المذنب «آيسون» يظهر بداية الشهر الجاري في برج السرطان
قال إبراهيم الجروان،
الباحث في علوم الفلك والأرصاد الجوية المشرف العام للقبة السماوية بالشارقة، إن المذنب (ايسون)،الذي تم اكتشافه في سبتمبر الماضي في جهة كوكبة السرطان على مسافة تقارب 1 مليار كم من الأرض، من قبل راصدين هواة روسيين هما فيتالي نيفسكي وآرتيوم نوفيتشونوك بواسطة تلسكوب ISON .
ومنه اتخذ المذنب هذا الاسم ويرمز إلىInternational Scientific OpticalNetwork، سيكون في بداية سبتمبر الجاري في برج السرطان أو المجموعة النجمية التي تقع على دائرة البروج والمسماة (السرطان)، وسيكون من القدر الظاهري 12، وهو خارج نطاق الرؤية البصرية بالعين المجردة أو المراقبة البسيطة.
ذروة التألق
أما في منتصف نوفمبر، فيسكون من القدر 5، وهو قدر من الإضاءة يتيح مشاهدته بالعين المجردة وسيظل كذلك إلى نهاية ديسمبر، بينما ستكون قمة تألقه بين 22 نوفمبر إلى 6 ديسمبر المقبلين، ويكون بين 27 نوفمبر إلى 1 ديسمبر المقبلين من القدر الأول وأعلى من ذلك توهجاً، وهي ذروة تألقه. وهذا المذنب سيتميز بطول ذيله الذي يسبح في الفضاء عكس اتجاه الشمس.
جزئيات الغبار
وأضاف الجروان: "سيصل المذنب في 28 نوفمبر المقبل إلى مسافة تعادل 0.012 وحدة فلكية من الشمس 1,800,000 كم من الشمس (أقرب نقطة له إلى الشمس) وهو يحلق بسرعة 27 كم/ ثانية،
وسوف يكون مذنب "آيسون" على بعد دون 20 مليون كيلومتر عن الأرض، ما سيؤدي إلى سقوط كميات هائلة من الغبار الناتج عنه على سطح الأرض.
حيث يمكن أن تزود دراسة جزئيات الغبار العلماء بمعلومات جديدة عن طبيعة المذنبات، وسيقترب المذنب من كوكب المريخ إلى مسافة رآها بعض الفلكين حرجة، لكن احتمال اصطدامه به ضئيلة جداً، وستكون الأرض في الطرف البعيد عنه وهي آمنة وعندما تتقاطع في مسيرها مع مسار المذنب الذي سيخلف كميات هائلة من الغبار، ستنجذب إلى الأرض وتسبب نشاطاً في زخات الشهـب.
رؤية المذنب
وأوضح إبراهيم الجروان أن المذنب سيصبح ظاهراً في سماء الأرض، ومن المتوقع أن يصل إلى قدر ظاهري يقارب كوكب الزهرة في السماء، بعد أن كان متوقعاً أن يفوق في لمعانه ضوء القمر، بل ورجح بعض الفلكيين إمكانية رؤيته خلال النهار .
وهو يشق طريقه نحو كوكب الأرض في شهر ديسمبر القادم، حيث يتوقع الفلكيون أن يكون أكثر المذنبات إشعاعاً وألمعها رؤية في القرن الحادي والعشرين، ألا أن الحسابات المحدثة تشير إلى أن المذنب الذي يتحرك حالياً صوب الشمس بسرعة 26 كيلومتراً في الثانية لم يصدر ضوءاً منذ منتصف يناير، أي أن المذنب آيسون في حالة جمود منذ أكثر من 132 يوماً، هذا شيء محير.
المذنبات
الجدير بالذكر أن المذنبات هي عبارة عن كتل مختلفة الأحجام والأقطار، وتتكون من غازات وأتربة مختلطة بكميات كبيرة من الجليد، وغالباً ما تكون مجتمعة في سحابة ضخمة الأجسام المتجمدة والبعيدة جداً عن الشمس، تعرف بسحابة "أورت"، ثم تقذف هذه الكتل إلى الفضاء مقترب بعضها إلى الشمس.