~*¤ô§ô¤*~ حوار مع ضمير~*¤ô§ô¤*~
انا وضميري تحاورنا على مائدة كان زادها همي والعناء،
وراح يسألني عن الدنيا وما فيها من شقاء،
فكان أول سؤال له عن النساء،
فأجبته جواب خبير بكل خفايا ذلك الدواء،
***
فقال داءٌ ودوما تبتغيه؟
فقلت الله قد خلق الانسان وهو يدري أن سيأتي يوم يسفك فيه ذلك المخلوق الدماء
ولا يزال يخلق الى ما يشاء،
قال وماذا ترى في الأغنياء؟
قلت العهر والسحت وهم الأقرب مثالا لمصاصي الدماء،
قال والفقراء؟
قلت صنفان،
الأول لصبرهم هم الأقربون الى الله وسكان السماء،
والثاني هم الأرذلون لما يحملونه من فكرٍ نتنٍ من اجل الثراء،
قال ورأيك في العرب؟
قلت أجبن الجبناء،
فبدا مستغربا مني ومن هذا الهجاء،
قلت ماذا تسمي عمومة يقاتلون ابنهم وهو خاتم الأنبياء؟
وماذا تسمي قتل الحسين وذويه بكربلاء؟
قال وما تقول في الوطن؟
قلت الوطن من لا يتركني في العراء،
ومن يكسوني وعيالي في الصيف والشتاء،
ومن لا يمنُّ علي يوما بالعطاء،
ومن لا يفكر إن عارضته ان يقطع عني الماء والهواء،
قال وماذا تقول في الوفاء؟
قلت من لا يحمله وإن كان حيا فهو ميت وفي حالات الفناء،
قال ورأيك في الحب؟
قلت أسفا أصبح اليوم بيعا وشراء،
قال وماذا تحمل للأخوة من مديح وثناء؟
قلت لا خير في رأسي حين لا يكون عند الشدة لأخي فداء،
ولا خير في اخوَّةٍ ليس فيها تسامح وصفاء،
ولا خير في مال أعزه على أخي ويبعثره السفهاء،
ولا خير في عمر أعيشه برخاء وهناء،
وأخي يعيش عيشة الحزن والبلاء،
قال إني أعلم أني قد اثقلت عليك في هذا الهراء،
وقد قلبت عليك المواجع وأرجعتك سنين للوراء،
فلم يبق عندي غير رغبتي بقولك في الغدر والدهاء،
فقلت اعفني لم أعد أقوى على الجواب والعطاء،
وإن الكلمات تناثرت مني كما على الأرض تتناثر الأشياء،
ولكن لا بأس سأجيبك باختصار واستياء،
ان من يغدر ليس انسانا بل من فصيلة اهل العواء،
وإن من يدعي دهاء لعمري هو اغبى الأغبياء،
ويا أيها الضمير عندي إليك ألف رجاء ورجاء،
أن لا تعيد علي مثل هذا الحوار بهذا السخاء،
لأن في قلبي جراحا أتمنى لها يوما من شفاء،
وأتمنى ان لا تبوح بما دار بيننا وتكون من غير الأمناء،
فهل ستوفي بوعدك ام تقول كلام الليل يمحوه النهار؟
منقول