كآنت هيِ فتآة ملَفتة لـِ الَإنتبآه
و كآنَ هُوَ شآباً عآديِاً
فيِ نهآيِة الَحفلَة
تقدم و دعآهآ إلَى فنجآن قهوة
تفآجأت بـِ الَطلَب
لَكنهآ قبلَت الَدعوة خجلَاً
كآن مضطرباً جداً و لَم يِستطع الَحديِث
هيِ شعرت بـِ عدم الَارتيِآح ..
و كآنت علَى وشك الَإستئذآن !
و فجأة
أشآرَ لـِ لَجرسون قآئلَاً :
رجآءً أريِدُ بعض الَملَح لَقهوتيِ !
الَكلَ نظرَ إلَيِه بـِ إستغرآب
سألَته بـِ فضولَ : لَمآذآ فعلَت ذلَك , هلَ هيِ عآدة !؟
ردّ علَيِهآ قآئلَاً : عندمآ كنتُ صغيِراً
كنت أعيِش بـِ الَقرب من الَبحر
وأشعر بـِ ملَوحته
تمآماً مثلَ الَقهوة الَمآلَحة الَآن
كلَ مرة أشرب فيِهآ الَقهوة الَمآلَحة أتذكر طفولَتيِ , بلَدتيِ , أصدقآئيِ !
وأشتآق لَوآلَدآيِ الَلَذآن لَآيِزآلَآن هنآك إلَى الَآن
حيِنمآ قآلَ ذلَك ؛ إمتلَأت عيِنآه بالَدموع !
فقد كآن ذلَك شعوره الَحقيِقيِ من صميِم قلَبه
قآلَت فيِ سرهآ :
الَرجلَ الَذيِ يِستطيِع الَبوح بـِ شوقه
لَبلَده و أهلَه لَآبدّ أن يِكون رجلَاً مُحباً
يِشعر بـِ الَمسؤولَيِة تجآه بلَده و أسرته
ثمّ بدأت بالَحديِث عن طفولَتهآ و أهلَهآ
وكآن حديِثاً ممتعاً ..!
استمرآ فيِ الَتلَآقيِ و إكتشفَت أنه الَرجلَ الَذيِ تنطبق علَيِه
الَموآصفآت الَتيِ تريِدهآ !
ذكيِ , طيِب الَقلَب , حنون
كآن رجلَاً جيِداً وكآنت تشتآق لَرؤيِته
والَشكر لـِ قهوته الَمآلَحة !
تزوجهآ و عآشآ حيِآةً رآئعة
و كآنت كلَمآ صنعت لَه قهوة وضعت فيِهآ ملَحاً لَأنه يِحبهآ مآلَحة !
وبعد 40 عآماً ..
توفآه الَلَه وترك لَهآ رسآلَة :
[ عزيِزتيِ أرجوكِ سآمحيِنيِ علَى كذبة حيِآتيِ ؛ كآنت الَكذبة الَوحيِدة الَتيِ كذبتهآ علَيِكِ !
الَقهوة الَمآلَحة !
أتذكريِنَ أولَ لَقآءٍ بيِننآ ؛ كنتُ مضظراً وقتهآ وأردتُ طلَب سكر
لـِ قهوتيِ و كان نتيِجة لَاضطرآبيِ طلَبت ملَحاً ؛ و خجلَت من الَعدولَ عن كلَآميِ !
فـِ استمريِت ؛ لَم أكن أتوقع أن هذآ سيِكون بدآيِة ارتبآطنآ سويِاً ؛ الَآن أنآ ميِت !
لَذلَك لَستُ خآئفاً من إطلَآعك علَى الَحقيِقة؛ أنآ لَآ أحب الَقهوة الَمآلَحة
يِآلَهُ من طعم غريِب ؛ لَكنّيِ شربتهآ طوآلَ حيِآتيِ معكِ و لَم أشعر بالَأسف !
لَأنّ وجوديِ معكِ يِطغى علَى كلَ شيِء ؛ لَو أنّ لَيِ حيِآة أخرى أعيِشهآ لَعشتهآ معكِ
حتى لَو اضطررت لـِ شرب الَقهوة الَمآلَحة فيِ هذه الَحيِآة الَثآنيِة ]
دُموعهآ أغرقت الَرسآلَة ؛ و صآرت تشرب الَقهوة مآلَحة !
سألَهآ أحدهم : مآ طعم الَقهوة الَمآلَحة ؟؟!
فأجآبت : " إنهآ حلَوة "
آلَمقصوَد : قد نشربُ الَمرّ من أجلَ أحدهم
فقط / لَأنه احبّنا و احببناه