مدينة الحزن القديسة العصية
احقاً انتِ نسيتنى
وازحتِ كل خطاى
عن طُرقَاتكِ
والى الرياحِ هديتها
انسيتِ ذياك اللقا
انسيتِ ذاك اليوم
كيف رسمتِها
انسيتِ ذاك اليوم
كيف زينتِ الرصيفَ بها
لم يكن صدفة ذياك اللقاء
كم دقت نواقيسك لى
ترسل بالنداء
فخطوتَ نحوكِ
مغمض العينين
تلبية النداء
واخذتنى فى حضنك
الدافىء ذاك
وضممتنى ضما اليك
وطرحتنى فى ساعديك
ومسحتى وجهى بكفتيك
وهمست فى اذنى حديثا هزنى
قسرا يجرجرنى اليكِ
فما كان منى نحوك
الا ان خطوتَ
ولبوابة حزنك قد عبرتَ
ونهلتَ من انهاركِ واحتسوتِ
كؤس خمرٍ لذةٍ
حزنا رشفت
وما اكتفيت
لم ادرى حينها اننى
قد صرت اسورة
تنام بمعصميك
وكحل ينام بمقلتيك
هلا اجبت
كيف نسيتنى
واخرجتنى من حزنك
الممزوج بى
ولفظتنى
اوصدت بابك دونى
وقد كنتِ فيك غرثتنى
زهرا رويته من دمك
عطرتَ روحك من عبيرى
فسريتَ انفاسا تنقى رأتيك
جعلتنى بشفتيك روجا
وظلالاتحدد حاجبيك
كيف استطعت خلعى
وقد كنت ثوبا ترتدين
وكنزة بها لصدرك العاجى
مأوى وتدفئة بدفئها تنعمين
عبثا مدينةالحزن النبيل
عبثا مهد الحزن الرصين
عبثا تحاولين
وياله من جهدٍ عبثا تهدرين
لن تنسين طفلاً
ارضعته ثديا
منه ترعرع ونمى
حتى غدى رجلا
عبثا مدينتى
المقدسة عبثا
انت ِتحاولين
حاولى مرة
تلو اخرى
انت فى ذاك
من الفاشلين
قد تعاف الطير
يوما اوكارها
قد تمسك السماء
عن الارض
يوما امطارها
لكنما تفشل
الازهار ان
تمسك يوما
عن الرياض شذاها
وتمنع عنها ذات يومٍ
الورود عبيرها
وتمنع عنها حلو نداها
بقلمى/ ود جبريل