التقينا كما العادة في ساحة ماريا العذراء في وسط ميونخ،
طارق صديقي الوحيد من بغداد الذي اعرفه منذ السنين الخمسة التي اعيش فيها في اوروبا،
نحن لسنا بصعاليك، لكن احيانا ما نود ان نسير دون هدى في طرقات المدينة،
اعتقد هروبا من روتين الحياة الى عادة كنا نمارسها في بغداد ايضا، فقد كنا نطرق مسالك الكرادة جوة، جيئة وذهاب دون التفكير في امر معين،
مررنا بأحد دور الازياء الضخمة، وفتشنا بين البلوزات، لم نجد شيئا وخرجنا،
وهذه المرة وقفت في مدخل معرض الكتاب الدائم، وسئلت طارق اذا ما اذن لي ببضع الدقائق،
طارق قال، انا سأتركك قليلا فانت بحاجة الى بعض الوقت بالتأكيد
هذا الشاب متفهم جدا.
في تفتيشي عن شيء لا معين،
مررت عيناي على كتاب باللغة الالمانية عن رحلة اوتا الى البرازيل.
اوتا هي مغنية برلينية شابة، اعشق ارتياد حفلاتها الغنائية.
في هذا المعرض الدائم صالة للجلوس والقرأة
وهناك اخذت مقعدا جانبيا وفتحت الكتاب.
ساعتين مرتا إلى ان اتصل بي طارق هاتفيا وسئلني...
ان كنت اود ان اكمل جولتي معه؟
طبعا كانت اجابتي لا فأنا مشغول بالقرأة
والحقيقة، اني كنت مشغول في التخيل...
وكنت انوي ان ادون خيالاتي
اشعارا
المهم، جائت العاملة في المكتبة
لتنبهني بأن علي مغادرة المعرض فقد حان وقت إغلاق...
في طريقي الى البيت وانا في الترام
اردت كتابة تلك الخواطر
فمددت يدي الى حقيبتي لاتناول قلما ودفتر
لكني حينها ادركت بأني نسيت خاطرتي
للأسف هذا يتكرر كثيرا معي.