العرب قبل الإسلام مصطلحٌ يُعبِّرُ عن أحوال العرب السياسية والاقتصادية والثقافية في شبه الجزيرة العربية والمناطق التي سكنها العربُ قديماً قبل انتشار الإسلام، وتقع هذه المناطق جغرافيّاً ضمن ما يُعرف باسم الصفيحة العربية. لقد تعرض تاريخ العرب قبل الإسلام إلى الإهمال في بداية العصور الإسلامية لأسبابٍ دينيّةٍ، وبدأت الدراسات عن تاريخ العرب القديم وشبه الجزيرة العربية بشكلٍ عامّ في العصر الحديث، تحديداً في القرن التاسع عشر، حيث أبدى المستشرقون اهتماماً كبيراً بدراسة هذا المجال، فقد تمكنوا من ترجمةِ ونشرِ عددٍ كبيرٍ من النقوش المكتشفة، وكذلك صياغةِ التاريخ بشكل علميّ، معتمدين في ذلك على المصادر الأوليّة القديمة التي أشارت إلى حياة العرب في تلك الأزمنة.
أضرحة في مدائن صالح، تشير إلى تقدم العمارة عند العرب قبل الإسلام.
التاريخ الجيولوجي
كانت الجزيرة العربية في الفترات التاريخية القديمة أرضًا شديدة الخصوبة بها أنهار جارية، وتم اكتشاف بقايا حيوانات ضخمة في الجزيرة العربية، ففي غرب الجزيرة العربية، تم اكتشاف بقايا فيلة ضخمة وقطط حادة الأسنان وضباع، وفرس النهر، وزراف وبقر وغزلان وتماسيح والسلاحف وأسماك، وكذلك جذور أشجار متحجرة يصل طول بعضها إلى عشرة أمتار، وفي جنوب الجزيرة العربية تم اكتشاف آثار ديناصورات بعضها لآكلي اللحوم (ألوصور)، والبعض لديناصورات آكلة نباتات، إضافة لاكتشاف بيضة ديناصور في منطقة أرحب اليمنية. وفي غرب الجزيرة العربية، تم اكتشاف عظام ديناصور يصل طوله إلى 12 متر. وبيضة ديناصور في ينبع تعتبر الأكبر من نوعها عالميًا.
العرق السامي
يرجع الاستيطان البشري إلى مليوني سنة، وبحسب النصوص الدينية فإن آدم أبو البشر، قد التقى حواء في جدة. وتشير الأبحاث إلى أن شعب الجزيرة العربية كان على هيئة جماعات منظمة تحترف الزراعة والرعي والصيد ذلك حتى منتصف العصر الهيليوسيني (9,000-2,500 ق.م)، وشكل ذلك الشعب "العرق السامي" الذي تعرض لدراسات لتحديد معالمه وثقافته، وقد أظهرت الشعوب السامية احتفاظها بالكثير من الخصائص الدينية واللغوية المشتركة، منها مصطلحات متنوعة إدارية كـ"ملك" تدل على أنه كان لهم تنظيم سياسي موحد أو على الأقل تنظيمات منحدرة من أصل سياسي مشترك لا يبعد كثيرًا عن فترات التدوين التاريخي (حوالي 3500 ق.م)، ولكن الإتساع الجغرافي للجزيرة العربية وطبيعة توزع موارد المياه كانت -بعكس مصر مثلا- سببا في صعوبة في الاستمرار الكيان السامي تحت حكومة موحدة. وتقول بعض الدراسات في "علم الوراثة الجينية" أن الجد الأقرب المشترك بين الساميين قد عاش في حوالي (6400) ق.م، وهناك دراسات لإعادة تشكيل الـ"لغة السامية الأم" -وبحسب بعض الدراسات أن اللغة العربية هي أكثر اللغات السامية احتفاظا بخصائص اللغة السامية الأم-. لكن التغيرات المناخية العالمية في أواخر عصر الهيليوسين والتي ظهر أثرها في (4300 ق.م) حيث بدأت الأمطار تقل في الجزيرة العربية وتجف الأنهار سببا في اتجاه سكان الجزيرة العربية تدريجيا إلى الشمال بما عرف بـ"الهجرات السامية" إلى حيث الوفرة المائية من الأنهار كدجلة والفرات ويقول بعض العلماء أن الجزيرة العربية قبل ذلك كانت أكثر إغراءا للعيش فيها من العراق أو الشام حيث يلاحظ العلماء أن فترة نهاية المستوطنات في الجزيرة العربية مثل مستوطنات "ثقافة العبيد" كان مترافقا مع ظهور المستوطنات في بلاد ما بين النهرين، وذلك في أواخر فترات ما قبل التاريخ.
العرب
عرب عاربة • عرب مستعربة • عرب بائدة
وبعد نشوء الهجرات السامية اطلقت كل جماعة منهم اسما تسمت به، أما أول ظهور تاريخي لكلمة "عرب" فقد كان في "معركة قرقر" في سنة (853 ق.م) واطلق هذا الاسم في البداية على سكان شمال الجزيرة العربية وبالذات مقترنا بالقيداريين، ثم توالى ذكر العرب في النصوص التاريخية بعد ذلك بشكل متسارع حتى شملت كلمة "عرب" ليس فقط سكان شمال الجزيرة العربية بل كل سكانها حتى الجنوب، وقد قسم المؤرخون المسلمون أصول العرب إلى ثلاث طبقات: وهم العرب العاربة، العرب المستعربة، والعرب البائدة. تلك التقسيمات بالإضافة إلى تسمية "عدنانيين" و"قحطانيين" لم تكن موجودة قبل الإسلام ولم يعرفها الأدب الجاهلي وإنما وجدت بعد الإسلام في الفترة الأموية حيث أصبح اليمانيون أو "عرب الجنوب" كما يسميهم المستشرقون من جهة وعرب باقي الجزيرة العربية "الشماليون" بحسب المستشرقين من جهة أخرى يتبارون في المفاخر وكل فئه تنسب أصل العروبة لها فاليمانيون يقولون منًا يعرب ونحن أصل العرب والشماليون يقولون نحن فقط بني أسماعيل أبو العرب وأنتم لستم منه، والمعروف أن العرب جميعهم من ولد إسماعيل بن إبراهيم النبي، وتشير المصادر التاريخية القديمة أن العرب عرفوا باسم "الإسماعيليين" حتى فترات قريبة من الإسلام، وتذكر الكتب السماوية قصة البشارة حيث نجد أن الله قد وعد نبيه إبراهيم الخليل بأن إبنه إسماعيل الابن البكر لأمه هاجر سيكون من أعقابه أمة كبيرة، ويذكر في سيرة الخليل إبراهيم أنهم لما بلغوا بئر سبع بفلسطين صلى على إبنه الأكبر إسماعيل، وأمته من العرب. وقد ورد في القرآن الكريم استجابة الله لإبراهيم عندما دعا ربه قائلا : رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ، وجاء في التوراة:(وأما إسماعيل قد سمعت لك فيه، ها أنا أباركه وأثمره وأكثره كثيرا جدا. إثني عشر رئيسا يلد. واجعله أمة كبيرة). أما "العرب البائدة" فهم الأقوام القديمة التي لم يبق لها ذكر، بعض الشعوب العربية التي ذكرت في المصادر القديمة ثم اختفت هي: (العماليق، ثمود، القيداريين، مديانيين، دادانيين). وظهر من الجزيرة العربية الهكسوس الذين نزحوا من الشمال وإستولوا علي الدلتا بشمال مصر في الألفية الثانية ق.م.
ولم يرد ذكر لإسماعيل في أي كتابة قديمة ولاتوجد دلائل أن العرب قبل الإسلام كانوا يعرفونه. فكلمة "عربي" في كل النصوص القديمة تعني البدوي سواء كان في الجزيرة العربية أو صحراء مصر وهي المكان التي ذكر التوراة أن إسماعيل وأمه المصرية نزلوا بها.
أما اليمنيون فلم يعرفوه البتة وكانوا يعتقدون أنهم أبناء آلهتهم
بلاد العرب
شبه الجزيرة العربية
المساحة الجغرافية لشبه الجزيرة العربية.
بلاد العرب التاريخية تمتد من الجزيرة العربية جنوبا حتى تركيا شمالا, ويحدد بلينوس (القرن الأول الميلادي) حدودها الشمالية بجبال أمانوس (لواء الإسكندرونة الآن) من الجهة اليسرى ومن الجهة اليمنى منطقة الرها في تركيا اليوم والتي تقع في "المنطقة العربية" بحسب المؤرخين اليونان والرومان، وهناك أسس العرب مملكة الرها في القرن الثاني للميلاد ووجود الشعوب العربية في تلك المنطقة يرجع لأقدم من ذلك بكثير، وآخر من هاجر إلى هناك هم "بنو شيبان" من بكر بن وائل بعد حرب البسوس وكانوا تابعين للمناذرة، واليوم فمعظم عرب الرها هم من "عرب المحلمية" الشيبانيين وبعض عرب محافظة ديار بكر التركية والتي لا تزال تحتفظ باسمها القديم، ومن الغرب تواجد العرب في منطقة الأهواز، وعموما يغلب على مناطق جنوب ووسط الجزيرة الفراتية وجنوب الشام العنصر العربي فيما عدا المناطق الجبلية الساحلية وأقصى شمال الجزيرة الفراتية حيث يخالطهم فيها أقوام ساميون آخرون. ومن كبريات المدن العربية في الجزيرة الفراتية نصيبين وسنجار وتكريت والموصل.
وتعد شبه الجزيرة العربية -تسمى كذلك شبه القارة العربية- هي أكبر جزء من بلاد العرب، وتقسم كالتالي:
عند اليونان والرومان
قسم جغرافيو اليونان الجزيرة العربية إلى ثلاثة أقاليم رئيسية وهي:
بلاد "الحجر العربية" وتقع بشمال شرق الجزيرة وتقع ما بين جنوب الشام وشرق فلسطين عاصمتها بصرى.
بلاد "العرب السعيدة" وهي جنوب الجزيرة العربية اليمن وأجزاء من عمان وأجزاء من السعودية.
بلاد "العربية الصحراوية" يضم بقية شبه الجزيرة العربية خصوصا نجد، أما الساحل الشرقي للجزيرة العربية فلا هو جبلي ولا صحراوي ولكنه بشكل عام سهول منبسطة قليلة التضاريس وينحدر حتى يصل إلى الخليج العربي.
عند المؤرخين المسلمين
الحجاز:الجزء الغربي من شبه الجزيرة العربية.
نجد:هضبة واسعة بوسط شبة الجزيرة العربية.
البحرين:الجزء الشرقي من شبه الجزيرة العربية ويمتد من عمان إلى البصرة شمالاً.
اليمن:الجنوب الغربي من شبه الجزيرة العربية ويمتد من ظفار جنوباً إلى عسير شمالاً بمعنى كل ماهو جنوب مكة فهو يرجع إلى اليمن.
تهامة:السهل الساحلي المحاذي للبحر الأحمر.
شرق الجزيرة العربية
قبر في منطقة شير، فترة أم النار.
أهم الفترات التاريخية في شرق الجزيرة العربية:
مستوطنة الصبية (5500 ق.م)
فترة العبيد (5000-3800 ق.م): (عين قناص في الهفوف والدوسرية ورأس الزور وأبو خميس بالجبيل وبالقرب من الجزيرة الحمراء).
فترة حفيت (3200-2600 ق.م)
فترة أم النار (2600-2000 ق.م): (مستوطنة هيلي)
فترة دلمون (2200-1600 ق.م)
فترة وادي سوق (2000-1600 ق.م)
العصر الحديدي (1250-300 ق.م)
المدمن (غرب مدينة زبيد) 2500-1800 ق.م[11].
شمال شرق الجزيرة العربية:
هجر
يرى العلماء أن "ريموم" الذي حكم البحرين في حوالي 1750 ق.م كان أصله وبحسب النقش من "[هـ]جرم"، التي هي مدينة "هجر" (الإحساء اليوم)، تحدثت المؤلفات اليونانية عن مدينة ذات ثراء فاحش هي مدينة دعوها جرهاء، أدواتهم المنزلية من الذهب والفضة وجدرانها وسقوفها مرصعة بالأحجار الكريمة والعاج وموشاة بالذهب والفضة، تجارتهم برية وبحرية، البحرية تصل للهند والصين وفارس والبرية تنقل إلى سوريا وفلسطين والأردن (سلع) وتسير مراكبهم حتى تبلغ بابل ومن هناك تكمل الطريق في الفرات ثم يتم تحميلها في قوافل لتنتشر البضائع إلى كل ماطق البلد، يرى بعض العلماء أن جرهاء هي النطق الهلنستي لـ"هجر". من حوالي 220 ق.م قامت مملكة في الأحساء عرف ملوكها ب"ملوك هجر" معلوماتنا عنهم هي ناتجة عن دراسة لعملاتهم التي نقشت عليها اسماؤهم بخط المسند وقد تحول بعض سكان شرق الجزيرة العربية إلى المسيحية وعين لهم أساقفة في أربع اسقفيات هي اسقفة هجر واسقفية دارين واسقفية سماهيج واسقفية مازون.
الترتيب الحـــاكــم فترة الحكم (ق.م)
1 ابياثا 220-200
2 غير معروف 200-190
3 حارثة 190-170
4 غير معروف (قد يكون تالبوش والد أبئيل) 170-160
5 ابئيل 160-140
دلمون
هي مملكة عاصمتها جزيرة البحرين وضمت جزيرة فيلكا وأجزاء من شرق الجزيرة العربية.
جنوب شرق الجزيرة العربية:
ازدهرت عدة مواقع في الساحل الجنوبي الشرقي من الجزيرة العربية منها ملوخا ومجان وكان لها نشاط تجاري بحري مع بلاد الرافدين، وقد تم اكتشاف عدة مستوطنات تعود لعصور قديمة منها مستوطنات: هيلي، الدور، تل ابرق، مليحة، مويلح، الرميلة
من مشاهير شرق الجزيرة العربية: اسحق النينوي
غرب الجزيرة العربية
ذكرت السجلات القديمة ازدهار واحات شمال غرب الجزيرة العربية لا سيما تيماء ودومة الجندل، ثم حكم المعينيون غرب الجزيرة العربية حكما تشاركيا مع أهلها، ثم حكم الديدانيون وبعدهم قامت مملكة لحيان:
أسماء وفترات حكم حكام لحيان
الترتيب الإسم ملاحظات الحكم
لحيان الأولى
1 شهرو 320-305 ق.م
2 هنأس بن شهرو 305-290 ق.م
3 ماني بن لوذان 290-250 ق.م
4 هماتو جشمو بن لوذان 250-240 ق.م
5 تولمي الأول 240-225 ق.م
6 هنأس بن تولمي 225-215 ق.م
7 تولمي بن هنأس الثاني 215-190 ق.م
8 عبدان هنأس الثالث 190-180 ق.م
- سيطرة المعينيين 180-120 ق.م
9 مسعودو 120-100 ق.م
- سيطرة الأنباط 100 ق.م-109 م
لحيان الثانية (بعد سقوط الأنباط)
10 تيمي
11 تامني بن تيمي
12 تارتلو الملقب بـ " سكيوبس "
13 عبدنان
14 صلحان
15 فضج
16 عمدان
17 شهر بن عاسفان
18 عدنان، وهو آخر ملك حكم في حوالي 355م
من مشاهير غرب الجزيرة "شمعون التيماني" أحد كتبة التلمود.
وسط وشمال الجزيرة العربية
قامت في جنوب نجد مملكة كندة ، وكذلك قامت في وسط وشمال الجزيرة العربية مملكة قيدار، وقيدار بحسب التوراة هو أحد أبناء إسماعيل، وامتد حكم القيداريين حتى فلسطين وسيناء.
أسماء وفترات حكم حكام شمال الجزيرة العربية، قيدار، وديدان
الإسم سنوات الحكم (ق.م) نطق آخر ملاحظات
جندبو, العربي[17] 870–850 أول ذكر للعرب
في النصوص الآشورية. غير
غير مرتبط تحديدا
بقيدار.
الأميرة زبيبة
ملكة العربية وقيدار750–735 زبيبي أول حاكم بالتحديد
ارتبط اسمه مع قيدار
في النصوص الآشورية.
الأميرة شمسي من العربية 735–710 سمسي, سمس-إل
الأميرة يطيعة من العربية 710–695
الأميرة تلخونو من العربية 695–690 تعلخونو
حزائيل, ملك قيدار 690–676 خزائيل
تبوئة ? تم تعيينها ملكة بواسطة
اسرحدون.
يعوطة, ابن حزائيل
ملك قيدار 676–652 إعوطة, إياطة,
يواطة أو يوثيئي
ابياتي, ابن تيري
, ملك قيدار652–644
معطي-إل, ملك ديدان580–565
كرب-إل, ابن معطي-إل
ملك ديدان 565–550
نابونيدوس, ملك بابل550–540 حكم من تيماء
محلاي, ملك (قيدار?)510–490 ذكر في
نقش لاجيش.
إياس, ابن محلاي 490–470 ذكر ايضا في
نقش لاجيش.
شهر الأول, ملك قيدار470–450 شهرو
جشم الأول, ابن شهر
, ملك قيدار 450–430 جشمو
قين, ابن جشم
(ابن جشم), ملك قيدار 430–410 قينو
من مشاهير وسط وشمال الجزيرة العربية:حاتم الطائي.
جنوب الجزيرة العربية
تاريخ اليمن القديم
ذكر المؤرخون الكبار مثل ـ هيرودوتس وسترابو وبلينيوس ـ في آثارهم المدونة أن أرض العرب الجنوبية كانت من أعمر الأراضي في الدنيا. ولقد كانت هذه التربة الغنية بما حصل لها من وسائل الري الفنية سببا للرفاه والسعادة ورغد العيش. فلقد أقيمت السدود المحكمة القوية على جوانب القنوات والبحيرات للسيطرة على المياه وضبطها وتوجيهها. ومن ذلك خزان الماء الشهير الضخم الذي شيد في مساحة من الأرض مقدارها ثمانية عشر ميلاً مربعاً عرضاً، ومائة وعشرون قدماً عرضاً، يضاف إلى ذلك الأحواض والعيون والمنابع المنحدرة من رؤوس الجبال. فلقد نظمت مصباتها تنظيماً دقيقاً في قنوات زراعية مقدرة تقديراً كاملاً بحيث لا ينهدر من مياهها شيء. وقد كانت الخضرة والربيع والثمار متوفرة في كل فصول السنة حتى أن الأشجار المتدلية القطوف كانت تظلل بأغصانها وأوراقها رؤوس الفرسان وهم على ظهور خيولهم في محراب أخاذ فاتن من إخضرار البساتين الممتدة إلى الأفق.
الشام والجزيرة
تتواصل بلاد العرب من شبه الجزيرة العربية جنوبا وتستمر في الجزيرة الفراتية حتى حدود أنطاكيا شمالا، وكان يغلب على سكان الشام الأصول العربية، حافظ العرب على أسمائهم العربية وآلهتهم التي استعملوها في مواضع سكناهم، ومع ذلك فقد تأثروا باللغات الموجودة في تلك المنطقة حيث أتقنوا تلك اللغات إلى جانب اللغة العربية. تعد هذه المدن هي أمهات المدن العربية في الشام الرها، تدمر، الرستن، الجابية، الرصافة، وحمص التي حكمتها سلاسة "شمسيغرام" التي منها جوليا دومنا ويوليا ميزا اللاتي انجبن الأباطرة كاراكلا وغيتا ومنهم كذلك الإمبراطوران ايل جبل وألكسندر سيفيروس. في العصر الروماني تم ضم مملكة الأنباط تحت اسم المقاطعة العربية منها الإمبراطور فيليب العربي وضم مملكة الرها تحت مقاطعة الرها وضم بلاد اليطوريين تحت اسم مقاطعة يطور.
الترتيب الحـــاكــم فترة الحكم الترتيب الحـــاكــم فترة الحكم الترتيب الحـــاكــم فترة الحكم الترتيب الحـــاكــم فترة الحكم
1 جفنة بن عمرو 220-265 2 عمرو بن جفنة 265-270 3 ثعلبة بن عمرو 270-287 4 الحارث بن ثعلبة 287-307
5 جبلة بن الحارث 307-317 6 الحارث بن جبلة 317-327 7 المنذر بن الحارث 327-330 8 الأيهم بن الحارث 327-330
9 المنذر الأصغر 327-340 10 النعمان بن الحارث 327-342 11 عمرو بن الحارث 330-356 12 جبلة بن الحارث 327-361
13 جفنة بن المنذر 361-391 14 النعمان بن المنذر 361-462 15 النعمان بن عمرو بن المنذر 391-418 16 جبلة بن النعمان 418-434
17 النعمان بن الأيهم 434-455 18 الحارث بن الأيهم, و... 434-456 19 النعمان بن الحارث 434-453 20 المنذر بن النعمان, مع... 453-472
21 عمرو بن النعمان 453-486 22 حجر بن النعمان 453-486 23 الحارث بن حجر 486-512 24 جبلة بن الحارث 512-529
25 الحارث بن جبلة 529-569 26 المنذر بن الحارث 569-581 27 أبو كرب النعمان بن الحارث 618-633 28 النعمان بن المنذر 582-583
29 الحارث بن الحارث 583 30 النعمان بن الحارث أبو كرب 583-? 31 الأيهم بن جبلة ?-614 32 المنذر بن جبلة 614-?
33 شراحيل بن جبلة ?-618 34 عمرو بن جبلة 618-628 35 جبلة بن الحارث 628-632 36 جبلة بن الايهم 632-638
من مشاهير الشام:صفرونيوس.
العراق
حكمت العراق عدة ممالك عربية هي مملكة ميسان ومملكة الحضر ودولة المناذرة.
قائمة ملوك المناذرة:
الترتيب الحـــاكــم فترة الحكم
1 عمرو بن عدي 268 - 295
2 امرؤ القيس بن عمرو 295 - 328
3 عمرو بن امرؤ القيس 328 - 363
4 أوس بن قلام 363 - 368
5 امرؤ القيس بن عمرو 368 - 390
6 النعمان بن امرؤ القيس 390 - 418
7 المنذر بن النعمان 418 - 462
8 الأسود بن المنذر 462 - 490
9 المنذر بن المنذر 490 - 497
10 النعمان بن الأسود 497 - 503
11 أبو يعفر بن علقمة 503 - 507
12 امرؤ القيس بن النعمان 507 - 514
13 المنذر بن امرؤ القيس 514 - 554
14 عمرو بن المنذر, الملقب بالمحرق الثاني 554 - 569
15 قابوس بن المنذر 569 - 577
16 فـيـشـهـرت 577 - 578
17 المنذر بن المنذر 578 - 582
18 النعمان بن المنذر, الملقب بأبو قابوس 582 - 609
19 إياس بن قبيصة 609 - 618
20 زاديه 618 - 633
من مشاهير العراق: مار يشوعياب الأرزوني.
الحالة الاجتماعية
كان النسب هو العامل الفصل في مكانة الفرد فمن ولد في عشيرة كثيرة الأنفس ومنها أعيان المدينة فهو "عزيز" و"منيع" في تعبير ذلك الزمن ويعني في المصطلحات الحديثة مواطن لدولة قوية، أما من كان من عشيرة صغيرة وليس لها أعيان متبعون وفيهم المشورة فهو "حر" وليس عزيزا فلا يتجرأ على من ينتمي إلى العشائر الأقوى وإلا تعرض لأشد العقوبات من تلك العشيرة ولاتستطيع عشيرته حمايته وإلا تعرضت هي الأخرى لما تكره، أما الأحلاف وهم بتعبير اليوم "الوافدون" فكانت مكانتهم أقل من الأحرار فهم إما خلعاء من عشائرهم الأصلية أو قدموا للإقامة لأسباب أخرى فكانوا يربطون أنفسهم مع من نزلوا عنده فكان بمنزلة "الكفيل" اليوم فكان يقال فلان مولى فلان، وهم في حماية أحد الأفراد في عشيرة تلك المدينة، أما العبيد فمكانتهم منحطة لا حقوق لهم ويتم استغلالهم للعمل في الأمور التي يأنف منها اصحاب النسب. وحين يكبر المجتمع العربي فإنه يحتاج لنظام للمشورة وقد تجلى ذلك في:
مجالس الشورى والبرلمان
الدولة اسم البرلمان ملاحظات
سبأ وقتبان ومعين مزود هي مجالس للأعيان وهناك مجالس اخرى هي "طبنن" و"مسخنن" و"عهرو".
لحيان هجبل
مكة دار الندوة
تدمر مجلس الشيوخ (sc) شبيه بمجلس الشيوخ الروماني وله رئيس وكاتب.
الحضر مجلس الشيوخ (sc)
مكانة المرأة
صورة من مخطوطة حديث بياض ورياض تبين الغزل العفيف.
كان اهتمام العرب قبل الإسلام بالمرأة استثنائيا بين الأمم، فاهتموا بحفظ كرامتها وسترها، فكان للنساء خدر في المسكن ويوفر السجف وهو الساتر لهم الحرية والخصوصية وفي الخارج كانت النساء تلبس مايسترها وتركب في الهودج عند السفر لأن لا يطلع عليها الغرباء. كان من النساء قبل الإسلام الطبيبة كاشفاء بنت عمرو وسيدة الأعمال كخديجة بنت خويلد. ووصلت المرأة إلى مراتب عليا كما هو حال بلقيس ملكة سبأ، وزنوبيا ملكة تدمر، وزبيبة وشمسي ملكات قيدار، ومناصب كبيرة لا سيما عند الأنباط. ولم يقتصر دورها في الحياة الاجتماعية بل وفي صلب الحياة السياسية، وحتى في مجال العلاقات القبلية، فكثيراً ما كانت النساء تشارك في حل النـزاع بين القبائل، أو تأجيج الخلافات وإشعال الحروب، كما فعلت البسوس في الحرب التي سميت على اسمها، وهند بنت عتبة في معركة أُحُد وعائشة بنت أبي بكر في موقعة الجمل، ولكن مشاركة المرأة السياسية عموما كانت من وراء ستار، الأمر الذي جعل مشاركتها هامشية حينا ومستترة أحيانا، أو غير مدونة ولم يأتي على ذكرها أحد، فالتي أسعفها الحظ وبرزت دخلت بوابة التاريخ وذُكرت في سجلاته، والتي لم يسعفها الحظ طواها النسيان . وقد سجلت لنا المصادر التاريخية نساء كثيرات بنَيْنَ لأنفسهن قصص نجاح مميزة، أو تميّزن بالشخصية القوية أو برجاحة العقل، فزرقاء اليمامة مثلاً كانت تستشرف بذكائها ما وراء الأفق، وجهيزة قطعت ببلاغتها قول كل خطيب، وخديجة بنت خويلد كانت تجارتها تعادل ثلث تجارة مكة بأكملها، وفيلة الانمارية كانت تاجرة مهمة تبيع وتشتري بنفسها، وخالدة بنت عبد مناف، وصحر بنت النعمان اشتهرتا بالحكمة والذكاء والكمال، وكانت العرب تتحاكم عندهن في المشاجرات والأنساب، وهنالك خولة بنت الأزور الفارسة الشجاعة، والخنساء الشاعرة المخضرمة .. وبالإجمال يمكن القول أن وضع المرأة لم يكن بالصورة السيئة التي يحاول البعض رسمها، ولم تكن شخصيتها مستلبة تماما، فمثلا كانت المرأة تتمتع بحرية اختيار زوجها، وأن تشترط على زوجها أن تملك أمرها ولا يتزوج عليها. وما تسمية بعض القبائل بأسماء الأمهات كمزينة وبجيلة وباهلة، إلا دليل على المكانة الرفيعة للمرأة في ذلك الزمان .
السجايا العربية
عرفت الأمم الأخرى عن العرب صفات كثيرة كانت هذه الفصائل والأخلاق الحميدة رصيدا ضخما في نفوس العرب، فجاء الإسلام فنماها وقواها، ووجهها وجهة الخير والحق، فلا عجب إذا كانوا انطلقوا من الصحاري كما تنطلق الملائكة الأطهار، فتحوا الأرض، وملئوها إيمانا بعد أن ملئت كفرا، وعدلا بعد أن ملئت جورا، وفضائل بعد أن عمتها الرذائل، وخيرا بعد أن طفحت شر
هذه بعض أخلاق المجتمع الذي تنتشر فيه الفضيلة فبذلك يكون مؤهلا لحمل الرسالة الإسلامية، وإنما اختير من هذه البيئة البكر؛ لأن الأقوام الأخرى وإن كانوا على ما هم عليه وما هم فيه من فلسفة ومعارف، إلا أنهم لم يصلوا إلى ما وصل إليه العرب من سلامة الفطرة، وحرية الضمير، وسمو الروح
الذكاء والفطنة :
فقد كانت قلوبهم صافية، لم تدخلها تلك الفلسفات والأساطير والخرافات التي يصعب إزالتها، كما في الشعوب المجاورة، فكأن قلوبهم كانت تعد لحمل أعظم رسالة في الوجود وهي دعوة الإسلام الخالدة؛ ولهذا كانوا أحفظ شعب عرف في ذلك الزمن، وقد وجه الإسلام قريحة الحفظ والذكاء إلى حفظ الدين وحمايته، فكانت قواهم الفكرية، ومواهبهم الفطرية مذخورة فيهم، لم تستهلك في فلسفات خيالية، وجدال بيزنطي عقيم، ومذاهب كلامية معقدة وكان من أمر فطنتهم أنهم يستخدمون الإشارة فضلا عن العبارة، وشواهد ذلك كثيرة
الكرم والسخاء:
كان هذا الخُلُق متأصلا في العرب، وكان الواحد منهم لا يكون عنده إلا فرسه، أو ناقته، فيأتيه الضيف، فيسارع إلى ذبحها، أو نحرها له، وكان بعضهم لا يكتفي بإطعام الإنسان بل كان يطعم الوحش، والطير، وكرم حاتم الطائي سارت به الركبان، وضربت به الأمثال
المروءة والنجدة :
كانوا يتمادحون بالموت قتلاً، ويتهاجون بالموت على الفراش قال أحدهم لما بلغه قتل أخيه: إن يقتل فقد قتل أبوه وأخوه وعمه، إنا والله لا نموت حتفًا، ولكن قطعًا بأطراف الرماح، وموتًا تحت ظلال السيوف:
وما مات منا سيد حتف أنفه ولا طُلّ منا حيث كان قتيل
تسيل على حد الظباة نفوسنا وليست على غير الظباة تسيل
وكان العرب لا يقدمون شيئا على العز وصيانة العرض، وحماية الحريم، واسترخصوا في سبيل ذلك نفوسهم قال عنترة العبسي :
بَكَرَت تخوفني الحُتوف كأنني أصبحت عن غرض الحتوف بمعزلِ
فأجبتها إن المنية منهل لا بد أن أُسْقى بكأس المنهلِ
فأقني حياءك لا أبا لك واعلمي أني امرؤ سأموت إن لم أقتل
وقال عنترة:
لا تسقني ماء الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
ماء الحياة بذلة كجهنم وجهنم بالعز أطيب منزل
وكان العرب بفطرتهم أصحاب شهامة ومروءة، فكانوا يأبون أن ينتهز القوي الضعيف، أو العاجز، أو المرأة أو الشيخ، وكانوا إذا استنجد بهم أحد أنجدوه ويرون من النذالة التخلي عمن لجأ إليهم.
عشقهم للحرية، وإباؤهم للضيم والذل :
كان العربي بفطرته يعشق الحرية، يحيا لها، ويموت من أجلها، فقد نشأ طليقًا لا سلطان لأحد عليه، ويأبى أن يعيش ذليلاً، أو يمس في شرفه وعرضه ولو كلفه ذلك حياته، فقد كانوا يأنفون من الذل ويأبون الضيم والاستصغار والاحتقار وتتكرر تلك القيمة مرارا في الشعر الجاهلي، ولاتجد شعوبا أخرى تتسلط عليهم وتحتلهم طوال تاريخهم، وأشاد هيرودوتس بحب العرب للحرية، وحفاظهم عليها ومقاومتهم لأية قوة تحاول استرقاقهم واستذلالهم
الوفاء والصدق :
أما وفاؤهم: فقد قال النعمان بن المنذر لكسرى في وفاء العرب: «وإن أحدهم يلحظ اللحظة ويومئ الإيماء فهي وَلث وعقدة لا يحلها إلا خروج نفسه، وإن أحدهم يرفع عودًا من الأرض فيكون رهنًا بدينه فلا يُغلق رهنه ولا تخفر ذمته، وإن أحدهم ليبلغه أن رجلاً استجار به، وعسى أن يكون نائيا عن داره، فيصاب، فلا يرضى حتى يفنى تلك القبيلة التي أصابته، أو تفنى قبيلته لما أخفر من جواره، وأنه ليلجأ إليهم المجرم المحدث من غير معرفة ولا قرابة فتكون أنفسهم دون نفسه وأموالهم دون ماله». والوفاء خلق متأصل بالعرب، فجاء الإسلام ووجهه الوجهة السليمة، فغلظ على من آوى محدثًا مهما كانت منزلته وقرابته، قال رسول الله: «لعن الله من آوى محدثا». ومن القصص التي توضح شيمة الوفاء عندهم: «أن الحارث بن عباد قاد قبائل بكر لقتال تغلب وقائدهم المهلهل الذي قتل ولد الحارث، وقال: (بؤ بشسع نعل كليب) في حرب البسوس، فأسر الحارث مهلهلاً وهو لا يعرفه، فقال دلني على مهلهل بن ربيعة وأخلي عنك، فقال له: عليك العهد بذلك إن دللتك عليه، قال: نعم قال: فأنا هو، فجز ناصيته وتركه» وهذا وفاء نادر ورجولة تستحق الإكبار. ومن وفائهم: أن النعمان بن المنذر خاف على نفسه من كسرى لما منعه من تزويج ابنته فأودع أسلحته وحرمه إلى هانئ بن مسعود الشيباني، ورحل إلى كسرى فبطش به، ثم أرسل إلى هانئ يطلب منه ودائع النعمان، فأبى، فسير إليه كسرى جيشًا لقتاله فجمع هانئ قومه آل بكر وخطب فيهم فقال: «يا معشر بكر، هالك معذور، خير من ناج فرور، إن الحذر لا ينجي من قدر، وإن الصبر من أسباب الظفر، المنية ولا الدنية، استقبال الموت خير من استدباره، الطعن في ثغر النحور، أكرم منه في الأعجاز والظهور، يا آل بكر قاتلوا فما للمنايا من بد»، واستطاع بنو بكر أن يهزموا الفرس في موقعة ذي قار، بسبب هذا الرجل الذي احتقر حياة الصغار والمهانة، ولم يبال بالموت في سبيل الوفاء بالعهود.
الصبر على المكاره وقوة الاحتمال، والرضا باليسير :
كانوا يقومون من الأكل ويقولون: البطنة تذهب الفطنة، ويعيبون الرجل الأكول الجشع، قال شاعرهم:
إذا مدت الأيدي إلى الزاد لم أكن بأعجلهم إذا أجشع القوم أعجل
وكانت لهم قدرة عجيبة على تحمل المكاره والصبر في الشدائد، وربما اكتسبوا ذلك من طبيعة بلادهم الصحراوية الجافة، قليلة الزرع والماء، فألفوا اقتحام الجبال الوعرة، والسير في حر الظهيرة، ولم يتأثروا بالحر ولا بالبرد، ولا وعورة الطريق، ولا بعد المسافة، ولا الجوع، ولا الظمأ، ولما دخلوا الإسلام ضربوا أمثلة رائعة في الصبر، والتحمل وكانوا يرضون باليسير، فكان الواحد منهم يسير الأيام مكتفيا بتمرات يقيم بها صلبه، وقطرات من ماء يرطب بها كبده
قوة البدن وعظمة النفس :
واشتهروا بقوة أجسادهم مع عظمة النفس وقوة الروح، وإذا اجتمعت البطولة النفسية إلى البطولة الجسمانية صنعتا العجائب، وهذا ما حدث بعد دخولهم في الإسلام. كما كانوا ينازلون أقرانهم وخصومهم، حتى إذا تمكنوا منهم عفوا عنهم وتركوهم، يأبون أن يجهزوا على الجرحى، وكانوا يرعون حقوق الجيرة، ولا سيما رعاية النساء والمحافظة على العرض قال شاعرهم:
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها
وكانوا إذا استجار أحد الناس بهم أجاروه، وربما ضحوا بالنفس والولد والمال في سبيل ذلك.
الحالة الثقافية
الديانة
ذو الشرى.
في الفترة التي سبقت الإسلام كان معظم العرب قبل الإسلام قد فقدوا تعاليم أنبياء الله هود وصالح وضعفت تعاليم الحنيفية دين أبوهم إبراهيم، فكانوا على الوثنية يعبدون الأصنام، أو مشركون كما في مكة فقد جمعوا ما بين عبادة الله وعبادة الأصنام، وتواجدت الديانة المسيحية كذلك لكنها أقل بشكل كبير عن الوثنية، بينما انتشار اليهودية محدود.
الوثنية
ميثولوجيا عربية
الوثنية قديمة في الجزيرة العربية ، ورد في القرآن الكريم : وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا ، ووفقا لبعض التفاسير فإن هذه الأصنام التي عبدها العرب كانت موجودة منذ ما قبل الطوفان ، وتدل المصادر والنقوش القديمة أن عبادة الأصنام يرجع على الأقل إلى الف سنة قبل الميلاد. وظلت بعض المناطق متمسكة بالحنيفية ديانة إبراهيم ، مثل مكة حتى تم استدخال الأصنام تقليدا لغيرهم ولزيادة التجارة عبر وضع أصنام القبائل الأخرى في مكة كي يزورها هؤلاء فيتبضعوا ويبيعوا ويشتروا وينتعش الاقتصاد. فكانت مكة تحتوي على 360 صنم مصفوفة حول الكعبة، وتفصيل شرك أهل مكة وغيرهم من العرب المشركين حيث اشترك هؤلاء في الاعتقاد بالألوهية العليا لله، الذي كان بعيداً عن شؤونهم اليومية، فلم يكونوا يتوجهون إليه بالعبادة أو الطقوس الدينية. ثلاثة آلهة ارتبطت بالله كبناته وهن: اللات والعزى ومناة.
الديانات السماوية:
الحنيفية
حنيفية
الحنفية -وهم جماعة من العرب الموحدين قبل الإسلام على ملة إبراهيم- يدرجون أيضا في بعض الأحيان إلى جانب اليهود والمسيحيين كموحدين في الجزيرة العربية قبل الإسلام، على الرغم من الخلاف حول وجودهم التاريخي بين بعض الباحثين. ووفقاً للتراث الإسلامي، محمد صلى الله عليه واله نفسه كان حنيفياً ويرجع نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم.
النصرانية
انتشرت النصرانية بشكل أساسي بين عرب الشام والعراق، وانتشرت كذلك في شرق الجزيرة العربية حيث تكونت لهم عدة اسقفيات على المذهب النسطوري وهي أسقفية هجر اسقفية سماهيج اسقفية عراد اسقفية مازون، ومع وجود للنصرانية في وسط الجزيرة العربية إلا أنه لم يكن يضاهي الوثنية المتأصلة هناك، أما في غرب الجزيرة العربية فنجران كانت مركزا مشهورا للنصرانية وفيما خلاها لم توجد أي تكتلات نصرانية سوى أفراد معتنقين لتلك الديانة.
من مشاهير المسيحيين العرب:
رهبان القدس:
ماريس
إلياس اسقف القدس ت.(518م)
صفرونيوس اسقف القدس ت. (11 مارس 638م)[41]
الأدب
أدب جاهلي
أشهر شعراء الجاهلية:
عنترة بن شداد
المهلهل بن ربيعة
امرؤ القيس الكندي
العروة بن الورد
الخنساء
أوس بن حجر
الاعشى
زهير بن أبي سلمى
عمرو بن كلثوم
الحارث بن حلزة اليشكري
لبيد بن ربيعة العامري
طرفة بن العبد
عبيد بن الأبرص
النابغة الذبياني
العلوم
جزء من شبكة أنابيب مياه في تدمر.
بالرغم من عدم وجود مخطوطات علمية ترجع للعصور الجاهلية إلا أن هنالك مايدل على أنه كانت لديهم علوم متوارثة في مجالات مختلفة، في مجال الفلك الذي كان الجاهليون يدعونه "علم الأنوارعرفوا مواقع النجوم واستدلوا بها للاهتداء إلى مسالكهم في البر والبحر، ولهم معرفة في أوقات ظهور الكواكب حيث كانوا يعبدون بعض الكواكب لاسيما "الزهرة" التي تظهر في أوقات محددة والتي مثلوها بصنم هو "العزى"، في مجال الرياضيات يذكر أن فيثاغورس كان قد زار ضمن رحلته بلاد العرب ليتعلم من حكمة أهلها، كان العرب أمة تجارية ولاشك انهم استخدموا أنماط كثيرة من علوم الرياضيات ومنها الجبر، يقول الشاعر الجاهلي النابغة الذبياني:
واحكم كحكم فتاة الحي إذ نظرت إلى حمام سراع وارد الثمد
قالت : ألا ليتما هذا الحمام لنا إلى حمامتنا مع نصفه فقد
فحسبوه فألفوه كما ذكرت تسعا وتسعين لم تنقص ولم تزد
فكملت مائة فيها حمامتها وأسرعت حسبة في ذلك العدد
فتتكون لدينا معادلة جبرية:
\cfrac{X}{2} +X +1 = 100
في مجال الطب، برع في العصر الجاهلي بعض الأطباء منهم:
ابن أبي رمثة التميمي
الحارث بن كلدة
النضر بن الحارث
ضماد والشفاء بنت عمرو
ابن حزيم
وفي مجال البيطرة:
العاص بن وائل
ويعتبر يوم 27 سبتمبر في تقويم القديسين هو يوم صوم لذكرى استشهاد طبيبين من النصارى العرب هما "كوسماس" و"ديماس" عام 303م ذلك في فترة الاضطهاد الروماني للنصارى، ويذكر التلمود أن اليهود كانوا يطلبون خبرة العرب في مجال الطب. وفي مجال هندسة المياه نجد أنهم قد ابتكروا نظام القنوات المائية (الأفلاج) حوالي 1000 ق.م وأقاموا السدود منذ وقت مبكر وأشهر تلك السدود هو سد مأرب الذي يغذي بشبكة قنواته حوالي 72 كم2، وقد اكتشفت نماذج أولية من محركات هيدروليكية في معبد أوام
الحالة الاقتصادية
التجارة العربية
اقتصاد الجزيرة العربية في ذلك الوقت كان يعتمد على شبكة التجارة العربية القديمة، وبالإضافة لذلك فهناك نشاطات اقتصادية متعددة منها الزراعة والتي ازدهرت في بعض المناطق بالرغم من عدم وجود أنهار دائمة في الجزيرة العربية، فاستعمل العرب قديما أنظمة السدود وقنوات الري خصوصا في اليمن وشرق الجزيرة العربية ووادي القرى شمال الحجاز والطائف التي تعتبر فرضة أهل مكة، وتلك المناطق انتجت اصنافا من الحبوب والفاكهة أما الزراعة في الأقسام الأخرى من الجزيرة العربية اعتمدت على زراعة نخيل التمر بشكل أساسي، اقتصاد مكة كان متينا حيث كانت مركزاً تجارياً ودينياً هاماً نظراً لمرور القوافل التجارية القادمة من الشمال والجنوب بها، وترجع أهميتها الدينية لوجود الكعبة المقدسة فيها، والتي يفد إليها الحجاج كل عام مما كان يساعد على الازدهار الاقتصادي كذلك.
كانت قريش أهل تجارة قد أوسر سادتها من ورائها. فكانت عيرهم تنطلق صيفا الشام وفلسطين ومصر. وشتاء كانت هذه القوافل تتجه جنوبا لليمن. وكانت القوافل التجارية الكبرى تتجه غادية رائحة. فكانت تمر بأطراف شبه الجزيرة العربية علي ثلاثة محاور رئيسية. فكان هناك طريق القوافل الجنوبي الشمالي حيث كانت تقطعها من جدة بالحجاز إلي الشام وسيناء ومصر. والطريق الثاني يقع في أطراف شرق الجزيرة العربية متجها من الخليج العربي جنوب العراق ليصل لبلاد الرافدين شمالا, ليعرج منها للشام الي دمشق لتصل هذه القوافل لبلاد الشام وفلسطين . والطريق الثالث كان يقع بغرب الجزيرة العربية ويمر بحذاء ساحل البحر الأحمر. ويبدأ من اليمن عبر جدة, فالمدبنة ليتجه شمالا للشام والبتراء بالأردن. وهذه الرحلات الموسمية صيفا وشتاءا ظل عليها العرب مبقين.
العمارة
مقالة مفصلة: عمارة جاهلية
تتسم العمارة عند العرب قبل الإسلام بالطابع الشخصي أكثر بكثير من الطابع الملكي المركزي، فتكثر البقايا العمرانية التي تعود لأفراد عاديين كبقايا البيوت في المستوطنات القديمة بينما تقل آثار الدول من معابد كبيرة ومسارح وغيرها بشكل واضح، بنيت معظم المساكن والمنشآت باللبن فوق أسس من الحجر، لذلك تم الكشف عن اسس العديد من المستوطنات، وكان فن العمارة قد ازدهر بشكل خاص في جنوب وشمال غرب الجزيرة العربية.
الفنون
الموسيقى والغناء
مشهد موسيقي من العهد القتباني.
الأدوات المستخدمة:
1.الطنبور.
2.العود، أنواعه:
المزهر وهو ذو تجويف جلدي.
الكران.
البربط (ويعني صدر البطة).
الموتر.
3. الجنك وهو يشبه القانون.
4. المعزفة وهي نوع من أنواع القانون.
5.المربع وهو غالبا القيثار المربع ذو التجويف المنبسط.
الرسم والفسيفساء
أشكال هندسية مرسومة على جدار معبد "الحقة"، اليمن.
عثر الباحثون على رسومات ومخربشات حجرية منذ زمن ما قبل التاريخ في عدة مواضع من شبه الجزيرة العربية; تعكس تلك الرسومات مشاهد صيد وقتال أو تصوير لأشجار وحيوانات. يذكر ان المناذرة كانوا يستخدمون الرسومات في قصورهم وفي كنائسهم في الحيرة، وبالرغم من هدم قصور الحيرة لاستخدام موادها من اخشاب وأعمدة وطابوق لإعمار الكوفة الإسلامية إلا ان الحفريات في بداية القرن العشرين كشفت عن أساسات جدران مطلية بالجص عليها رسومات نباتية، كما عثر على رسومات في قرية الفاو عاصمة كندة، وفي البتراء وبصرى، وفي "قصر شقر الملكي" في شبوة. أزدهر فن الفسيفساء في مملكة الأنباط واستمر ازدهاره حتى العصور المسيحية، وهناك عدد كبير من اللوحات الفسيفسائية صنعها سكان تلك المناطق لا سيما في أم الرصاص وجرش والنتل ومادبا، وهناك لوحات فسيفسائية ترجع لزمن الغساسنة منها فسيفساء كنيسة "سرجيوس" في النتل، يذكر الإخباريون وجود لوحات من الفسيفساء في كنائس المناذرة في الحيرة، لكن لم يبق منها أثر، أما في جنوب الجزيرة العربية ليس هناك إلا مثالين للوحات فسيفسائية بها أشكال هندسية وترجع لزمن القتبانيين.
الحالة السياسية
الإمبراطورية التدمرية (باللون الأصفر).
العلاقات البينية للممالك والشعوب العربية القديمة متعددة وتشتمل على العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية، في مجال العلاقات السياسية لممالك جنوب الجزيرة العربية نجد أن هذه الممالك تحاربت وتوحدت مرارا عبر التاريخ كما ارسلت بعثاتها فيما بينها وإلى العرب الشماليين، من ذلك حضور ممثلي مملكة سبأ تتويج العزيلط ملك مملكة حضرموت، ونجد أن العزيلط في وقت لاحق قد استقبل وفودا من تدمر ومن قريش، وكذلك قيام حرب بين قوات ملك كرب يعفر ملك حمير من طرف وقوات المنذر بن امرئ القيس ملك المناذرة والثائرين معه في الطرف آخر والتي حدثت في "مأسل الجمح" عام (516م)، وللحميريين حملات أخرى في شبه الجزيرة العربية منها حملتهم (360م) على يبرين (شرق الجزيرة العربية) وجو (تسمى اليمامة الآن شمال شرق الجزيرة العربية) والخرج (وسط الجزيرة العربية) حيث اشتبك الحميريون من من ضمن من اشتبكوا معهم مع قبائل معروفة هي إياد ومعد وعبد القيس ومراد وكانت هزيمة القبيلتين الأخيرتين في "سيان" شمال شرق مكة بين أرض نزار وأرض غسان بحسب النقش، ونجد زيارة أبو كرب اسعد لديار معد بمناسبة تنصيب مسؤولين لقبيلتهم، ونجد نقش نفس الملكين في "مأسل" كذكرى لمرورهم في تلك الأراضي مصطحبين معهم أعيان دولتهم، وكذلك بعثة شمر يرعش إلى مالك ملك الأزد التي أكملت طريقها إلى المدائن وسلوقية.
قبيل الإسلام انهارت ثلاث دول عربية قديمة هي مملكة حمير (525 م) ومملكة الغساسنة (583 م) ومملكة المناذرة (609 م) وكانت كل واحدة منهم فيما سبق تؤلف دولة تحكم أراضيها وتمد سيطرتها على مناطق أخرى بواسطة قبائل تحكمها تلك الحكومات بشكل مباشر ويكون استتباع هذه القبائل هو بتبادل المصالح فتوفر الدول المال للقبائل للحفاظ على طرق شبكة التجارة العربية والتي كانت الشريان الأساسي لاقتصاد الجزيرة العربية من قطاع الطرق سواءا بواسطة الصعاليك الخلعاء أو حتى بواسطة القبائل الأخرى والتي لم تكن تنظر لهذا العمل على أنه جريمة بل فخر حيث يحصل قاطع الطريق على المال لأهله وعشيرته من قوم لاتربطه بهم صلة دم أو دين. وتشترك القبائل المحكومة من قبل تلك الدول مع هذه الدول في حروبها وفي المقابل توفر هذه الدولة الحماية للقبائل فتعلن الحرب على من يتهجم ويتحرش بهذه القبائل، فكان سقوط هذه الدول القوية قبيل قبيل البعثة إيذانا بحالة من عدم الاستقرار والحروب بين تلك القبائل التي لاتجد غير العنف لفرض هيبتها حيث لو أحس الآخرون ضعفا استخفوا بها وهاجموها حيث ترسخت هذه المعطيات السياسية فيما بعد على شكل قيم متوارثة فيقول الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى:
ومن لا يذد عن حوضه بسلاحه يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم
طبيعة الحكم داخل مجتمعات كمكة هو النظام العشائري، حيث يتشارك أعيان تلك العشائر القوية في تلك المدينة بالحكم عبر النقاش، وفي حالة مكة فإن هناك مجلس هو دار الندوة يلتقي فيه الأعيان ويناقشون الأمور الداخلية مثل فض المنازعات بين الأفراد والأمور الخارجية مثل الحروب وعقد الأحلاف وتنظيم التجارة.
المصدر :وكيبيديا