تحكي قصة رجل لديه من الأولاد تسعة ، وعندما أنجبت زوجته لعاشر مرة فاذا هي بنت ، لكنه والعياذ بالله عندما بُشّر بالبنت حزن حزناً شديداً لعدم رغبته بالبنات ، وقال قولته المشهوره : ( يا ليلي الأسود ) .
المهم مرت السنون والأيام وكبر الأب وأصيب بالعمى وتزوج الأبناء الذكور وانشغلوا بحياتهم مع أُسرهم ،وأصحابهم ونسوا أبيهم المريض الضرير ، ما عدا ابنته لم تنساه يوماً ، فقد كانت بارّةً بوالدها ، وتقوم برعايته على أكمل وجه ، وفي يومٍ من الأيام دخلت على أبيها لتعطيه الدواء ، فسألها : من أنتي . فقالت : ( أنا ليلك الأسود يا أبوي ) . فرد عليها نادماً ومتأسفاً على ما بدر منه في حقها : ( ليت الليالي كلها سود )

ولقد أعجبت هذه القصة وتأثر بها احدهم كثيراً ، فكتب هذه الأبيات لتجسد حال هذا الأب .
--------------------
ليت الليالي كلها سود
دام الهنا بسود الليالي
لو الزمان بعمري يعود
لا احبها اول وتالي
ماغيرها يبرني ويعود
ينشد عن سواتي وحالي
والا أبد ماعني منشود
لولاها واعزي لحالي
تسعه رجالٍ كِنهُم فهود
محدٍ تعنى لي وجالي
كن الغلا والبِر مفقود
كلٍ غدا بدنياه سالي
ماغير ريح المسك والعود
بنتي بكل يومٍ قبالي
ماشفت منها نقص ومنقود
تسوى قدر عشرة رجالُ
يارب يامالك يامعبود
تقسم لها الرزق الحلالي
صرت بسبايب ليلي محسود
اثرى الهنا بسود الليالي