سيرة حياة الشاعر
الشريف الرضي
بسم الله الرحمــن الرحيـــم
الشّريف الرّضيّ :
هو أبو الحسن محمّد بن الحسين الّذي يتّصل نسبه بالإمام الكاظم عليه السّلام. وهو حسينيّ من جهة الأب والأمّ معاً، ينحدر من البيت العلويّ، ولعلّه من هنا عُرف بذي الحَسَبين. وهو أخو الشّريف المرتضى، وكلاهما من أعلام الشّيعة البارزين.
وُلد ببغداد سنة (359هـ)، وكانت وفاته ببغداد أيضاً يوم الأحد السّادس من المحرّم سنة
(406هـ). واشترك فخر الملك الوزير وجميع الأعاظم والقضاة في تشييع جثمانه. ثمّ دُفن ببيته في مسجد الأنباريّين الواقع في الكرخ (القسم الغربيّ من بغداد)، ونقل بعد ذلك إلى مدينة كربلاء ودفن إلى جانب قبر أبيه.
وعلى الرغم من اتّفاق المؤرّخين على تاريخ ولادته، بَيْد أنّهم يختلفون في تاريخ وفاته؛ فمضافاً إلى التاريخ المذكور هناك تواريخ أخرى. منها سنة (404هـ)، كما ذهب الأفنديّ إليها في كتاب (رياض العلماء). ومنها سنة (403هـ)، كما ذكرها ابن خلّكان في «وفيات الأعيان». واختار ابن أبي الحديد ما اختاره الأفنديّ. أمّا الشّيخ عبّاس القمّيّ فقد رجحّ سنة (406هـ)، كما جاء في «سفينة البحار» و «الكنى والألقاب».
العالم الأديب:
كان الشّريف الرّضيّ شاعراً متألّقاً وأديباً فذّاً إلى جانب ما كان له من خطٍّ وافر في العلوم الإسلاميّة. وتدلّ كتبه الموجودة على منزلته العلميّة الرّفيعة. وقد أنشأ ببغداد مركزاً علميّاً عُرف بـ«دار العلم»، ووقف أمواله جميعها على الباحثين والمحقّقين فيه. وحسبه شهرة وبروزاً أنّه كان صاحب مدرسة علميّة وتلاميذ مشهورين في العصر الزّاهر للعلوم الإسلاميّة، أيّ: عصر الشّيخ المفيد، والشّريف المرتضى.
وكانت دار العلم هذه ثاني مركز علميّ كبير تبلور ببغداد بعد «بيت الحكمة» الّتي تأسّست في عصر هارون الرشيد. ويرى المعنيّون أنّ الشّريف كان في الشعر من المبرّزين في عصره وما سبقه وما تلاه، وقلّما بلغ شاعر شأوه. من هنا عدّه بعض المؤرّخين أشعر قريش. واتّسم شعره بالبلاغة، وعذوبة اللفظ، وقوّة المعنى واستقامته. وفي الوقت الّذي كان غزيراً جمّاً لم يُنقص ذلك شيئاً من عمقه واستقامة معانيه.
أساتذة الشّريف الرّضيّ:
تتلمذ الشّريف الرّضيّ على رجال كبار في الأدب، والفقه، والحديث، وعلم الكلام، وجلس في حلقات دروسهم مستفيداً فأفادوه، ومنهم:
الشّيخ المفيد المعروف بابن المعلّم، والقاضي عبدالجبّار المعتزليّ الّذي قرأ عليه الشّريف كتابيه: «شرح الأصول الخمسة»، و «العمدة»، والشّيخ أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطّبريّ، وهو أستاذه في القرآن. ومحمّد بن موسى الخوارزميّ في الفقه، وأبو جعفر عمر بن إبراهيم الكنانيّ، الّذي نقل الشّريف عنه الحديث. وأبو الحسن عليّ بن عيسى الرمّانيّ الّذي تعلّم عنده النّحو والعروض والقافية. وابن نُباتة، وعثمان بن جنّي، وأبو سعيد حسن بن عبدالله بن مَرزُبان السّيرافيّ، وهارون بن موسى التلْعكبريّ، وأبو عليّ الفارسيّ.
تلامذته:
تعلّم عنده أيضاً عدد من البارزين في العلم والأدب، منهم:
أبو بكر أحمد بن الحسين النيسابوريّ، وأحمد بن عليّ (ابن قُدامة)، ومحمّد بن أبي نصر العكبريّ، وأبو الحسن مِهْيار بن مَرزوَيْه الدَّيلميّ، وأبو عبدالله محمّد بن عليّ الحُلْوانيّ، وأبو الأعزّ محمّد بن همام.
نتاجاته العلميّة:
ألّف الشّريف الرّضيّ آثاراً علميّة وأدبيّة جمّةً، منها:
ـ أخبار قضاة بغداد.
ـ تلخيص البيان عن مَجازات القرآن.
ـ حقائق التّأويل في متشابه التنزيل.
ـ الرّسائل.
ـ الزّيادات في شعر ابن الحجّاج.
ـ الزّيادات في شعر أبي تمّام.
ـ كتاب ما دار بينه وبين أبي إسحاق الصّابي.
ـ مختار شعر أبي إسحاق الصّابي.
ـ منتخب شعر ابن الحجّاج.
ـ طيف الخيال. ونسبه البعض إلى الشّريف المرتضى.
ـ سيرة أبي طاهر. ويدور حول حياة أبيه.
ـ تعليقة على كتاب «الإيضاح» لأبي عليّ الفارسيّ.
ـ انشراح الصدر في مختارات من الشّعر.
ـ ديوان شعر.
ـ خصائص الأئمّة عليهم السلام.
ـ معاني القرآن.
ـ مجازات الآثار النّبويّة.
ـ تفسير القرآن.
وأخيراً «نهج البلاغة»، وهو أبرزها.
منقول للامانة