عزيزي شهريار..
إذا كنت كما تدعي أو كما يقولون أنك شهريار الحكاية فأنا شهرزادها...
أيها الملك الذي بنى مجده فوق أجساد النساء، وشهرته في قتلهن بعد ليلة واحدة يقضينها في مخدعك الدامي،
أيها البائس الذي يظن أن رجولته تكمن في فض بكارات العذارى وسفك دمائهن، أيها المتوجس من خيانة إمرأة واحدة أحببتها، لم تسأل نفسك يوماً لماذا خانتك؟ فغرور الرجل الشرقي فيك، وإنك فوق غيرك من الرجال، أعمى بصرك وبصيرتك، حتى صرت ترى المرأة واحدة بأجساد متعددة، ولمتعتك فقط، فأخذت تستبدلهن كل ليلة وكأنك الزمن، أو الليل والنهار أو القضاء والقدر، وصار جسد المرأة مسرح بطولاتك ومرمح صولات رجولتك، وكأن قلبك صحراء يابسة وعقلك لا يرسم إلا صور الإنتقام وسراب الإشباع.
أنا شهرزاد الحكاية... جئت من وجع بنات جنسي وأنينهن لحظة المتعة القصيرة التي منحتهن، المجبولة بصورة الألم الذي ينتظرنه في الفجر، عندما تسيل دمائهن، ويرحلن عن عالمك المجنون وعالمهن. هل سألت نفسك ما ذنب كل واحدة منهن، ولماذا يدفعن ثمن الألم الذي أذاقته لك إحداهن؟؟
يا شهريار العصر، أيها المزهو بما تملك,أتظن أن كل النساء تتشابه أو تتساوى، أم كلهن جواري، خلقن ليسريّن عنك أو لإمتاعك وإشباع رغباتك فقط؟ّ! لا لا ..أنت واهم ومأزوم، فليست جميع النساء جواري ولسن كلهن خائنات..
وها أنا شـهرزاد..
أعلن رفضي لعبوديتك، ولو كنت ملكاً،و أشهر بوجهك نور العقل وإيمان القلب، ولتكن بيننا ألف ليلة وليلة لترى أن إمرأة واحدة تعلمك ان الحب عطاء وأن الكره فناء..وعادة قتل النساء غباء !!
أو كيف تقدر أنثى مكتملة الدوران إذا أحبت أن تنسيك كل النساء..
أنا شـهرزاد.. أملك أبواب الليل ومفاتيح النهار, وأنت شهريار أنت الرجل الذي صنع البدايات وانا من سيرسم نهاية الحكايات...
سأجعلك تحتار كل ليلة وكلما أيقنت أنك ملكتني لا تجد إلا سراب فما انا إلا وهم خيالك وأنت إن ضممتني فلن تمسك يداك إلا حفنة من تراب, وإن أحببتني وأطلقتني سترى أنك تمتلك الأرض والسماء.. فما أنا إلا سحابة وصحراؤك موعودة بالمطر والماء.
الى كل شهريار.... اوجه نداء
احذر فلن تستمر فى نشوة انتصارك المزعوم
الكاذب...الدنىء...الملطخ بدماء الاناث السذج
احذر فقلد افاقت لك احداهن واقسمت على النيل منك