ش المدار الإخباري -
افاد قيادي في ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي إن 'التحالف الوطني' ناقش مؤخراً امكانية التدخل العسكري الايراني عنوة عبر الاراضي والاجواء العراقية, بعد أن طرح المسؤولون الاميركيون سؤالين على المالكي، مفادهما: هل لديكم وسائل عسكرية لمنع ايران من التدخل خلال الضربات العسكرية المقبلة ضد قوات الاسد? وهل حصلتم على ضمانات من القيادة الايرانية بعدم الاقدام على اي مغامرة عسكرية عبر العراق لنجدة النظام في دمشق خلال الضربات?.
وقال ان اجوبة رئيس الوزراء العراقي كانت واضحة, وهي ان الجيش العراقي لا يملك أي وسائل فعالة لمنع دولة قوية عسكرياً مثل ايران من التدخل عبر العراق, كما أن بغداد لم تحصل على أي ضمانات لا شفوية ولا مكتوبة من طهران بعدم استخدام الأجواء والاراضي العراقية لدعم الأسد, تحت أي ذريعة وأي ظروف وأن القادة الايرانيين بدورهم لم يعطوا أي تطمينات بأن سماء العراق وأرضه ستكونان بمنأى عن اي إجراء عسكري ايراني محتمل للدفاع عن الحليف السوري.
ولفت القيادي العراقي إلى أن بعض قادة التحالف الوطني اقترح على المالكي التوجه الى اغلاق الاجواء والحدود العراقية مع ايران وسورية خلال الضربات العسكرية الاميركية, غير ان بعض المتعاطفين مع الرئيس السوري والموقف الايراني عارض الاقتراح, محذراً من أن الشيعة في العراق سينقسمون بشكل خطير للغاية بين من يقف مع ايران اذا تدخلت عبر العراق لمواجهة الضربة في سورية, وبين معارض ومتحفظ لأي تدخل ايراني, يرى ان 'العلاقة العراقية الايرانية يجب ان تكون محكومة بمصالح عليا لا بموقف مذهبي'.
وبحسب القيادي في ائتلاف دولة القانون، فان العراق لا يستطيع النأي بنفسه عن الحرب على سورية، لأن العراق 'سيكون في قلب الحرب وليس بجوارها, وبالتالي على القيادة العراقية ان تتصرف بواقعية وبعد نظر والمهم ان يكون لديها قرارات جاهزة لتجنب المفاجآت سواء من ايران او من غيرها'.
وقال القيادي العراقي إن واشنطن لديها معلومات بأن القيادة الايرانية ستغامر باستخدام الأجواء والأراضي العراقية, لمواجهة الضربة الاميركية المقبلة ضد الاسد, لاسيما أن خطة طهران تقوم على مراقبة الموقف الميداني, ولذلك تريد قيادة وزارة الدفاع الأميركية ضمان التصدي لأي تطور من هذا النوع من خلال وضع مظلة مراقبة جوية فوق الاراضي العراقية.
واشار الى ان القيادة العسكرية الايرانية حائرة بين مستويين من التدخل: الاول يتعلق بأن 'الحرس الثوري' يجب ان يتدخل قبل حدوث اي تراجع لقوات الاسد على الارض, اذ يعتقد الكثيرون داخل مؤسسة الحرس أن هذا المستوى من التدخل ضروري واستباقي لوقف الضربات، اما المستوى الثاني, فيشمل ارسال قوات برية، والتي لن يتسنى للحرس الثوري إرسالها، الا من اجتياح مناطق عراقية بالتنسيق او من دون التنسيق مع حكومة المالكي, اي الاستعانة بقوات امنية عراقية لها ارتباطات بالميليشيات الشيعية المسلحة والمجاميع الخاصة التابعة لـ'فيلق القدس' الايراني بزعامة قاسم سليماني, لترتيب هذا الاجتياح. غير أن هذا الخيار، كما يرى مراقبون، ربما يواجه تطورين مهمين اولهما: اندلاع مقاومة عراقية خلف خطوط امدادات القوات الايرانية الغازية والمتوجهة الى سورية, او قيام الطائرات الحربية الاميركية بقصف هذه القوات البرية على طريق بغداد دمشق الدولي.
خلال
ورجح القيادي في دولة القانون أن تسمح الحكومة العراقية بنوع من المراقبة الجوية الأميركية فوق العراق, غير انها ستطلب ربط هذا القرار بطبيعة التطورات في سورية, لأن المالكي يدرك أن رفضه لأي مستوى من التنسيق مع واشنطن, قد يفسر على انه يقف الى جانب ايران ضد الولايات المتحدة, او انه يسهل للحرس الثوري تدخله عبر العراق لدعم الاسد وهو بالتأكيد لا يستطيع تحمل تشنج العلاقة مع الأميركان خاصةً بهذا التوقيت الاقليمي الحساس والخطير.