ولك من المودة والتقدير اضعاف ما بعثت صديقتي ...انرت صفحتي ..وسررت لأنها اعجبتك
سيدتي .. أقدم شكري لك على ما أبديته .. ولكن لتعلمي أن اشتغال الناقد إنما يقع ضمن حيز النص دون الإشارة للقصدية , فالنقد يتناول النص وفق قاعدة اللاقصدية وهنا أود أن تراجعي عبارتك (....وهو على عكس ما اشرت اليه من انني قصدت بالالفة والاعتياد روتين الحياة اليومي ) وأشدد على مفردة ( قصدت ) ولو لاحظت قراءتي لما وجدت اشارة لهذا المعنى .. الأمر الآخر هو أن النص وقت انهاء كتابته يصبح ملكا مشاعا للقارئ و(القارئ) هنا ليس كل متلق للنص وبإمكانك مراجعة مفهومه ضمن نظرية القراءة والتلقي للتعرف عليه رعاية للإختصار في هذا الموضع , وعليه فالنص ملكي كقارئ ذلك أن (موت المؤلف) مهد لولادة (القارئ) وهنا لا بد من مراجعتك لقولك (الغريب انني اشدد على حضور النموذج في كيان معتاد صار غائبا بالحضور لما هو مُتمنى ...فهو فارس يرتدي ثوب رجل كباقي الناس ..واظنك تلقيت الامر معكوسا بزاوية 180 درجة) لي أن أتلقى وان كان معكوسا فهذه هي سلطة القراءة ..أما سلطة المؤلف فقد اندحرت في النقد منذ ما يقرب نصف قرن بل أكثر .. ومعه يصح أن تقولي ما تشائي كمؤلف وان أتلقى ما اشاء كمتلق وأمضي في رسم سيرورة تأويلية وفق قراءتي وطبعا هنا لا أعني نفسي وانما أعني القارئ ولا أعنيك أنت وإنما أعني المؤلف عموما .. والكلام السابق ينطبق أيضا على قولك ( اوتدري ان رحلة كلمة انما هي مسافة قصيرة بين شفتين واذن ..هكذا هو حاضر فعلا وقريب ..فهو متجسد لا مفترض ) وهذا واضح أيضا .. والكلام يطول سيدتي فيري ولا يسعه هذا الحيز الضيق .. شكرا لأجابتك أيتها الناشطة .. كل الود والإحترام.
حسنا سيدي ...ها انا ذي اندحر تحت سطوة النظرية .....ولك ان تتصرف بحرفية ناقد...او تتلقى بسلطة القارئ..تحية لك كيفما تكون ...ممتنة للحضور الثاني والرد الممتع.أما سلطة المؤلف فقد اندحرت في النقد منذ ما يقرب نصف قرن بل أكثر
قد لا أفهم كثيرا في النقد و الأمور الأدبية
و لا أعرف بالضبط ماذا يُعنى بالقصدية .. و اللاقصدية
فعقلي أبسط من هذا .. و أكثر سطحية
و لكن .. و كعادتي عندما أقرأ كلماتك
أرى روعة الموهبة .. و ألمس مقدار الشاعرية
و أشعر بفيض العاطفة .. و يغمرني اشعاع الشفافية
أجد هنا لونا أخر مو موهبتك .
فبعد أن أسعفني الحظ أن أقرأ كثيرا مما كتبتِ
رأيتك تصفين..و تنتقدين .. و تشكين
و لكنك هنا و بكل مقدرة الموهوب تعترفين
و عن ضعفك بكل اقتدار تعلنين
و أمام نفسك .. لأول مرة تلينين
دعيني أعترف .. و إن كانت ليست أول مرة ..
كم أنا معجب بلمساتك بكل الوان كتاباتك
و كم أغرمت بالغوص في أعماق تعابيرك
و كم استمتع بالطعم الذي تتركه كلماتك
و كم أشعر بالشفقة على نفسي
عندما أحاول مجاراتك
لست قادرا على حل احجية عجز عنها ذكائك
و لكني قادر .. أن أنحني إعجابا
للروعة المتجددة في بوحك و رقي إبداعك
ودي
صديقي ابا مينة ....
شكرا لأنك قرأت ما كتبته ...
شكرا لأنك انفقت من وقتك لترد هذا الرد الرقيق على سطوري ...ممتنة لك ...
ممتنة لكم جميعا يا من مررتم من هنا وقرأتم ...ففي ذلكم عزاء ...اذ لن يمر هو من هنا ابدا ولن يدري بما كتبت ...تحية للجميع من الاعماق.