نقلت صحيفة (المستقبل) اللبنانية عن مصدر مقرب من رئيس الوزراء العراقي نورى المالكي قوله، إن 'الرئيس السوري بشار الأسد وافق على فكرة التنحي عن السلطة بشروط، إلا أن ذلك وجه برفض من قبل واشنطن'.

وأضاف المصدر القيادي فى (ائتلاف دولة القانون) الذي يتزعمه المالكي، أن 'الاتصالات المكثفة التى أجراها المالكى مع القيادة السورية أثمرت عن موافقة الأسد على فكرة التنحي عن الرئاسة بشروط، من بينها وضع آليات معينة لتسهيل تسليم السلطة من خلال انتخابات سريعة، وضمان عدم ملاحقته قضائيا في المحكمة الجنائية الدولية، وتأمين خروج آمن له ولعائلته ومقربين منه إلى دولة أخرى'.

وأوضح المصدر، أن 'واشنطن رفضت بعد سلسلة اتصالات مكثفة جرت في الآونة الأخيرة مع مسئولين عراقيين بينهم المالكي، القبول بالتنحي المشروط للأسد، متمسكة بضرورة التنحي الفوري من دون تقديم ضمانات، كونها لا تستطيع اتخاذ أي قرار بشأن الأسد بدلا عن المعارضة السورية التي ترفض أيضا بقاءه في السلطة لأية فترة زمنية'.

وتابع أن 'طهران وموسكو أخذتا علما بالتحركات العراقية والاتصالات المستمرة التي تجرى مع دمشق، على الرغم من أن العديد من المسئولين العراقيين لا ينظرون بارتياح إلى الأسد بسبب دوره الداعم للعنف في العراق فى الماضي'، مشيراً إلى أن 'بغداد تتحرك دبلوماسيا لحل الأزمة السورية سلميا كونها تخشى تدفقا هائلا للاجئين السوريين نحو الأراضي العراقية وتسرب جماعات متطرفة مسلحة إلى العراق للقيام بتفجيرات وعمليات انتقامية ضد الحكومة العراقية ومؤسساتها'.

وأشار المصدر إلى أن 'المبادرة التي أطلقها المالكي تندرج فى إطار محاولات لمنع الهجوم الأمريكى على سوريا، على الرغم من وجود قناعة كبيرة بعدم الاستجابة لها، خصوصاً أن كل المعطيات تشير إلى أن واشنطن حسمت خياراتها بالتدخل العسكري، وما يجرى من محاولات، لا تجدي لوقف الهجوم المرتقب'