نحن احسسنا مرارا بظاهرة الصورة الكلية عن امر ما..
الصورة الكلية او المثالية... هي كتصور ان شخص ما يأخذك ليريك حصانه؟
في الطريق ستأخذ مخيلتك تستحضر صور الاحصنة المختلفة التي خزنت في ذاكرتك... وستكون في ذهنك مع مؤثرات اخرى صورة مرتقبة لهذا الحصان... وهذه الصورة هي حصيلة تلك الخبرات السابقة عن الحصان وبالتالي التفكير الجمعي وراء الصور التقليدية او الكلية او المثالية... سموها كما تشاؤن...
في حدث اعدام الدكتاتور صدام حسين، مررنا بتجربة استرجاعية للصورة المثالية لنهاية هذا الطاغية؟
فقد تكررت مجموعة من الصور التقليدية للحدث ومن بينها:
ان صدام المعدوم ذكر قبل شنقه الشهادتين وهكذا فقد اعدم مسلما جزاءا على ما استحقت يداه... لكن الحكم الاخير سيكون قاطعا يوم الحساب فقد اسلم نفسه للرب، وهكذا فلا بد منطقيا ان يعتقد المسلم بأن عدالة الله سبحانه تعالى هي الاعظم والاحق...
صدام حسين لم يكن يرتجف خوفا ولا ترتعد اوصاله ولا يقطر عرقا ولا يصرخ نجدة... بل انه رفض لبس القماشة السوداء بل شنق مبصرا سيافه...
الصورة التقليدية المثالية لهذا المشهد الغزير المعانى... هو موت طاغية عظيم/ اخضع شعبا عريقا عبر التأريخ عقودا من الزمان... اذن في سبيل عدم الوقوع في تناقض هزلي جاءت العقوبة ومرور المعاقب براس مرفوعة وكبرياء عظيم، على وزن يعادل القوة المهولة التي كان يملكها الطاغية لاخضاع هذا الشعب...
وهكذا فأن الصورة المعاكسة كانت ستدل على لعبة خشبية ممسوخة واضحوكة على شكل دكتاتور مخنث؟ فاي قدرات خارقة كان يمتلكها هكذا صورة هزلية ليقمع ملائيين من سلالات بلاد ما بين الرافدين العريقة؟
وهكذا يأتي التوازن بمشيئة الاحداث...
ونرى رأيا جمعيا اتجاه ما بعديات الحدث:
فالشعب الغاضب والمتعطش للثأر...
جاءت صور الاعدام على اليوتيوب كماء مثلج انهمر على قلوبه المحترقة... فاذا بها تنعم بالسلام والهدوء والراحة...
و هكذا ختم فصل دموي أليم، ليبدء للاسف اخر...
ماذا رأيكم؟ هل الفكرة ترقى لمستوى برنامج وثائقي تلفازي؟
شكرا لاهتمامكم