كيف يستعد أنصار حزب الله لمواجهة التدخل الغربي المحتمل في سوريا



أحد عناصر حزب الله وهو يتفقد دراجة نارية في الضاحية الجنوبية لبيروت.

أكدت عدة وسائل إعلام لبنانية وغربية أن حزب الله على أهبة الاستعداد لأي تدخل أجنبي محتمل ضد نظام الأسد، بصفته حليفا له. إليكم شهادة أحد أنصار حزب الله حول هذه التعبئة.

صحف يومية لبنانية من بينها "الأخبار" التي تعد قريبة من تنظيم حزب الله ومصادر أخرى ذكرتها وكالة فرنسا للأنباء أكدت أن حزب الله مستعد لأي ضربة غربية ضد النظام السوري. لكن المتحدثين باسم الحزب من جهتهم لم يدلوا بأي تصريح حول هذا الموضوع.

وقد دخل حزب الله منذ بضعة أشهر رسميا في الصراع السوري، حتى أن الأمين العام السيد حسن نصر الله أكد أنه مستعد للذهاب بنفسه للقتال في سوريا.

حزب الله تنظيم شيعي عسكري وسياسي تأسس سنة 1982 كمقاومة إسلامية ضد الاحتلال الإسرائيلي، بمساندة إيران ونظام حافظ الأسد. وقد دخل الحزب الحياة السياسة سنة 1992 بعد انتهاء الحرب الأهلية بمشاركته في الانتخابات التشريعية ثم بحضور أهم منذ 2005، أي بعد خروج القوات السورية من لبنان.

في 22 يوليو/تموز الماضي، تم إلحاق الجناح المسلح لحزب الله بقائمة التنظيمات الإرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي.


المساهمون







"مسؤولو حزب الله موقنون أن لبنان سيعرف اضطرابات أمنية في حال حصل أي هجوم على سوريا"

عباس مهندس يقطن الضاحية الجنوبية لبيروت، أحد معاقل حزب الله. العديد من أفراد عائلته ينتمون لحزب الله وبعضهم يتحمل مسئوليات عسكرية داخل التنظيم.

التعبئة العسكرية والشعبية كانت على أشدها نهاية الأسبوع الماضي. اجتمعت بأفراد عائلتي يوم الخميس الماضي، وكل حديثنا يدور حول إمكانية التدخل الغربي في سوريا وردة فعل حزب الله.

مسؤولو التنظيم موقنون أن لبنان سيعرف اضطرابات أمنية في حال توجيه أي ضربة لسوريا. لذا نصحوا أهالي الجنوب بالتوجه إلى بيروت. لم يكن ذلك في إطار أمر بالإخلاء، بل مجرد نصيحة لمن استطاع إلى ذلك سبيلا.

في نفس الوقت، صدرت نداءات لتعبئة المقاتلين وهؤلاء صنفان: المقاتلون المتمرسون من جهة وأنصار التنظيم الذين لم يتمتعوا سوى بالتدريبات العسكرية الأساسية. وقد طلب من المجموعة الأولى الالتحاق بنقاط التجمع المحددة سلفا في المدن والقرى التي يوجدون فيها وأن يتبعوا في ذلك نفس الخطة التي نفذت في الأزمات السابقة.





فيديو دعاية لحزب الله صمم من خلال صور مقاتلين في جنوب لبنان.


وقد طلب كذلك من عدد من المقاتلين الموجودين في سوريا العودة إلى لبنان [لم نتمكن من التثبت من هذه المعلومة من مصدر مستقل]. هذا ما حصل مع ابن عمي الذي عاد إلى قريته يوم الجمعة الماضي قبل أن يرجع إلى سوريا يوم الأحد، أي بعد يومين، بعد أن تم تأجيل التدخل إلى أجل غير مسمى. مهمة هؤلاء المقاتلين هو تعزيز القوى الموجودة في لبنان في حال تطور الأوضاع نحو الأسوأ. على المقاتلين حماية المدن والقرى من أي هجوم تقوم به المجموعات الجهادية اللبنانية أو الفلسطينية على قواعد حزب الله الشعبية، مغتنمة فرصة الفوضى التي ستتسبب فيها الهجمات الغربية على سوريا. لكن الأنباء التي تتحدث عن إخلاء قرى أو مدن بأكملها لا أساس لها من الصحة.

التعبئة المدنية والعسكرية هي واقع جنوب لبنان على وجه الخصوص. أما بالنسبة للضاحية الجنوبية لبيروت، فلا جديد منذ التفجير الذي حصل بالرويس [عناصر حزب الله تراقب الشوارع وتضع الحواجز على مداخل الأحياء ومخارجها، ملاحظة من هيئة التحرير]. كل هذا يدل على أن هم حزب الله الأول هو لبنان وأن الصراع السوري لا يأتي إلا في مركز ثان.