بِسمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الله اكبر الله اكبر الله اكبر
اللهم صل على محمد وال محمد

ما من رجل يعين امرأته في بيتها إِلاّ كان له بكل شعرة على بدنه عبادة سنة
أولت الشريعة المقدسة الاسرة اهتماماً خاصاً كونها نواة المجتمع ، وأكدت على لزوم التآلف والتلاحم بين أفراد الأسرة عموماً ، ولزوم التفاهم والتعاون بين الزوجين خصوصاً ، سواء على مستوى التربية أو على مستوى العمل ، فحثت كثير من الروايات على استحباب اعانة الزوجة لزوجها في حياته الأسرية بالصبر على مكاره الدنيا وشغف العيش تارة ، بالمساهمة العمل المنزلي او غيره تارة أخرى .

وبالمقابل أوجبت على الزوج أموراً وجعلتها من حقوق الزوجة كالنفقة والمعاشرة بالحسنى ، وجعلت أموراً من المستحبات وحثت الزوج الى السعي اليها من خلال ترغيبه بالثواب الجزيل ، ومن هذه الأمور هي اعانة الزوج زوجته في أعمال المنزل ، فنذكر هذه الرواية التي تشجع على اعانة الزوج زوجته :


عن علي (عليه السّلام) قال :
« دخل علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفاطمة جالسة عند القِدر وأنا أنقي العدس ، قال :
" يا أبا الحسن "

قلت : لبيك يا رسول الله ، قال (صلى الله عليه وآله):

" اسمع مني - وما أقول إِلاّ من أمر ربي - ما من رجل يعين امرأته في بيتها إِلاّ كان له بكل شعرة على بدنه عبادة سنة ، صيام نهارها وقيام ليلها ، وأعطاه الله تعالى من الثواب مثل ما أعطاه الصابرين داود النبي ويعقوب وعيسى (عليهم السّلام) .


يا علي ، من كان في خدمة العيال في البيت ولم يأنف كتب الله تعالى اسمه في ديوان الشهداء ، وكتب الله له بكل يوم وليلة ثواب الف شهيد ، وكتب له بكل قدم ثواب حجة وعمرة ، وأعطاه الله تعالى بكل عرق في جسده مدينة في الجنة .

يا علي ، ساعة في خدمة العيال خير من عبادة ألف سنة وألف حجة وألف عمرة ، وخير من عتق ألف رقبة وألف غزوة وألف مريض عاده وألف جمعة وألف جنازة وألف جائع يشبعهم وألف عارٍ يكسوهم وألف فرس يوجهها في سبيل الله ، وخير له من ألف دينار يتصدق على المساكين ، وخير له من أن يقرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ، ومن ألف أسير أسر فاعتقهم ، وخير له من الف بُدْنَة يعطي للمساكين ، ولا يخرج من الدنيا حتى يرى مكانه من الجنة .

يا علي ، من لم يأنف من خدمة العيال دخل الجنة بغير حساب .

يا علي ، خدمة العيال كفارة للكبائر ، وتطفىء غضب الرب ، ومهور الحور العين ، وتزيد في الحسنات والدرجات .

يا علي ، لا يخدم العيال إلا صدِّيق أوشهيد ، أورجل يريد الله به خير الدنيا

والأخرة " »