من المشرفين القدامى
رَجُلُ ألمَطَر
تاريخ التسجيل: March-2013
الجنس: ذكر
المشاركات: 7,978 المواضيع: 2,743
صوتيات:
30
سوالف عراقية:
2
مزاجي: متارجح
آخر نشاط: 2/April/2016
الاتصال:
طلبة المدارس الابتداية يتقاتلون بالسلاح الأبيض وصور «رجال الدين» على الكتب تفجر الخلا
جانب من مشهد تمثيلي في احدى المدارس الابتدائية لتحفيز التلاميذ على نبذ العنف
بغداد – مصطفى ناصر
أطفال يقاتلون بعضهم بالسكاكين، ويخوضون حروباً صغيرة ومميتة، في تقليد لمسلحي الميليشيات الكبار، في العاصمة بغداد.. هذا ما يكشفه مختصون في وزارة التربية، ويحذرون من "عالم يسوده العنف، وتتحكم به حبوب الهلوسة".
ويؤكد المشرف التربوي صالح جبر أن "التحول السلبي في سلوك الاطفال في العراق طبيعي نتيجة الوضع الامني في البلاد"، لكنه استدرك بالقول "من غير الطبيعي أن تتكون نزعة مخيفة للعنف لدى الاطفال، والتي تحمل طابعاً إجرامياً كما عند البالغين".
وبين جبر، الذي عمل في مدارس مدينة الصدر وشارع فلسطين والبلديات، وجميعها مدارس حكومية، في تصريح لـ "العالم"، أن عنف الاطفال في تلك المناطق "لا يحكى ولا يطاق".
واضاف أن "أطفالاً في بعض مناطق بغداد، في الصف الرابع من المرحلة الابتدائية، يتعاطون حبوب الهلوسة".
وتابع "بعض الطلاب يحملون سكاكين ويمارسون ابشع انواع العنف ضد اقرانهم، فيما تحولت لعبتهم المفضلة الى حملات وغزوات كالتي يمارسها كبار المسلحين".
واوضح جبر أن "ما وصل اليه سلوك التلاميذ حاليا امر في غاية الخطورة، وسيصل العراق الى ما يشبه مجتمعات اميركا اللاتينية، لانهم يشكلون عصابات سطو وسرقة وهم في هذا السن الصغير، ويمارسون حروبا ومعارك بالسلاح الابيض وهم في عمر الورود، وبعضهم لا يمارس كرة القدم كما كان في السابق".
واعتبر أن "سلوكيات العنف تؤثر على الطلاب المجتهدين الاذكياء ممن تعذر على ذويهم ارسالهم إلى مدارس أهلية".
واشار المشرف التربوي الى أن "وزارة التربية لا تكترث لما يدور من حالات غريبة في المدارس".
من جانبه، لفت حازم يعقوب، وهو مرشد تربوي في احدى مدارس منطقة الرحمانية، الى أن "نزعة العنف ناتجة عن البيئة في المنزل الذي يعيش فيه الطالب".
واضاف "اكتشفت حالات عنف مختلفة يمارسها التلاميذ بحق اقرانهم في المدرسة، من خلال الضرب والعنف بقلم حاد او آلة حادة مثل السكين".
وتابع "من خلال استجوابي للعشرات منهم اتضح انهم يفضلون افلام الأكشن وحمل السلاح".
واكد، في تصريح لـ"العالم"، ان "هناك حالات عنف جسدي يتم ممارستها داخل المدرسة تصل إلى الشذوذ الجنسي باستعمال العنف"، مشيرا الى أن مثل هذه الحالات "انتشرت بشكل مريع، من خلال التهديد والترهيب".
ورأى يعقوب أن "هذا الامر اخطر سلوك عنيف يتبعه التلاميذ وسببه عدم مبالاة العائلات لسلوك اطفالهم الاخلاقي او الانضباط الصفي وهم يعلمون ان أبناءهم سيئو السلوك".
واشار يعقوب إلى ان "التعنيف من قبل الاهل ينعكس على التلميذ، الذي يحاول ان يفجر كبته بتعنيف الأطفال الاخرين".
وقال "سجلنا حالات خنق تمت من قبل البعض، والضحايا هم اطفال صغار في الثاني او الثالث الابتدائي وصلت حالة الخنق الى حد الاغماء عليهم".
إلى ذلك، أشار يعقوب إلى "تسجيل عشرات الحالات لمرض اضطراب السلوك وهو مرض ينتج بشكل تراكمي، بسبب حالة الفوضى"، مؤكداً ان العائلة "لا يمكنها أن تكتشف المرض حتى يصل الطفل الى حالة اللاشعور بالأمور الاجرامية، بحيث يمكنه ان يقتل من دون تحكم لأنه فقد حالة الخوف من الجريمة وابتعد عن المنظومة الاخلاقية، وهذا سببه الوضع الامني المضطرب للبلد".
وزاد أن "بيئة المكان وبيئة الاسرة اضافة الى وسائل الاعلام والانترنت التي تبث صور ومشاهد العنف من اهم مركبات هذا المرض (اضطراب السلوك)".
واضاف أن "بعض سلوكيات المعلمين تؤثر على تطور نزعة العنف، ففي مدارس البنات هناك مدرسة تستعمل الفاظاً نابية مع تلميذاتها، ما ولد عندهن أثراً نفسياً يسبب كره الطالبات لمادة هذه المعلمة".
في شأن اخر، كشف المشرف عن "قتال" نادر بين طلاب مدرسة في منطقة الرحمانية.
وقال "هناك مجموعتان تقاتلوا لان ذويهم يناصرون جهات سياسية معينة، وسالت دماؤهم في المدرسة بسبب الضرب المبرح لبعضهم وهذا يعود الى طبيعة النفوذ الحزبي في المدارس".
وبين ان "الطلبة يلصقون صور بعض الشخصيات الدينية والسياسية على كتبهم وهذا يثير حفيظة طلاب اخرين وتندلع معارك في بعض الاحيان، ولا يمكن للمدرسة منع الصاق بعض الصور".
ومن مشاهد العنف في المدارس التي سجلها المشرفون هي ارتداء احزمة منقوش عليها اشكال اسلحة مسدس او بي كي سي او رمانات يدوية وطلق ودخان وحرف لا، وساعة على شكل جمجمة وما شابه.
واضاف ان "التربية لا تهتم للطلبة الايتام، فهم ضحية الاهمال، وبالنتيجة اما التسرب من المدارس او اللجوء الى العنف والتأثير على الطلبة الاخرين. سنويا يتم ارسال احصائية الى التربية لكن الوزارة لا تأبه للموضوع".
واشار الى انه "من اصل 450 طالبا يصل عدد الايتام سنويا في مدرستي الى 60 طالبا يتيما، واليتيم عادة يكون سلوكه مختلفاً عن سلوك باقي أقرانه".
وعن نوعية المعلمين في المدراس قال "بعض المعلمين القدماء من خريجي المتوسطة ودخلوا السلك التعليمي بعد ان دخلوا دورة المعلمين في تسعينيات القرن الماضي بحاجة الى تأهيل، لان هناك منهاج تفكير التدريس والفرز بين التفكير الايجابي والسلبي، وهذا ما لا تعرفه هذه الشريحة".
وتابع "المعلمون لا يطبقون المعايير اللازمة في التدريس وبعضهم يعطي مادة اكثر من المفترض او اقل، ويتم وضع المدراء بالوساطات وتصبح تكتلات في المدارس على هذا الاساس من خلال المشرفين الذين يوصون بمعاقبة الادارة التي تشهد مدرستها نسبة رسوب كبيرة". واوضح ان "نقابة المعلمين فاشلة وغير مفعلة، اذ يجب ان تقوم بدورها لانتخاب المدير والمعاون لان الانتخابات تأتي بالأكفأ والانسب وليس الحزبي كما يجري الان".
ولفت "لا دور للمرشدين التربويين في المدارس ابدا، اذ ان اغلبهم علاقتهم مع الادارة غير طبيعية".
من جهته قال وكيل وزارة التربية عدنان النجار لـ"العالم" ان "الوزارة لا تمتلك احصائيات عن اعداد الطلاب الايتام".
واضاف "في حال حصول حالات عنف من قبل المعلم ضد الطلاب فيتم تشكيل لجنة ويحال المعلم على التحقيق ويعاقب في حال ثبت ذلك ضده".
وبخصوص العنف في سلوك الطلاب قال النجار ان "هذا مسؤولية الادارة التي تطلع على امور الطلاب ويتم اتخاذ اجراءات، ويمكن عكسه الى التربية بتقرير، لتقوم الوزارة بدورها في دراسة الموضوع او ارسال مشرف تربوي او لجنة للوقوف على مشاهد العنف لدى الطلاب".