السنوات الأولى من الدراسة يكون الأولاد متأخرين عن البنات فى تحصيل المواد الدراسية المختلفة، ومع اقتراب البلوغ يتقدم الأولاد بخطى سريعة حتى يلحقوا بالبنات فى قدراتهن اللفظية والكتابية، ويتفوقون عليهن فى الرياضيات، وينعكس ذلك على معامل الذكاء الذى يظهر قفزة كبيرة عند الأولاد من سن الرابعة عشرة إلى الساسة عشر، أما فى البنات فيكون معامل الذكاء مستقراً، وربما انخفض قليلاً فى هذه المرحلة العمرية، وترجع القفزة العقلية فى الذكور عند البلوغ إلى تمركز القدرات الفراغية وقدرات التفكير المجرد فى مناطق محددة من المخ تحت تأثير طوفان هورمون "تيستوستيرون"، وذلك بالمقارنة بهومونات الأنوثة التى تقلل من إحكام هذا التمركز فى مناطق محددة.
وقد أظهرت الدراسات أن الفتيات اللاتى لديهن مستويات مرتفعة من هورمون الذكورة، يكن أعلى مستوى فى الرياضيات والعلوم من الفتيات اللاتى عندهن نسبة مرتفعة من هرمون الأنوثة "الاستروجين"، كذلك فإن الفتيات اللاتى يتميزن بسمات سلوكية ذكورية مثل الاستقلالية، المبادأة، العدوانية، الاقتحام وحب السيادة، يكن أكثر تفوقاً عن باقى الفتيات فى الرياضيات والعلوم والقدرات الفراغية. كما أن هرمون "تيستوستيرون" المسئول عن تفوق الذكور فى بعض القدرات العقلية مسئول أيضا عن أن مخ الذكور أقل عرضه للإجهاد من مخ الإناث، وقد يعترض البعض بأن أولادهم لا يستطيعون المذاكرة لفترات طويلة كما تفعل أخواتهم البنات، وهذا ما أثبتته الداسات من أن ذلك لا يرجع إلى إجهاد العقل، ولكن مرجعه إلى الملل الذى يصيب الأولاد قبل البنات.