عجائب الدنيا السبع (القديمة) : تمثال هليوس في رودس
عندما كان ملايين المسافرين و المهاجرين من جميع أنحاء العالم يبحرون إلى الولايات المتحدة الأمريكية , كان أول شيء يقابلهم على الساحل الأمريكي بعد رحلتهم البحرية الطويلة هو تمثال الحرية في نيويورك , لذلك تحول هذا التمثال المعدني الضخم , الذي أهدته فرنسا إلى الأمة الأمريكية , إلى احد أشهر معالم أمريكا التي طبعت صورته بالتدريج في أذهان الكثيرين حول العالم على انه احد أروع الانجازات المعمارية في العصر الحديث , لكن ما لا يعلمه اغلب الناس هو إن هذا التمثال الضخم ما هو في الحقيقة إلا نسخة معدلة عن تمثال بنفس الحجم كان يستقبل السفن القادمة إلى ميناء جزيرة رودس اليونانية قبل أكثر من ألفي عام , تمثال لم يكتب له أن ينتصب في مكانه سوى لعقود قليلة , لكنه مع هذا , تحول إلى أسطورة تداولها الناس لقرون طويلة و استحق عن جدارة أن يكون ضمن قائمة عجائب الدنيا السبع القديمة.
في عام 323 ق.م لفظ الاسكندر المقدوني الكبير أخر أنفاسه في قصر نبوخذنصر في بابل بعد صراع مع الحمى استمر عشرة أيام , و قد كان هذا الموت المفاجئ لسيد العالم الشاب (33 عام) مقدمة لنزاع دموي عنيف ما لبث أن نشب بين قادة جيشه المقدوني لتقاسم أراضي الإمبراطورية المترامية الأطراف التي تركها الاسكندر خلفه بدون وريث (1) فأبنه الشرعي , الاسكندر الرابع , لم يرى النور إلا بعد وفاته بأشهر.
لوحة متخيلة لما كان عليه تمثال هليوس في رودس
و بعد حروب طويلة استمرت لعقود تم تقاسم معظم أراضي الإمبراطورية بين ثلاثة رجال هم :
بطليموس الأول الذي حكم الجزء الغربي منها و أسس سلالة البطالسة في مصر.
سلوقس الأول الذي حكم الجزء الشرقي و أسس سلالة السلوقيين في بابل.
و انتيغونوس الأول الذي حكم الأجزاء الوسطى و أسس سلالة حكمت آسيا الصغرى و الشام.
خلال الحروب التي نشبت بين هؤلاء القادة المتنازعين , اختار سكان جزيرة رودس اليونانية مساندة بطليموس الأول فأثار قرارهم هذا غضب و حنق انتيغونوس الذي قرر تجريد حملة عسكرية جرارة لتأديب و إخضاع سكان الجزيرة و أرسل لهذا الغرض ابنه ديمتريوس على رأس أسطول بحري ضخم حمل معه جيشا عرمرما مؤلفا من أربعين ألف محارب , أي ما يفوق عدد سكان الجزيرة أنفسهم آنذاك , و قد نزلت هذه القوات على سواحل الجزيرة عام 305 ق.م فسيطرت على الفور على مدنها و قراها الصغيرة ثم ضربت حصارا شديدا على العاصمة رودس (2) الرابضة على الساحل الشرقي للجزيرة و المحاطة من كل جانب بأسوار عالية منيعة كانت في ذلك الزمان هي خط الدفاع الرئيسي خلال الحصارات العسكرية و حروب المدن. و لغرض تسلق و عبور أسوار المدينة الشاهقة الارتفاع , قام مهندسي جيش ديمتريوس ببناء برج حصار حربي ضخم نصبوه فوق ستة سفن حربية من اجل مباغتة المدينة المحاصرة من جهة البحر , إلا إن هذه الخطة باءت بالفشل الذريع بسبب عاصفة هوجاء هبت فجأة فحطمت البرج و أغرقت السفن التي تحمله , لكن ذلك لم يفت في عضد ديمتريوس و سرعان ما شيد له مهندسو جيشه برجا عظيما آخر , مشابها لذلك الذي استعمله الاسكندر الكبير في اقتحام أسوار مدينة صور اللبنانية (3) , بلغ ارتفاعه 50 مترا و طول ضلع قاعدته 25 مترا , و كسوه بجلود الحيوانات لحماية الجنود المتمترسون داخله كما زودوه بخزانات مياه لإطفاء أي حريق يصيبه جراء السهام النارية التي يطلقها المدافعون من فوق أسوار المدينة , و على عكس البرج البحري السابق فأن البرج الجديد كان مصمما ليعمل على اليابسة لذلك ركبوا له عجلات معدنية ضخمة لكي يتم سحبه بواسطتها إلى الأسوار.
صورة ملتقطة من الجو لجزيرة رودس
حين اكتمل بناء البرج الجديد , بدا في عيون المدافعين عن المدينة كأنه وحش أسطوري مخيف يتهيأ للانقضاض عليهم و افتراسهم , و بدا ديمتريوس هذه المرة واثقا من هزيمة أسوار المدينة المنيعة و اجتيازها , و قد ارتسمت على شفتيه ابتسامة مغرورة و هو مزهو يراقب برجه الضخم يقترب رويدا رويدا من الأسوار , لكن تلك الابتسامة لم تلبث ان تلاشت حين توقف البرج فجأة على بعد مسافة قصيرة من السور و لم تفلح جميع الجهود في زحزحته من مكانه.
لوحة تظهر ابراج الحصار المستعملة قديما
في الحقيقة لقد استهان ديمتريوس كثيرا في ذكاء و دهاء سكان رودس , فبينما كان هو يبني برجه الضخم كان هؤلاء يفكرون بوسيلة لإيقاف هذا البرج و قد توصلوا إلى الحل المتمثل في إغراق الأرض القريبة من السور بالمياه أثناء الليل حتى تحولت إلى ما يشبه المستنقع الموحل الذي سرعان ما غاصت فيه عجلات البرج المعدنية التي كانت تنوء تحت حملها الجبار.
بعد الفشل المتكرر لمحاولات اختراق أسوار المدينة المنيعة , دب اليأس و القنوط بالتدريج في قلب ديمتريوس و قادة جيشه ثم ما لبثوا ان ركبوا سفنهم و غادروا الجزيرة على وجه السرعة بعد أن تناهى إلى سمعهم بأن بطليموس الأول حاكم مصر أرسل قوة بحرية كبيرة من الإسكندرية لفك الحصار عن الجزيرة. و أثناء الفرار المستعجل لديمتريوس و جيشه تركوا ورائهم أطنانا من معدات و أدوات الحصار التي كانوا قد جلبوها معهم لفتح المدينة بواسطتها.
بعد فرار ديمتريوس و جيشه الجرار عمت الأفراح و الاحتفالات جزيرة رودس و قام السكان بتقديم الكثير من الأضاحي و القرابين تعبيرا عن شكرهم و امتنانهم لحامي مدينتهم الإله هليوس , اله الشمس لدى الإغريق , و قرروا بناء تمثال ضخم له باستعمال المواد التي خلفها جيش الغزاة وراءه , و قد كلفوا لهذا الغرض شخصا يدعى جاريز كان من أشهر نحاتي الإغريق و قد سبق له أن عمل مع أستاذه في بناء تمثال للإله زيوس في ايطاليا و الذي بلغ ارتفاعه 22 مترا.
في البداية قام العمال بإذابة أطنان من الأسلحة و المعدات المعدنية التي خلفها جيش ديمتريوس وراءه و قاموا بتحويلها إلى دعائم حديدية استعملت في صنع الهيكل الأساسي للتمثال ثم تم تشكيل الطبقة الخارجية من صفائح البرونز التي رفعت واحدة بعد الأخرى لتنصب في مكانها على الهيكل المعدني , و قد اختلف المؤرخون في الطريقة التي استخدمها النحات جاريز لرفع المواد إلى الأعلى , فالبعض زعم انه أمر عماله ببناء منحدر ترابي حول مكان البناء , في حين ذهب قسم آخر من المؤرخين إلى الاعتقاد بان جاريز استعمل برج الحصار الضخم الذي خلفه الغزاة ورائهم كسقالة للبناء و هو الرأي الأقرب إلى الواقع , و لاحظ عزيزي القارئ بأننا هنا نقول بناء و ليس نحت لأن التمثال لم ينحت من صخرة واحدة , فعلى الأغلب قام جاريز في البداية بنحت تمثال مصغر للإله هليوس لا يتجاوز ارتفاعه المتر و استعمله كنموذج لبناء التمثال الكبير الذي تكونت أجزاءه من طبقات برونزية صبت و شكلت على الأرض ثم رفعت لتوضع في مكانها المناسب على الهيكل المعدني الأساسي , أي إن داخل التمثال كان مجوفا و هي نفس الطريقة التي استعملها الفرنسيون في القرن التاسع عشر لبناء تمثال الحرية في نيويورك (4).
و أيا كانت الطريقة التي استعملها جاريز في بناء التمثال فقد نجحت في تشييد تمثال لم يوجد له مثيل في ذلك الزمان بلغ ارتفاعه ثلاثين مترا و ينتصب فوق منصة من الرخام الأبيض بارتفاع 18 مترا , أي إن الارتفاع الكلي للتمثال مع المنصة بلغ قرابة الخمسين متر و هو حجم ضخم جدا لتمثال حتى في قياسات اليوم المعمارية , و طبقا لما ذكره المؤرخ الروماني بليني فأن بناء التمثال استغرق 12 عاما. و هناك أسطورة تزعم أن النحات جاريز انتحر بعد إكماله البناء لأن شخصا ما نبهه إلى وجود عيب صغير في جسم التمثال مما اغضب جاريز بشدة و دفعه للانتحار , فيما تدعي أسطورة أخرى بأن جاريز انتحر لأن مجلس مدينة رودس طلب منه مضاعفة طول التمثال فوافق شريطة مضاعفة أجره دون أن يضع في حسابه بأن عليه مضاعفة المواد اللازمة للبناء و هي بآلاف الأطنان من المعدن الثمين , لذلك أفلس و دفعه ذلك للانتحار. بالطبع كل هذه أساطير لا يوجد أي دليل يثبت حقيقتها.
ورغم إن أحدا لا يعلم , بشكل دقيق و مؤكد , كيف كان شكل التمثال و لا أين تم نصبه إلا إن الشواهد التاريخية المستقاة من كتب المؤرخين القدماء تصف التمثال بأنه كان على شكل مجسم للإله هليوس و هو متوج بإكليل الغار الإغريقي و يقف عاريا تماما سوى من عباءة أو رداء قصير يغطي كتفيه و يحمل طرفه بإحدى يديه فيما اليد الأخرى مرتفعة باتجاه قرص الشمس في السماء , و قد زعم بعض المؤرخين أن التمثال كان ينتصب فوق مدخل ميناء المدينة مرتكزا بقدميه على منصتين متقابلتين على جهتي المدخل و أن السفن الداخلة للميناء كانت تمر من بين قدميه , لكن علماء الآثار اليوم يستبعدون هذه الفرضية تماما لأن الإغريق برأيهم لم يكونوا ليجرؤوا على تصوير إلههم بهذه الوضعية الشاذة , فاتحا قدميه لتمر من تحته السفن! , كما أن بناء التمثال بهذه الصورة كان يستلزم إغلاق مدخل الميناء لمدة 12 عام و هو أمر مستبعد في مدينة ساحلية تعتمد كليا على البحر في حياتها , لذلك فالاعتقاد الأقرب إلى الواقع هو ان التمثال كان ينتصب على منصة واحدة.
لوحة متخيلة لتمثال هليوس في رودس
ظل تمثال رودس منتصبا في مكانه لمدة ستة و خمسين عاما فقط , ففي عام 226 ق.م تعرضت جزيرة رودس إلى زلزال عنيف دمر أجزاء واسعة منها , و كان من ضمن الدمار تمثال الإله هليوس الذي تحطم إلى أجزاء ضخمة تبعثرت على الأرض حول المنصة التي كان ينتصب فوقها. و قد عرض بطليموس الثالث حاكم مصر على سكان الجزيرة أن يدفع لهم المبلغ اللازم لإعادة بناء التمثال إلا أنهم عدلوا عن هذه الفكرة بعد أن أخبرتهم عرافة الإله ابولو في دلفي , و التي كان الإغريق يجلون أقوالها و يؤمنون بتنبؤاتها , بأن بناء التمثال من الأساس ربما كانت فيه اهانة للإله و قد يكون هو السبب في غضب الإله و لذلك عاقب الجزيرة بالزلزال.
و لمدة ثمانية قرون تبعثر حطام تمثال رودس على الأرض مثيرا دهشة و إعجاب كل من رآه بسبب ضخامته و حسن تصميمه , و قد أتى على ذكره خلال تلك القرون العديد من المؤرخين الرومان و البيزنطيين الذين شاهدوا حطامه بأنفسهم.
في عام 654 م , أي في زمن الأمويين , احتل العرب رودس , و قد ذكر احد مؤرخي العصور الوسطى البيزنطيين , بأن العرب قاموا ببيع حطام التمثال إلى احد التجار اليهود الذي قام بتفكيك أجزاءه المعدنية و حملها معه على ظهر 900 جمل , و هكذا اختفى حطام للتمثال و ضاع أثره إلى الأبد , و هذه الرواية ذكرها المؤرخ البيزنطي بعد أكثر من قرن على احتلال العرب للجزيرة و لا يوجد أبدا ما يثبت صحتها إذ لم يذكرها غيره من مؤرخين الروم أو العرب , و علماء الآثار اليوم يرجحون بأن بقايا التمثال اختفت تماما قبل مدة طويلة من وصول العرب إلى رودس لأنها كانت تحوي على كميات كبيرة من المعدن الثمين كما أن بقايا التمثال لم تعد تحمل أي قدسية لدى السكان خاصة بعد تحولهم إلى المسيحية. على العموم , أيا كان مصير تمثال مدينة رودس و أيا كان السبب في اختفاءه فأن التاريخ خلد ذكره و أصبح جزءا من قائمة العجائب السبع القديمة الخالدة.
1- كان مصير عائلة الاسكندر الكبير مؤلما و مأساويا إذ لم ينلهم من امبراطوريته الواسعة سوى البؤس و الشقاء و أصبحوا بعد موته ألعوبة بيد قادة جيشه المتنازعين. فزوجته روكسانا الفارسية اصطحبت معها ابنها الصغير الاسكندر الرابع إلى مقدونيا ليصبح ملكا لعرشها تحت وصاية جدته اولمبيا (أم الاسكندر الكبير) التي دخلت في نزاع دموي مع كساندر الوصي على فيليب الثالث الأخ غير الشقيق للأسكندر و الذي كان معتل العقل و الصحة , و في عام 317 ق.م هزمت اولمبيا جيش كساندر و قامت بإعدام فيليب الثالث , لكن كساندر عاد في العام التالي و هزم اولمبيا ثم أعدمها و نصب نفسه وصيا على عرش مقدونيا , وفي عام 309 ق.م نادى الشعب المقدوني مطالبا بأن يتولى الاسكندر الرابع الحكم بعد بلوغه سن الثالثة عشر فكان رد فعل كساندر هو ان قام بقتل روكسانا و ابنها الاسكندر بالسم.
2 – عاصمة جزيرة رودس هي مدينة رودس , مثلما مدينة الكويت هي عاصمة دولة الكويت.
3 – حصار مدينة صور هو من أشهر الحصارات الحربية في العالم القديم , فمدينة صور القديمة كانت تتكون من جزأين , أحداهما على الساحل اللبناني و الآخر في جزيرة صغيرة محاطة بالأسوار المنيعة يفصلها البحر عن الساحل , و كان سكان صور الفينيقيين إذا أحسوا بالخطر انسحبوا من الجزء الساحلي و تحصنوا في الجزء البحري , و قد أعجزت هذه الحيلة أقوى جيوش العالم آنذاك , فوقفت جحافل الأشوريين و الفراعنة و البابليين تتطلع بحسرة و يأس لسنوات طويلة (نبوخذنصر حاصرها 13 سنة بدون فائدة) إلى أسوار المدينة العصية.
و في عام 332 ق.م حاصرها الاسكندر الكبير لسبعة أشهر أثارت خلالها المدينة و سكانها حنقه و غضبه كما لم يفعل أي عدو آخر. ثم توصل الاسكندر إلى حيلة لم يسبقه إليها احد للتغلب على المدينة , فقد قرر عمل جسر بحري عن طريق ردم المسافة الفاصلة بين الساحل و الجزيرة بالصخور (هذا الطريق موجود حتى اليوم) , و بعد عدة أشهر من العمل الجبار اقترب الجسر البري لمسافة كافية من الجزيرة مكنت مهندسي الاسكندر من صنع برجين ضخمين ارتفاع كل منهما 50 مترا استخدمهما الجنود المقدونيون في تسلق أسوار المدينة و احتلالها , و قد فقد أهالي صور الشجعان ثمانية آلاف محارب في معركة شرسة و عنيفة دفاعا عن مدينتهم. و على العكس من بقية المدن المفتوحة التي عامل الاسكندر سكانها برحمة و احترام , فقد أمر بعد احتلاله لمدينة صور بقتل جميع الرجال و تم بيع جميع النساء و الأطفال كعبيد في أسواق النخاسة. لكن رغم هزيمة صور ونهاية سكانها المأساوية إلا أنها سجلت اسمها في التاريخ على أنها المدينة التي دوخت الاسكندر و قاومته بشجاعة لم تتحلى بها جحافل الفرس الاخمينيين المليونية التي دحرها الاسكندر بسهولة (طبعا لا ندعي بأن جميع المناطق سلمت للاسكندر بسهولة , فقد قاومته عدة مدن و أقاليم في الشام و إيران و السند بشجاعة , ففي حصار غزة مثلا كاد إن يفقد حياته بعد ان جرحه سهم مارق رماه المدافعون عن المدينة , لكنها ارداة الله التي شاءت ان يخضع العالم المعروف آنذاك بإمبراطورياته و حضاراته العظيمة لشاب غر يقود جيشا صغيرا من المقدونيين الذين كان الإغريق يستصغروهم و يعتبروهم اقل قدرا و شأنا منهم).
صورة قديمة ملتقطة من الجو لمدينة صور
4 – تمثال الحرية هو هدية من الحكومة و الشعب الفرنسي إلى الشعب الأمريكي بمناسبة ذكرى استقلاله عن بريطانيا العظمى , تم افتتاحه عام 1886 في جزيرة الحرية عند مدخل خليج نيويورك. قام بتصميمه المهندس الفرنسي فردريك بارتولدي بطريقة مستوحاة مما ذكره المؤرخون عن بناء تمثال هليوس في جزيرة رودس , ففي البدء قاموا بصب و تشكيل الأجزاء الأساسية للتمثال من النحاس ثم نقلت إلى الولايات المتحدة لتنصب في مكانها على هيكل معدني ضخم , و اليوم هناك آلاف السياح يمتطون المصعد الموجود في جوف التمثال صاعدين به إلى التاج المعدني ذو النوافذ الموجود على رأس سيدة الحرية , وهناك أيضا سلم خاص يصعد داخل اليد اليمنى لسيدة الحرية وصولا إلى الشعلة الموجودة في أعلى نقطة من التمثال , و هذا السلم الخاص مغلق بوجه العموم منذ عام 1916 , إما مصعد رأس التمثال فقد أغلق بالتزامن مع هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 و لم يفتتح مرة أخرى إلا بعد ثلاث سنوات أي في عام 2004 , و لأن تمثال الحرية تعرض خلال تاريخه الطويل إلى عدة تهديدات إرهابية من منظمات مختلفة يسارية و أصولية متشددة , لذلك يخضع اليوم جميع الزوار الراغبين في الدخول اليه إلى تفتيش بدني دقيق.