كانت هدية من السيد محسن أبو طبيخ
جريدة الصباح/عبدالكريم الوائلي
حين نقرأ كتاب السيد محسن ابو طبيخ (سيرة وتاريخ) نجد الكثير من المواقف سجلها التاريخ وكان لها حضور متميز في الاحداث التي وقعت خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر وابان القرن العشرين سواء اكانت في مواجهة السلطة العثمانية ام في مجابهة الاستعمار الانكليزي وكان السيد محسن الشخصية المتألقة البارزة في مناهضة الاحتلال البريطاني وله مواقف مشهودة في التصدي لمخططاتهم الاستعمارية وفي افشال تلك الخطط المتمثلة بالاحتلال المباشر او الاحتلال غير المباشر حيث لم تلن له قناة ولم تنفع معه سياسة الترغيب او الترهيب التي اختطها الانكليز مع سائر رجالات العراق وبصلابته واعتزازه ببلاده حالت دون تحقيق امنيات الانكليز والسيد محسن الى جانب ماتقدم معمر وهذا ما ينقله لنا السيد جواد هبة الدين الحسيني الذي كتب تمهيدا لهذا الكتاب حيث يقول:
ان مدينة غماس شيدت بجهود السيد محسن ابو طبيخ لاغراض زراعة الشلب والرز والمباني التي فيها ودار ضيافته الواسعة والمباني التي في املاكه الشاسعة التي تبلغ اكثر من 100 ألف دونم من الاراضي الزراعية وبساتين النخيل التي كانت معظمها ملكا صرفا للسيد سجلت باسمه ايام العهد العثماني في دوائر الطابو وشيد فيها قرية لاسر فلاحية سميت بالعكشة على شط الديوانية حيث شيد فيها قرية وبعض عائلته فيها وعمر بها مخازن لحاصلات تلك المقاطعات التي تجتازها السكة الحديد لخط بغداد البصرة ويقف في محطتها المسماة بابي طبيخ التي لاتزال قائمة الى الان كما شيد فيها مضيفا عامرا وكبيرا لضيوفه نظير مضيفه في غماس للوافدين اليه ويتميز بسعة ومتانة بنائه على سائر مضايف الاقران ، وقد قصده الملك فيصل الاول ملك العراق في جولته في المحافظات الجنوبية ومروره ببلدة غماس وفيها مضيفه ومزارعه وضيفه السيد محسن واعجب الملك باحد خيوله مما دعا السيد محسن ان يرسل له هدية هي حصان مع مربيه عبدالفهد بصحبة ابنه السيد مشكور الى بغداد ليقدم الحصان هدية الى جلالته في البلاط الملكي وقد سر الملك بالغ السرور برؤية الحصان وقدم ساعته الذهبية هدية الى السيد مشكور بن السيد محسن وكان يومها طالب اعدادية وقدم الملك هدية الى المربي هي البسة عربية ثم استدعى الملك مصوره الخاص (ارشاك) حيث اخذ للملك صورا متعددة باللباس العربي وهو يمتطي ذلك الجواد واعطيت بعض الصور الى النحات الايطالي الشهير (بيانرو كانونينيا) الذي صنع التمثال البرونزي للملك عام 1939 وتم نصبه وسط ساحة الملك فيصل الاول في الصالحية بجانب الكرخ من بغداد يوم 30 مايس 1939 والى يومنا هذا....