يؤذيكِ
ما الضَيرُ اِذا جـَرَحَكِ القَدر يَوماً
فَـياما جِراحٌ عِظامٌ أدمَلَتها السِنينِ
فَجُرحَكِ لَيسَ أكبَرُ مِن فَقدِ اُمٍ لِابنِها
وَلاأكبَرَ مِن سَوادِ الشَعرِ سادَهُ المَشيب
فَاخرجي مِن عُنقِ الزُجاجَةِ وَكَلِميني
إستَثمِري نِعمَةَ النـــــسيان
فَإنَها الدِرعُ الحَصين
ضِدَ تـَيارِ الــــغادرينِ
قِفي على مَشارِف الحُزنِ
وَوَدِعيهِ بِابتِسامَةِ المُعاتِبينِ
عَسى أن يَخجَلَ مِن فِعلَتهِ
وَيَغِضَ الطَرفَ عَنكِ الى حــينِ
فَكـَما أفسَدَ لَكِ الدَهر
حـَبيباً ذاتَ يــــوم
سَيأتي ألآوان وَيُجازيكِ
فأخرجي مِن عُنقِ الزُجاجة وَحَدثيني
ها أنا البَلسَمُ جِئتُ اُداوي جُـرحَكِ
وَها أنا الــماءُ الذي يــــروِيكِ
فَارتَشِفي مِن إناءِ حـُبي رَشـفةً
وَبِلِ عِروقَكِ
سَيذهَبُ الــظَمأ
وَيُثبِتُ الحـُبُ في الشَرايني
تـَعالِ اِليّ وَغادري مَملـكة الأحزان
تـَعالِ الى قَصري المُمَردِ عِشقاً
تـَعالِ وَاِغتـَسلي بِشلالِ أشـــعاري
وَأظـفِري جـَدائِلكِ ياسِندِريلا بِأشجاني
فاخرُجي مِن عُنقِ الزُجاجَةِ وَعانِقيني
يامَن حَمِلتُ لها مِن شتلات الحُبِ الوانا
يامَن زَرعتُ لها البَيداء زُهورَ عِشقٍ
اِرفَعي رِداءكِ وَاقطِفي ماشِئتِ وَدعي
الشَوكَ يُدمــيني
وَاستنشِقيني هواءً بِعُمقِ جِـراحِك
واحبِسيني هُنيهةَ بَــينَ أضلاعَــــك
كي اجـتَثَ جِذور أنـفاسِ الأنـــينِ
وَإن طابَ لكِ مَقامي فاعتَـــقِليني
وَانتَقِمي مِني
عِوَضاً مِن غَدر الزَمانِ المَشيني
وَحـَملّيني وِزرَ أخـطاءِ غَيري
فأنا ياحـبيبتي
جِذوري مِن بَواسِق النَخيلِ
وَانتِ وَردةٌ
مَهما فـَعلتِ فـلا تؤذيني
فاخرُجي مِن عُنقِ الزِجاجَةِ وَكلِميني
راقت لي