النتائج 1 إلى 5 من 5
الموضوع:

هل كنت حقًّا طفلاً صغيرًا؟!

الزوار من محركات البحث: 5 المشاهدات : 652 الردود: 4
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    قاضي محكمة الدرر
    تاريخ التسجيل: September-2011
    الدولة: في قلب الوطن
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 24,181 المواضيع: 2,226
    صوتيات: 125 سوالف عراقية: 5
    التقييم: 13943
    مزاجي: هادئة دون حذر أو حماسة
    أكلتي المفضلة: طاجين الزيتون
    موبايلي: ذاكرتي الصورية
    آخر نشاط: 5/October/2024
    مقالات المدونة: 4

    هل كنت حقًّا طفلاً صغيرًا؟!

    هل كنت حقًّا طفلاً صغيرًا؟!حين أرى طفلاً أو طفلة بصحبة أمِّه أو أبيه، تتردَّد في ذهني تساؤلات عدَّة، مبعثُها العجب والدهشة من هذه العَلاقة الحميمة التي تجمع الأبوين بأبنائهما وبناتهما!

    حينها أتساءل: "هل كنتُ حقًّا طفلاً صغيرًا" ذات يوم أرتمي في وداعة وسكون واستسلام في أحضان أمي، وأرضع من ثَدْيها، وأُكثِر من البكاء لأتفهِ الأسباب! أتعثَّر في المشي، أَعجِز حتى عن إطعام نفسي، وقضاء حاجتي، وارتداء ملابسي، وعن زيارة كثير من الأماكن إلا إذا اصطحباني إليها؟! بل أعجزُ حتى عن النطق والتعبير عن حاجتي ومشاعري، حتى تعلَّمتُ على يدي أبويَّ النطقَ، وحفظتُ من ألفاظ اللغة الشيءَ الكثير؟!
    وحين أرى ابنِي أو ابنتِي أتساءلُ: هل كان أبي وأمي يَسهَرانِ لمرَضِي كما أسهرُ لمرض ابني أو ابنتي، ويَحمِلانِي إلى الطبيب كما أحمل ابني أو ابنتي؟! يا ترى كم أَنفَق أبي على طعامي وشرابي ومداواتي حتى صرتُ شابًّا قويًّا، كم أَنفَق عليَّ من الملابس والأحذية، واشترَى لي من اللُّعب والهدايا والأدوات المدرسية؟! وكم دفع من رسومِ الدراسة، وأعطاني من المال، واصطحبني إلى شتَّى الأماكن مفاخرًا بي؟! كم مددتُ يدي إليه وطلبتُ من مصاريف؟!

    هل كنت طفلاً قاصرًا ضعيف البنية، لا أقوى على الدفاعِ عن نفسي، كما هو حال ابني وابنتي؟ وهل كان أبواي يفرحانِ لفرحي، ويحزنانِ لحزني، ويُفرِغَانِ وُسْعَهما في توفير الحماية والطمأنينة لي، ويَعُدَّانِ الأيامَ والشهورَ والأعوامَ ليريانِي قد صرتُ رجلاً قويًّا يَعتَمِد على نفسه، ويؤدِّي حق الله وحق العباد؟!

    هل كنتُ عاجزًا عن فهم كثير من تعقيداتِ الحياة، وتغيب عني كثيرٌ من حقائق العالَم من حولي، حتى عَرَفتُ على يدي أبي وأمي الكثير، وتعلَّمت الكثير، ووعيتُ ما لم أكن أَعي من قبل؟!
    الآن فهمتُ لماذا كان يَصِيح بي أبي ويَزجُرني أحيانًا - وهذا ما أفعله أحيانًا بابني أو ابنتي - نعم؛ لأنه يحبني؛ وهو مِثْل الطبيب الذي يُجرِي عملية جراحية مؤلِمة للمريض، لكنه يَعلَم أنها بالرغم من ألَمِها فإن فيها شفاءه وبُرْأه وسلامته، زِدْ على ذلك أنني كنتُ أرتكب - بقصد أو بدون قصد - كثيرًا من الأخطاءِ والحماقات التي تحتاج إلى تربية وتأديب وتوجيه.

    الآن عَرَفتُ سببَ انفعال أبي أو أمي وعصبيَّتِهما في بعض الأحيان، فعَذَرتُهما حين دخلتُ مُعْتَرَك الحياة، وجرَّبتُ ضغوطها وتعقيداتها، وتزوَّجتُ وأنجبتُ؛ حينها أدركتُ أنني - مثلهما - بشرٌ لا يخلو من الانفعال أو الحدَّة في الطبع حين يُجَابَه بالمشاكل والضغوط!
    حقًّا ما أضعفَ الإنسانَ، وما أعظمَ رحمةَ الله - تعالى - الذي سخَّر له الأبوين بحنانِهما وعطفِهما ورعايتهما؛ ليَجْبُرا كسرَه، ويرحما ضعفَه! إنها نعمة ينبغي أن تُقابَل بالشكرِ والعرفان لله - تعالى - أولاً، ثم بالإحسان إلى الوالدين في حياتِهما، والدعاء لهما بعد موتهما؛ لأنهما كانا بعد الله - تعالى - سببًا في وجودنا على ظهر هذه البسيطة، وهما اللذانِ رعيانا في كَنَفِهما حتى نشأْنا وتَرَعْرَعنا وشَبَبْنا عن الطَّوْقِ،

    قال الله - تعالى -: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ [لقمان: 14]، وقال الله - تعالى -: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23 - 24].


    مما راق لي

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: February-2013
    الدولة: بغداد
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 75,466 المواضيع: 12,588
    صوتيات: 5 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 16970
    مزاجي: حسب الظروف
    المهنة: ضابط في الجيش
    أكلتي المفضلة: الدولمه
    موبايلي: Note 4
    آخر نشاط: 5/March/2016
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى النقيب
    مقالات المدونة: 366
    شكرااااااااااا لكي ياوردة

  3. #3
    من أهل الدار
    قاضي محكمة الدرر
    بل الشكر موصول لك اخي

    شكرا لتواجدك اللطيف

  4. #4
    من أهل الدار
    اللكاشي
    تاريخ التسجيل: April-2013
    الدولة: العراق
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 1,450 المواضيع: 132
    صوتيات: 10 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 598
    مزاجي: متفائل
    المهنة: شاعر
    أكلتي المفضلة: دجاج ع التمن البرياني فقط
    موبايلي: نوكيا
    آخر نشاط: 2/February/2021
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى زين المواسي
    مقالات المدونة: 3
    شكرا لك ... ماراق لكي راق لنا

  5. #5
    من المشرفين القدامى
    Mustafa
    تاريخ التسجيل: November-2011
    الدولة: العراق/البصرة
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 16,295 المواضيع: 453
    صوتيات: 65 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 9243
    مزاجي: آهـ يـاربـي
    المهنة: Without work
    مقالات المدونة: 6
    طرح جميل عاشت ايدك اختي ليديا

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال