قصة قصيرة
(القنبلة الفتاكة)
دخل احد الضباط على القائد والقى عليه التحية
وقال
سيدي لقد طلبت مقابلتي فها انا امامك
فقال له القائد تفضل اجلس
لقد مرت اعوامٌ على احتلالنا لهذه البلدة الغنية
وسكان هذه البلدة متماسكون كأنهم شخصٌ واحد
وقتلوا من جنودنا ما قتلوا وما زالوا على هذا النهج
وهمهم الوحيد هو اخراجنا من بلادهم
وهذا يضر بمصالحنا فلقد وصلنا اليوم امرٌ بأننا سنباشر في التنقيب عن الذهب بعد ايام قليلة
فجد لي حلا لهذه الازمة
فقال الضابط سأحاول يا سيدي
فأنصرفَ وهو متحيرٌ في امره
فقرر ان يستعين بأحد المفكرين
الذي كان يسكن في البلدة نفسها
فطلب من الحرس ان يحضروا له ذلك الفيلسوف المشهور
فأحضره الحرس بسرعة
وقال له الضابط اسمع لك ما تريد من مالٍ ونفوذ
اطلب اي شيء
لكن عندي مشكلة اريد منك حلاً لها
فوافق على الفور لأنه لم يستطيع مقاومة هذه المغريات
واخبره الضابط بتفاصيل المشكلة
فرد عليه
اسمع يا هذا
سكان هذه البلدة متماسكين وصامدين وقادرين على اخراجكم لولا هذه الاسلحة التي تملكونها
لكني سأساعدك على هذا
فالمال اهمُ عندي من هؤلاء البشر
اسمع
هنالك وحشٌ فتاك
لا يضاهي قوته شيء في هذه الارض
واذا استطعت ايقاضه فانه سيأكل جميع سكان البلدة من الطفل الى الشيخ
ولن تخسر اي شيء ؟؟ لا مال ولا جنود
وانما ستجلس هنا وستشاهد
لكن هذا الوحش يحتاج الى تعويذة
وهذه التعويذة موجدة عندي
وهو كتابٌ سأحرف كلامه ...
فقط امهلني يومين ؟؟
ففرح الضابط واندهش لسماع هكذا كلام
.........
فأنقضى اليومان وجاءه بالتعويذة
وطلب منه ان تطبع هذه التعويذة الى عدة نسخ
وتنشر في الاسواق
فقال له الضابط لماذا
فرد عليه لأنني سأخلق وحوشاً بدل الوحش وفي كل بيت ؟؟
فكان ذلك
حيث تم طباعتها ونشرها ودونت على اغلفتها اسماءُ (مؤلفيها ؟)
فارتاد على شِرائها سكان البلدة في المساء
وما ان حل صباح يومٍ جديد
اشتعلت المدينة بالنيران وكلٌ منهم يحملُ فأساً ليضرب به اخاه وجاره
دام القتال لساعاتٍ قليلة
وبعدها حل الهدوء التام
ذهب الضابط برفقة الفيلسوف لتفقد البلدة
فأندهش لِما شاهده من منظر
فالمدينة محترقة
والنفوس مشتعلة
والاموات على الارض
لم يتبقى من المدينة شيء سوى الكتب
فأنصدم وقال
ما الذي فعلته بهذه البلدة
فقال له
لقد قتلهم تاريخهم
لم افعل اي شيء سوى اني بدلت مكان الكلمات
في هذا الكتاب
فأعطني الان مالي
فأعطاه كيسا كبير وطلب منه ان لا يفتحه هنا
بل في بيته
ففرح الفيلسوف
وذهب الى بيته
وفتح الكيس
وتعجب
فقد وجد علبة بداخلها خنجر ملفوفٌ بورقة
كُتب عليها
(انت الذي خنت بلدك ...... ماذا تتوقع ان اكافئك )
التوقيع:: الضابط
فحمل الضمير الخنجر وقتل نفسه
هذه هي الطائفية
حتى مؤلفيها لم يسلموا من خنجرها
(قرعوا طبول الطائفية ؟ فرقصت مذاهبنا .... فقتلونا ؟ واستمتعو!! بالرقص!!!)