كلنا يعرف ان العلم والحلم من الامور الجيده , ولكم هذه المعرفه لا تغني شيئآ بلا عمل , فالعلم يحتاج الى تطبيق , والا لاصبح الانسان المتعلم بلا عمل كجهاز يحفظ المصطلحات والالفاظ وفي نهاية الامر ينتهي ذلك الانسان دون ان يحصل على ثمار علمه , والحلم يحتاج الى كظم الغيظ عند القدره , اي انك قادر على العقوبه ولكن لا تعاقب بل اكثر من ذلك فان من نتائج العلم الحلم , فقد ورد في الحديث القدسي (( كلما زدتهم علمآ رفعت لهم حلمآ , ليس لمحبتي غايه ولا نهايه )) ..
فيبغي ان نعرف اننا اذا درسنا , او تعلمنا , او قرأنا , او استمعنا فحفظنا فان ذلك هو جزء الخطه , والجزء الثاني هو المكمل الموصل الى النجاح الا وهو الحصول على نتيجة العلم والمعلوم عنه , وهو (الحلم والعمل ) .. والا اصبحنا علماء جبارين ..
ثم ان هنالك امرآ اخطر مما مر , وهو ان الانسان اذا تعلم ولم يعمل اختبأت المعصيه خلف تلك المعرفه , فعدم العمل بالعلم سيوجد شيئآ خطيرآ في اعماق النفس , وهذا الشيء هو المعصيه ستتستر وراء المعرفه , فتصبح المعرفه غطاء للمعصيه , ثم ان هذه المرحله لا يخرج الانسان منها الا ببلاء عظيم وفضيحه كبيره ..
مثال : من المؤكد ان ابليس كان عارفآ بالله سبحانه وتعالى ولكنه غير مطيع للاوامر , فالله تبارك وتعالى طلب منه ان يسجد لآدم فامتنع , فتلك المعصيه كانت خلف معرفته , فاخرجها الله سبحانه وكشفه للملا قائلآ له : (( قال اخرج منها مذمومآ مدحورآ لمن تبعك منهم لاملان جهنم منكم احمعين )) ولكن كيف خرج ؟؟؟
الجواب : خرج بفضيحه وبلاء كبيرين , ولا تصل القضيه الى هذا الحد الخطير بل يصبح الانسان يبرر تلك المعاصي بشتى التبريرات دون ان يلتفت الى ان عملية التبرير لا تغير شيئآ , لان المعصيه تبقى معصيه ولو صبغناها بالف من الوان التبرير , فهذا رسول الله _ صل الله عليه واله _ يحذر ويقول (( اياكم وخضراء الدمن )) .فواحده من افكار هذا الحديث الشريف ان لا نقترب من هذه التبريرات التي نحسبها ناجحه ولكنها ( دمن ) ..
مثال اخر : قال الله تبارك وتعالى (( وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين )) فالايه المباركه تتحدث عن فرقه من المؤمنين ولكن بعد تمحيصهم كانوا جماعه من المؤمنين كافرين , والسبب عدم العمل بالعلم فلابد ان نتنبه الى ان الهدف من العلم هو ليس العلم بذاته , بل ان الهدف من العلم العمل فكثير من الناس يدرسون سنين كثيره دون ان يلتفتوا الى هذه الحقيقه , نعم يكفي انك تدرس قليلآ وتطبق كثيرآ فينموا علمك ويزداد , وهذه الزياده الحاصله من العمل بالعلم لا تاتي من الكتب بل تنزل عليك من السماء , اي معرفه الهيه فالله سبحانه وتعالى يريد الطاعه ,والعمل وبعباره اخرى ان الله عز وجل يريد
ويحب العبد العامل المطيع وفق القواعد الالهيه المقدسه , ولا يريد ولا يهتم بلامم التي تعمل وفق اهوائها . قال عز وجل (( قال ادخلوا في امم قد خلت من قبلكم من الجن والانس في النار كلما دخلت امه لعنت اختها )) . والحمد لله رب العالمين