صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 13
الموضوع:

عظم الله اجورنا واجوركم بذكرى شهادة الامام الصادق المسموم عليه افضل الصلاة والسلام

الزوار من محركات البحث: 1651 المشاهدات : 4544 الردود: 12
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    تاريخ التسجيل: March-2013
    الدولة: نيبور
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 16,168 المواضيع: 4,113
    صوتيات: 164 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 6186
    مزاجي: الحمدلله والشكرتمام
    المهنة: موظف حكومي
    أكلتي المفضلة: ارضئ بما قسم الله
    موبايلي: Nokia
    آخر نشاط: 1/September/2021
    الاتصال: إرسال رسالة عبر MSN إلى عماد الحمزاوي
    مقالات المدونة: 18

    عظم الله اجورنا واجوركم بذكرى شهادة الامام الصادق المسموم عليه افضل الصلاة والسلام

    عظم الله لنا ولكم الأجر بذكرى أستشهاد آلأمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام_25 شوال


    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركانه
    السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين

    الســـــــــــــلام عليك يا أبا موسى جعفر بن محمد الصادق
    عظم الله اجورنا واجوركم بذكرى شهادة الامام الصادق المسموم عليه افضل الصلاة والسلام
    نقف بين يَدَي أعتابِ مولانا صاحبِ العصرِ والزمانِ الحجةِ بن الحسن المهدي المنتظر (عجلَ اللهُ فرجه الشريف)
    ونرفعُ إلى مقامِهِ أحرَ التعازي القلبيةِ بهذا المصاب الجلل ذكرى استشهاد الامام جعفر بن محمد الصادق

    وابن فاطمة بنت رسول الله سيدة نساء العالمين وابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)
    وإلى المراجع العظام في مَشارقِ الأرضِ ومَغاربِها وإلى جَميعِ المؤمنينَ وَالمؤمناتِ
    ((ّذكرى استشهآد آلآمآم الصآدق {علية السلآم }))
    نتقدم بأحر التعازي الى مولانا نبي الرحمة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)
    والى أئمة الهدى وأعلام التقى ( عليهم صلوات ربي وسلامه والى مولانا ومنقذنا الإمام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف)وآلى آلاعضآء المنتدى وإلى العالم الإسلامي أجمع والعلماء والمراجع بالذكرى الأليمة والفاجعة العظيمة ذكرى إستشهاد الإمام جعفر بن محمد الصادق {عليه أفضل الصلاة والسلام}


    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج قائم ال محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
    السلام على الصادق المظلوم
    عضم الله لنا ولكم الاجر بااستشهاد الامام الصادق علية السلام


  2. #2
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر


    25 شوال ذكرى شهادة الأمام جعفر الصادق سلام اللهعليه عظم الله لكم الأجر ساداتي وموالي أئمة الهدى ومصابيح الدجى سلام اللهعليكم في وفاة الإمام السادس أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق سلام اللهعليه وعظم الله لك الأجر يا سيدي ومولاي يا رسول الله وعظم الله لك الأجر يا سيدي ومولاي يا أمير المؤمنين(ع) وعظم الله لك الأجر يا سيدتي ومولاتي فاطمةالزهراء(ع) وعظم الله لك الأجر يا سيدي يا أبا صالح (ع)في جدك فلعن الله امة أسست أساس الظلم والجور عليكم أهل البيت(ع)ولعن الله امة قاتلتكم وناصبت لكم العداءوالحرب وأزالتكم عن المراتب التي رتبكم الله فيها وعظم الله لكم الأجر إخواني وأخواتي المؤمنين بهذه المصيبة الجليلة

    كيف نصبو لحياة بعدما قتلو من البس الدين افتخارا
    قتلواصدق من قوق الثرى بذعاف السم في الاحشاء سارا

    صدق الحزن بفقد الصادق فقده اورى شغاف القلب نارا
    لهفي نفسي كيف يخفى قبره وهو حصن وبه الكون استجارا


    نتقدم بأحر التعازي الى مولانا نبي الرحمة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)
    والى أئمة الهدى وأعلام التقى ( عليهم صلوات ربي وسلامه)والى مولانا ومنقذنا الإمام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف)وآلى آلاعضآء وإلى العالم الإسلامي أجمع بالذكرى الأليمة والفاجعة العظيمة ذكرى إستشهاد الإمام جعفر بن محمد الصادق {عليه أفضل الصلاة والسلام}


  3. #3
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر


    نتقدم بأحر آيات العزاء و المواساة لمقام مولانا صاحب العصر و الزمان الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف ارواحنا لمقدمه الفداء ... و الامه الاسلاميه جمعاء ومراجعنا العظام و لجميع المؤمنين و المؤمنات لذكرى استشهاد الامام السادس الامام جعفر الصادق عليه و على آبائه أفضل الصلوات و أتم السلام

    الاسم : الإمام جعفر الصادق ()
    اسم الأب : الإمام محمد الباقر ()
    اسم الأم : فاطمة
    تاريخ الولادة : 17 ربيع الأول سنة 83 للهجرة
    محل الولادة : المدينة
    تاريخ الاستشهاد : 25 شوال سنة 148 للهجرة
    محل الاستشهاد : المدينة
    محل الدفن : المدينة (البقيع)
    ولادته ( )
    وكانت ولادته في المدينة المنوّرة ، في السابع عشر من شهر ربيع الاوّل سنة ثلاث وثمانين من الهجرة ـ على المشهور ـ في عهد عبد الملك بن مروان الخليفة الاموي .
    ولد الامام جعفر بن محمّد () وتربّى وترعرع في ظلال جدّه عليّ بن الحسين ()، وأبيه محمد الباقر() ، وعنه أخذ علوم الشريعة ومعارف الاسلام .
    فالامام الباقر () كان في عصره إمام المسلمين ومرجع الفقهاء والعلماء والمحدِّثين ، وعليه تَتَلْمَذَ وعنه أخذ مئاتٌ مِن مشايخ العلم والحديث ، فقد جعل مسجد المدينة جامعة لبث علوم الشريعة وتفجير ينابيعها ، لذلك شهد له العلماء والفقهاء والمحدِّثون، ودوّنوا شهاداتهم هذه اعترافاً بجليل قدره وعظيم شأنه وغزير علمه .
    نذكر من هذه الشهادات قول سبط ابن الجوزي عن عطاء ، أحد أعلام التابعين .
    وقال فيه ابن سعد :
    « ما رأيتُ العلماءَ عندَ أحد أصغرَ علماً ، منهم في مجلس أبي جعفر الباقر » « كان ثقةً كثيرَ العلم والحديث » .
    فإذا عرفنا مقام الامام الباقر () الّذي تربّى الامام الصّادق () على يده ، وأخذ عنه علومه ومعارفه وعرفنا من خلال دراسة حياة أهل البيت أنّ الامام الباقر () تربّى وأخذ عن أبيه الامام عليّ السجّاد () علوم الشريعة ومعارفها وكيفية العمل بها ، وعرفنا أنّ الامام عليّاً السجّاد () تربّى على يد أبيه الامام الحسين () سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأخذ عنه علومَ الشريعة ومعارفَها وكيفيّةَ العمل بها ، وعرفنا أنّ الامام الحسين تربّى على يد أبيه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب () وأخذ عنه علوم الشريعة ومعارفها وكيفية العمل بها ، وأنّ عليّ بن أبي طالب ()تربّى في حِجرِ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأخذ عنه علوم الشريعة ومعارفها وكيفية العمل بها ، حتّى قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :
    « أنا مدينةُ العلم وعليٌّ بابها ، فمن أرادَ العلمَ فليأتِ الباب » .

    وهو الّذي وصفته زوجة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عائشة ، فقالت :
    « أما إنّه أعلمُ الناس بالسنّة » ـ أخرجه أبو عمر ـ .
    فإذا عرفنا كل ذلك ، اكتملت في أذهاننا حلقات هذه السلسلة للبيت النبوي الشريف ، وعرفنا أنّ أهل البيت قد اكتسبوا العلم ابناً عن أب عن جدٍّ عن جدّهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنّهم عاشوا في إطار حياة عائلية متوارثة العلمَ والايمانَ والاخلاقَ، واستطعنا أن نكتشف عدّة حقائق أساسية هي :
    1 ـ الثقة المطلقة بما صدر عن أئمّة آل البيت من حديث ومعتقد وتشريع وتفسير وفلسفة ... إلخ .
    وقد أوضح الامام الصّادق () هذه الحقيقة بقوله :
    « حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدّي ، وحديث جدّي حديث عليّ ابن أبي طالب ، وحديث عليّ حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) » .
    2 ـ إنّ حياتهم بما أنّها حلقات متواصلة مترابطة متفاعلة ، لا فاصلة فيها ولا غريب مجهول يخترق امتدادها ، حتّى تتصل برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فهي تشكل مدرسة ، وتجربة حيّة يتجسّدُ فيها الاسلامُ وتُطبَّق فيها أحكامُهُ وتُحفظُ مبادِئُهُ ، وكلّ ذلك يؤكِّد لنا الثِّقةَ بصفاءِ المصدرِ ونَقاءِ العَطاءِ وأصالةِ ما صدر عن آل البيت (عليهم السلام) .
    وإذا عرفنا كلّ ذلك ، استطعنا أن نعرف الاجواء والبيئة والمدرسة العلمية الّتي نشأ فيها ، وأخذ عنها الامام جعفر الصّادق () ، فنعرف أنّ حياته وعطاءه الّذي أفاضه على دنيا المسلمين من الحديث والتفسير ومعارف العقيدة والتوحيد ، وسائر علوم الشريعة ، إنّما هي النقلُ الامينُ والامتدادُ النزيهُ لمعارف النبوّة ونقاء الشريعة وأصالة المصدر .


    ومن هنا نكتشفُ مقام الامام الصّادق () ، ومكانتَهُ الشرعيةَ ، ونعرفُ القيمةَ الشرعية لما صدر عنه () ، وسبب تبوُّئه مركز الامامة بعد أبيه محمّد الباقر () ، وتحمّل أعباء الامانة الشرعية طيلة حياته الشريفة

  4. #4
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    {{الحكّام المعاصرون}}
    عاصر الإمام جعفر الصادق {سلام الله} عليه حكومتين ، فشهد نهاية الحكومة الأُمويّة وتلاشيها ، وبداية الحكومة العبّاسيّة واستحكام سيطرتها . وكان حكّام زمانه هم :
    أ ـ من بني أُميّة :
    1. عبد الملك بن مروان ( 65 ـ 86 هجريّة )
    2. الوليد بن عبد الملك ( 86 ـ 96 هجريّة )
    3. سليمان بن عبد الملك ( 96 ـ 99 هجريّة )
    4. عمر بن عبد العزيز ( 99 ـ 101 هجريّة )
    5. يزيد بن عبد الملك ( 101 ـ 105 هجريّة )
    6. هشام بن عبد الملك ( 105 ـ 125 هجريّة )
    وهو الذي دسّ السمّ للإمام الباقر {عليه السّلام} .. قيل : بواسطة إبراهيم بن الوليد . فكان أن بدأت إمامة الصادق {عليه السّلام} في بقية مُلك هشام
    7. الوليد بن يزيد بن عبد الملك ( 125 ـ 126 هجريّة )
    8. يزيد بن الوليد بن عبد الملك، ( 126 ـ 126 هجريّة )
    9. إبراهيم بن الوليد
    10. وأخيراً : مروان بن محمد ، (126 ـ 132 هجريّة)
    ب ـ من بني العبّاس :
    1. عبد الله بن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب، الملقَّب بـ « أبي العباس السفّاح » ( 132 ـ 136 هجريّة )
    2. ثمّ ملك أخو السفّاح : عبد الله أبو جعفر المنصور الدَّوانيقيّ (136 ـ 158 هجريّة)
    وقد جمع هذا إلى حقده على أئمّة أهل البيت {عليهم السّلام }كثرة الشك والريبة على حكمه من الآخرين ، إضافةً إلى ولعه بالدماء ، لا سيّما الدماء العلَويّة
    {{ما قبل الإمامة}}
    باسمه تعالى
    بعد ثلاث وعشرين سنةً من واقعة كربلاء ، رزق أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وليداً ذكراً أسموه جعفر، وأبوه هو الإمام محمد الباقر ()، أمّا أمه فهي السيدة فاطمة. وجده هو الإمام زين العابدين ()، وهو كما نعرف، الرجل الوحيد الذي بقي من أهل البيت على قيد الحياة بعد فاجعة كربلاء.
    عاش جعفر مع أبيه وإلى جانب جدّه زين العابدين، وحين بلغ الثالثة عشرة من عمره، توفّي جدّه العظيم بعد حياةٍ مليئةٍ بالتقوى والعمل الصالح .
    نشأ الإمام جعفر الصادق () نشأةً صالحةً في بيت طاهر، تلّقى فيه أصول الصدق والإيمان، وقد لقّب فيما بعد بـ «الصادق»، أي الذي يقول الحقّ والصدق دائماً ، وصار يعرف بـ « جعفر الصادق » . في تلك الأيام كان عبد الملك بن مروان حاكماً في بلاد المسلمين ، وكان ممثله يدعى الحجاج بن يوسف ، وهو رجل قاسي القلب عديم الرحمة ، أنزل أشدّ العذاب والأذى بأصحاب وأهل أميرالمؤمنين عليّ { }، فكان يلقي بهم في السجون ، وينكّل بهم ، وكان بيت الإمام زين العابدين () موضوعاً تحت مراقبة شديدة ، وقد حظر على الجميع أن يقربوا هذا البيت الكريم ، وفي الوقت الذي كان فيه أعداء آل البيت أحراراً يقولون ما شاءوا ، فقد حرم أهل بيت الرسول من هذه الحرّيّة .
    وبعد موت عبد الملك بن مروان استلم الحكم ابنه الوليد ، وكان هذا أشدّ من أبيه ظلماً وجرأةً على آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، كما كان يجهر بعدائه للإسلام وأحكامه ، لكنّ حكمه لم يطل كثيراً ، فتسلّمه من بعده عمر بن عبد العزيز .
    كان الإمام الصادق {} ، في تلك الفترة من الزمن قد تجاوز أيّام شبابه ، وكان أبوه الباقر {} إماماً وقائداً للأمّة . وفي عهد عمر بن عبد العزيز لقي أهل البيت (عليهم السلام) معاملةً أفضل من السابق ، واستعادوا شيئاً من حرّيّتهم ، وصار بمقدور الإمام الباقر { }أن يجلس إلى الناس ، يحدّثهم ويعلّمهم أحكام الإسلام والقرآن الكريم ، إلى جانب علوم أخرى كثيرةٍ . لكنّ حكم عمر بن عبد العزيز كان قصيراً جدّاً . وخلفه في الحكم هشام بن عبد الملك .
    كان هشام رجلاً شديداً وقاسياً ، لا يكتم بغضه لأهل البيت (عليهم السلام) ، وقد عانى الإمام الباقر () كثيراً من شدة هشام ، لكنّ قسوته - على أي حالٍ - لم تصل إلى درجة أسلافه . ويذكر أنّ هشاماً استدعى الإمام الباقر ( عليه السلام ) مرّةً، وطلب منه أن يسأله حاجةً يقضيها له ، لكنّ الإمام طلب منه أن يدعه ليرجع إلى أهله في المدينة ، ليتابع عمله في الوعظ والإرشاد . فوافق هشام ، وعاد الإمام () إلى المدينة ، كما عاد إلى دروسه ومجالسه في مسجد جدّه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) . وقد اجتمع حوله خلق كثير من طلاب العلم ، والتحق بدروسه الشباب والشيوخ ، ومنذ ذلك الحين ، أصبحت عائلة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) موضع اهتمام كبير من الناس ، وكان الباقر () على درايةٍ بعلومٍ كثيرةٍ ، يتلقّاها عنه تلاميذه فينتشرون في كلّ اتّجاه نحو المدن والقرى ، يجلسون إلى الناس ويعلمونهم ما تعلموه من الإمام () ، حتى انتشرت أحكام الإسلام وعلومه ومعارفه انتشاراً كبيراً .
    شعر أعوان هشام بالخطر الذي تشكّله مجالس الإمام في توعية الناس ، وكشف الحقائق أمامهم ، ولكن لم يكن بمقدورهم عمل شيءٍ ، لأنّ حكم بني أميّة كان قد بدأ يتّجه نحو الضعف ، وصار الناس في كل مكانٍ يجابهون عمّال هشامٍ ويتمردون على أوامرهم ، وهكذا تمكّن الإمام () من الاستمرار في دروسه ، كما استمرّ تلاميذه بالازدياد والانتشار

  5. #5
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    {{مكانته ومقامه الاجتماعي}} :
    لم يحتلْ أحدٌ المكانةَ المرموقةَ والمقامَ السّامي في عصرِ الامـام جعـفر بن محمّـد الصّادق () كالمكانة الّتي احتلّها هو .فقد كان له موضع خاص ومقام فريد في نفوس كل الّذين عاصروه . فعامّة المسلمين وجمهورهم كان يرى جعفر بن محمّد () سليلَ بيت النبوّة ، وعميدَ أهل البيت (عليهم السلام)، ورمزَ المعارضة للظلم والطغيان الاموي والعباسي ، وأنّ حبَّهُ والولاءَ له فرضٌ على كل مسلم يؤمن بالحبّ والولاء لاهل البيت (عليهم السلام) .

    كما كان أهل العلم والصلاح يرون فيه إماماً وعالماً وأستاذاً فذّاً ، وكذلك رجال الحكم والسياسة وقادة الجمهور ـ خصوصاً في بداية الثورة العباسية ضدّ الامويين ـ لم يكونوا ليجهلوا الامام ولم يَعْدوه ، فقد كانوا يَرَوْنَ فيه الشخصية الاجتماعية المرموقة ، والقوّة السياسية الفعّالة ، والقطبَ القيادِيَّ الّذي لا يمكن تجاهِلُهُ ، وتلك حقائقُ ليس بوسعِ أحد أن ينكرها أو يقلّل من شأنها .
    فدراسة الفترة التاريخية الّتي عايشها الامام الصّـادق () ، وتحليل الاحداث ، وفحص المواقف والتصريحات والشهادات والمراسلات والحوار ، واتّجاه الرأي العام ، ليؤكِّد مقام الامام الاجتماعي ومكانته السياسية بين أحبّائه وخصومه .
    ففي حياة الامام الصّادق ( )، وفي أواخر الحكم الاموي ازداد ظلم الامويين واشتدّ إرهابُهُم وتعاظمت نقمةُ الاُمّة عليهم ، وكان طبيعياً ـ كما يشهد تاريخ الثورات ضدّ العباسيين والامويين ـ أن يكون آلُ البيت (عليهم السلام) هم الطليعة والقيادة والشعار المحبوب لدى جماهير الاُمّة ، لذا بدأت الحركة ضدّ الحكم الاموي باسم آل البيت (عليهم السلام) ، وأعلن دُعاتُها أنّهم يَدْعونَ لعودَةِ الخلافة والامامة لاصحابها الشرعيين ، وهم آل البيت النبويّ الكريم (عليهم السلام) ، وأنّهم يَدعونَ إلى الرضى من آل محمّد (عليهم السلام) ، أي إلى مَن هو أهلٌ للامامة والخلافة من ذرّية فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ومع ذلك فإنّنا نشهد مع شدّة هذا الصراع ، وتوتّر الاحداث ، وحِدّة المنافسة بُعْدَ الامام الصّادق () عن هذه المعركة ، وانسحابه من المواجهة المكشـوفة ، لأنّه يعرف النتـائج الّتي ستنتهي إليها الاحداثُ ، فهو يعرفُ أنّ الشعارات زائفة ، والدعوةَ مُبطّنة ، وأنّ أهل البيت () سيكونون هم الضحيّة ، وقد كان صادقَ العلم ، محيطاً بأحداث عصره ، لذا حذّرَ العلويين مِن الاندفاع خلفَ الشعارات والانخداع بها .
    وصدقَ الامامُ () ، فقد وقعَ ما أخبرَ ، وحدَثَ ما كان يحذِّر منه ، ومع هذا الابتعاد نجد التيّار السياسي ينجذب إليه ، والانظار تتجه نحوه ، فلم يكن بوسع أحد من كبار القادة أن يجهلَ موقِعَه أو يهملَ مركزَهُ، لذا كان كلُّ واحد منهم يُدخِلُهُ في حسابه ويقدِّر دوره وأثره

  6. #6
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    {{عبادته}}
    وما عسى أن نتحدث عمن عباداته موفورة وأوراده متواصلة ، يقسم ساعاته في الليل والنهار على أنواع الطاعات حتى أقر من لم يعتقد إمامته بأنه (سلام الله عليه) من أكابر الزهاد الذين يخشون الله عز وجل ، ولا بدع إذا كان أبو عبد الله الصادق أفضل الناس عبادةً وزهادةً وورعاً ، فإن عبادة عبدٍ مولاه على قدر علمه ومعرفته به سبحانه (إنما يخشى الله من عباده العلماء) .
    • قال كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي : أبو عبد الله جعفر الصادق بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) ، وهو من عظماء أهل البيت وساداتهم (عليهم السلام) ، ذو علوم جمة ، وعبادة موفورة ، وأوراد متواصلة ، وزهادة بينة ، وتلاوة كثيرة ، يتتبع معاني القرآن الكريم ويستخرج من بحره جواهره ويستفتح عجائبه ، ويقسم أوقاته على أنواع الطاعات بحيث يحاسب عليها نفسه ، رؤيته تذكر الآخرة ، واستماع كلامه يزهد في الدنيا والإقتداء به يورث الجنة ، نور قسماته شاهد أنه من سلالة النبوة ، وطهارة أفعاله تصدع بأنه من ذرية الرسالة .
    وقد روي أن مولانا الصادق () كان يتلو القرآن في صلاته ، فغشي عليه فلما أفاق سئل : ما الذي أوجب ما انتهت حاله إليه ؟ فقال ما معناه : ما زلت أكرر آيات القرآن حتى بلغت إلى حال كأنني سمعتها مشافهة ممن أنزلها .
    • قال منصور الصيقل : حججت فمررت بالمدينة فأتيت قبر رسول
    الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فسلمت عليه ، ثم التفت ، فإذا أنا بأبي عبد الله () ساجداً فجلست حتى مللت ، ثم قلت : لأسبحنّ ما دام ساجداً فقلت : سبحان ربي وبحمده ، أستغفر ربي وأتوب إليه ثلاثمائة مرة ونيفاً وستين مرة ، فرفع رأسه ثم نهض فاتبعته وأنا أقول في نفسي : إن أذن لي فدخلت عليه ، ثم قلت له : جعلت فداك أنتم تصنعون هكذا !! فكيف ينبغي لنا أن نصنع ؟ فلمّا أن وقفت على الباب خرج إلي مصادف فقال : ادخل يا منصور ، فدخلت فقال لي مبتدئاً ، يا منصور إن أكثرتم أو قللتم فوالله ما يقبل إلا منكم .
    • قال أبان بن تغلب : كنت مع أبي عبد
    الله () مزاملة فيما بين مكة والمدينة فلما انتهى إلى الحرم نزل واغتسل وأخذ نعليه بيديه ، ثم دخل الحرم حافياً فصنعت مثل ما صنع ، فقال : يا أبان من صنع مثل ما رأيتني صنعت تواضعاً لله محى الله عنه مائة ألف سيئة وكتب له مائة ألف حسنة وبنى الله عز وجل له مائة ألف درجة وقضى له مائة ألف حاجة .
    {{جامعة أهل البيت (عليهم السلام)}}
    توفّي الإمام الباقر () سنة 114 للهجرة ، بعد أن أوصى بالإمامة لابنه جعفر الصادق () ، وقد ازداد خوف هشام بن عبد الملك من الإمام الصادق () عن ذي قبل ، لأنّه انصرف إلى متابعة أعمال أبيه ، بهمّة ونشاط شابٍّ في الحادية والثلاثين ، ممتلئ نشاطاً وحيوية ، فاهتمّ بجامعة أهل البيت ، التي أسّسها أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب () ، ورعاها من بعده أبناؤه الأطهار ، وخاصة أبوه الإمام الباقر{ عليهم جميعاً أزكى السلام} ، وشملت نشاطات هذه الجامعة كافة العلوم والمعارف ، وكان لها دور كبير في صون الإسلام من الانحراف والتشويه ، ونشر تعاليمه وأحكامه .
    بعد موت هشام سنة 125 للهجرة ، ازداد ضعف الحكم الأمويّ ، وقامت في ذلك الوقت جماعتان تناهضان الحكم و تطالبان بالخلافة ، والتحق بهما كل المعارضين للحكم .
    كانت إحدى هاتين الجماعتين بقيادة أحد أبناء الإمام الحسين () ، أمّا الثانية فكانت بقيادة أحد أبناء العباس ، عمّ الرسول (صلى الله عليه وأله وسلم) ، قامت تطالب بالثأر لدماء الشهداء ، وادّعت الولاء لآل بيت الرسول (صلى الله عليه وأله وسلم) .
    كان كلّ هذا يجري في وقت انصرف فيه الإمام الصادق () إلى العمل على نشر العلوم و المعارف عن طريق إقامة المجالس ، التي كان يحضرها كل الذين ينازعون بني أمية الحكم ، حتى أنّ العباس السفّاح والمنصور وغيرهما من كبار بني العباس ، كانوا يحضرون دروس الإمام () ، متظاهرين بالولاء لأهل البيت {عليهم السلام} .
    «الخمس» عامل استقلال
    في تلك الأيام كان الفقهاء والعلماء يتقاضون حقوقهم من الدولة ، وكانوا يرافقون الحكّام في تحرّكاتهم إلى المساجد وغيرها ، ويحرصون على رضاهم وتبرير تصرّفاتهم ، أولئك هم وعّاظ السلاطين ، وكان الناس يدفعون إلى الدّولة أموال الخمس والزكاة والخراج ، فتدفع الدولة حقوق عمّالها وموظّفيها ، ومن جملتهم الفقهاء والعلماء ، من هذه الأموال .
    أمّا الإمام الصادق () وأصحابه ، فكانوا بعيدين كلّ البعد عن هذه الزمر من المنتفعين ، لأنّ الإمام كان يعتبر الحاكم مغتصباً للخلافة ، وأنّ التّعامل معه هو تعامل مع الطّغاة والظالمين . وكان أصحاب الإمام ، وخاصّةً البعيدون منهم عن رقابة الحكّام ، يؤدّون الخمس والزكاة إلى الإمام ، فينفقها في وجوهها الشرعية ، وهكذا حفظ الله سبحانه وتعالى آل بيت رسوله من أي ارتباطٍ بأجهزة الحكم الظالم .
    أدرك السفّاح العباسي أنّه لا يملك أي سلطةٍ على الإمام الصادق () . كما أدرك أنّ حسابات الإمام في تحصيل الحقوق وفي وجوه إنفاقها ، تختلف كثيراً عن حسابات الفقهاء والعلماء المرتبطين بأجهزته ، فكان يستدعيه أحياناً إلى مقرّه في الأنبار قرب الكوفة ، فيعاتبه حيناً بلهجةٍ لا تخفي مشاعره الحقيقيّة نحوه ، أو يحاول استمالته أحياناً أخرى ، غير أنّه لم يكن يجرؤ على إيذائه علناً ، لأن هذا يتناقض مع ادّعائه الولاء لآل بيت الرسول (صلى الله عليه وأله وسلم) .
    وفي سنة 136 للهجرة هلك السّفّاح ، وحلّ محلّه أخوه المنصور

  7. #7
    من المشرفين القدامى
    eng-power
    تاريخ التسجيل: July-2013
    الدولة: iraq
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 37,939 المواضيع: 2,891
    صوتيات: 2 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 31145
    مزاجي: عصبي
    أكلتي المفضلة: fish
    مقالات المدونة: 2
    لنا ولكم الاجر....بارك الله بيك...

  8. #8
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    {الإمام () بمواجهه المنصور}
    كان المنصور يتمتّع بسمعةٍ طيّبةٍ بين الناس ، الذين خدعتهم المظاهر ، وكيف لا يكون كذلك؟ ألم يقاتل طغاة بني أميّة سنواتٍ عديدة ؟ ألم يقدّم مساعداتٍ جمّةً للسجناء العلويّين ؟ ألم يتحدث كثيراً عن شهداء كربلاء ؟ نعم ، لقد تظاهر بكلّ هذا وبهذه الخلفيّة تربّع المنصور على كرسي الحكم .

    أمّا الإمام الصادق {} ، فقد كان يعرف المنصور حقّ المعرفة ، فلكم حضر هذا مجالسه ، وبادله الأحاديث ، وسأله عن مسائل كثيرة . أجل ، كان يعرفه تمام المعرفة ، وكان يدعوه بـ « جبّار بني العبّاس ».
    كان سلوك المنصور نحو الإمام يتّسم في البداية بالاحترام الشديد ، فكان يدعوه إليه ويجلسه إلى جانبه ، ويأمر أولاده بالجلوس إليه ، والتزوّد من علومه وإرشاداته . وكان يرمي من وراء هذا التصرّف إلى احتواء الإمام () واستمالته إليه ، فيجعله كباقي فقهاء العامّة ، أداة في يده ، وستاراً يخفي وراءه أطماعه وسوء مقاصده ، لكنّ الإمام خيّب آماله وسفّه أحلامه ، فلم يستجب إلى محاولاته ، ولم يقع في شراك فخاخه ، بل على النّقيض من ذلك، كانت آراؤه وتعليماته في هذا الصدد واضحةً ، يعرفها كافّة أصحابه عليه السلام ، وهي أنّ المنصور وأمثاله من الحكّام ، طغاة مغتصبون للخلافة وأنّ التّعاملمعهم حرام ومجلبة لغضب الله تعالى .
    ومن جهةٍ أخرى فقد أوصى الصادق () أصحابه وتلاميذه بالحذر الشديد . وأن يتجنّبوا الفقهاء الذين يعملون لحساب السلطة ، وأن يمتنعوا عن مراجعتهم ؛ كما حذّرهم من الجهر أمامهم بالخصام دفعاً لشرّهم ، وكانت وصيّته الدّائمة « كونوا لنا دعاةً صاميتين ».
    وحين لم يجد المنصور سبيلاً إلى أصحاب الإمام ()، بدأ العمل على مضايقتهم وتشتيت جموعهم ، وحال دون حضورهم مجالس الإمام () ، وكان من ناحيةٍ أخرى ، يكثر من استدعاء الإمام () إليه بين وقتٍ وآخر ، فيعاتبه على مواقفه منه حيناً أو يحذّره حيناً آخر . وهو في قرارة نفسه يتمنى لو يقتله بيديه ، لكنّه أمام عجزه حيال الإمام () كان ينفث أحقاده في أصحابه ، فيعتقل المعروفين منهم ويستجوبهم ليبوحوا بأسماء الآخرين ، ونتيجةً لذلك فقد تمّ اعتقال الكثيرين من آل علي { }، وكان بعد تعذيبهم يأمر بقتلهم سراً ودفن جثثهم في الأنبار ، غير أنّ همّه الكبير كان أن يتخلّص من الإمام الصادق نفسه ، لكنّ العناية الإلهية كانت تتدخّل فتفسد عليه ما يبيّته من مكرٍ .
    يروى أنّ المنصور عزم يوماً على قتل الإمام ، فأمر بإحضاره إليه ليلاً ، وكان يقول : قتلني الله إن لم أقتله ولمّا أدخل إلى مجلسه سلّم عليه فلم يردّ السلام ، ورفع رأسه وهو يتميّز من الغيظ وقال : يا جعفر ، أنت الذي تؤلّب عليّ الناس وتحرّضهم على الثورة ؟ لكنّ الإمام () ، وبهدوءٍ شديدٍ ، أنكر عليه ادّعاءه ، وأثبت له أنّ ما وصله عنه من أقاويل مصدره خصوم آل البيت ، وبعد أخذٍ وردٍ سكن المنصور وقال : أظنّك صادقاً ثمّ أمر بإعادته إلى بيته معزّزاً مكرّماً ، ويقال إنّ المنصور استدعاه على هذا الشكل نحواً من ثماني مرّاتٍ ، وهو حاقد عليه يريد قتله ، ثمّ يتراجع بعد رؤيته ، ويجد نفسه مضطرّاً لإكرامه وتعظيمه .
    ولم يكن مبعث هذا التراجع إحساساً مفاجئاً بالرحمة ، فالرحمة لا سبيل لها إلى قلب المنصور ، ألم يمزّق بسيفه وبيديه جسد وزيره أبي مسلم قطعةً قطعةً ، وفي هذا المجلس بالذّات ؟ ألم يسفك دم المئات من المؤمنين الطاهرين ؟ لا ، بل إنّه الخوف ، أجل. كان المنصور الرّهيب يحسّ بالخوف حين يرى الإمام {} ، ولا يملك نفسه أمام هدوء الإمام ووقاره ، من الإحساس بالاحترام لهذا الرجل الكبير .
    فيبرّر تراجعه بأنّ الوشاة أخطأوا بحقّ الإمام هذه المرّة أيضاً ، ويقول : أظنّك صادقاً
    ويروى عن المنصور قوله : كنت كلّما هممت بقتله ، تراءى لي وجه رسول الله (صلى الله عليه وأله وسلم) ، فيغمزني الخوف ، وتعجز يدي عن الحركة .

  9. #9
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    مقام الامام () العلمي :
    وسط هذه الاجواء والتيّارات والمذاهب والنشاط العلمي والثقافي ، عاش الامام الصّادق () ، ومارس مهمّاته ومسؤولياته العلمية والعقائدية كإمام واُستاذ وعالِم فذّ لا يُدانيه أحد من العلماء ، ولا يُنافسه اُستاذ أو صاحب معرفة ، فقد كان قمةً شامخةً ومجداً فريداً فجّر ينابيع المعـرفة ، وأفاض العلوم والمعارف على علماء عصره وأساتذة زمانه ، فكانت أساساً وقاعدة علميّة وعقائديّة متينة ثبّتَ عليها بناءُ الاسلام ، واتّسعَتْ مِن حولِها آفاقُهُ ومداراتُه .
    وعلى الرّغم من مُحاربة الحكّام الجائرين وكُتّاب التاريخ الضالعين في ركابهم لطمس شخصية هذا الامام العظيم ، فإنّ شخصيّته كانت ولم تَزَلْ نجماً لامعاً في سماء الاسلام ، ومصدراً غنيّاً من مصادره .
    فقد تلقّى الامام الصّادق ( ) العلوم والمعارف عن آبائه ، عن جدّهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وقام بمهماته الشرعية كإمام مسؤول عن نشر الشريعة وحفظ أصالتها ونقائها ، وقد ساهم مع أبيه الامام الباقر () في تأسيس جامعة أهل البيت في المسجد النبوي الشريف ، وقاما بنشر العلم والمعرفة ، وبثّهما بين الفقهاء والمفسِّرين والمحدِّثين ، وروّاد العلوم المختلفة ، فكان العلماء ومشايخ العلم وروّاد المعرفة يَفِدونَ عليهما ويَنهلون مِن موردِهِما العذبِ ، حتّى لم يُؤخَذْ عن أحد من أئمّة المسـلمين من العلوم ومعارف الشريعة ، كالتفسير والحديث والعقيدة والاخلاق ... إلخ ، كما اُخِذَ عن الامامين الباقر وولده الصّادق (عليهم السلام)، فعليهما تتلمذ أئمّة الفقه ، وعنهم أخذ رواة الحديث ، وبهم استطال ظلّ العلم والمعرفة ، لذلك نجدُ العلماءَ والفقهاءَ والمحدِّثين والفلاسفةَ والمتكلِّمينَ وعلماءَ الطّبيعة وغيرهم يشهدون بمجد الامام الصّادق () العلمي ، ويشيدون بمقامه .
    .ندوِّن هنا أبرزَ هذه الاعترافات والشهادات الّتي سجّلها العلماء ، وذكرها أئمّة الحديث والرواية
    قال الشيخ المفيد ـ رحمه الله ـ :
    « وكان الصّادق جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين () من بين أخوته خليفة أبيه محمّد بن عليّ () ، ووصيِّه القائم بالامامة من بعده ، وبرز على جماعتهم بالفضل وكان أنبههم ذِكْراً وأعظمهم قدراً ، وأجلّهم في العامّة والخاصّة ، ونقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان وانتشر ذكره في البلدان ، ولم يُنقَلْ عن أحد مِنْ أهل بيته العلماء ما نُقِلَ عنه ، ولا لقيَ أحدٌ منهم من أهل الآثار ونقلة الاخبار ، ولا نقلوا عنهم كما نقلوا عن أبي عبد الله ()؛ فإنّ أصحاب الحديث قد جمعوا أسماء الرّواة عنه من الثّقات على اختلافهم في الآراء والمقالات ، فكانوا أربعة آلاف رجل » .
    ونقل المحقِّق العلاّمة السيِّد محسن الامين :
    « إنّ الحافظَ ابنُ عقدة الزيدي جمع في كتاب رجاله أربعة آلاف رجل من الثّقات الّذين رَوَوْا عن جعفر بن محمّد فضلاً عن غيرهم ، وذكر مصنفاتهم »
    ونقل أيضاً :
    « روى النجاشي في رجاله بسنده عن الحسن بن عليّ الوشا في حديث أنّه قال : أدركت في هذا المسجد (يعني مسجد الكوفة) تسعمائة شيخ كل يقول : حدّثني جعفر بن محمّد ، وكان {عليه السّلام} يقول : (حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدِّي ، وحديث جدِّي حديث عليّ بن أبي طالب ، وحديث عليّ حديث رسول الله ، وحديث رسول الله قول الله عزّ وجلّ ) » .
    ونقل ابن شهرآشوب في كتابه مناقب آل أبي طالب عن كتاب (الحلية) لابي نعيم ما نصّه :
    « قال عمرو بن أبي المقدام : كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمّد علمت أنّه من سلالة النبيِّين ، ولا تخلو كتب أحاديث وحكمة وزهد وموعظة من كلامه ، يقولون : قال جعفر بن محمّد الصّادق، قال جعفر الصّادق . ذكره النقاش والثعلبي والقشيري والقزويني في تفاسيرهم » .
    ونقل أيضاً عن حلية الاولياء لابي نعيم :
    « إنّ جعفراً الصّادق حدّث عنه من الائمّة والاعلام : مالكُ بن أنس ، وشعبةُ بنُ الحجّاج ، وسـفيانُ الثوري ، وابنُ جريج ، وعبد الله بن عمرو ، وروحُ بن القاسم ، وسـفيانُ بن عيينة ، وسليمانُ بن بلال ، وإسماعيلُ بن جعفر ، وحاتمُ بن إسماعيل ، وعبد العزيزُ بن المختار، ووهبُ بن خالد، وإبراهيمُ بن طحّان في آخرين، قال: وأخرج عنه مسلم في صحيحه محتجّاً بحديثه، وقال غيره: وروى عنه مالك والشافعي والحسن ابن صالح وأيّوب السختياني وعمرو بن دينار وأحمد بن حنبل. وقال مالك بن أنس: ما رأتْ عينٌ ، ولا سمعتْ اُذنٌ ، ولا خطرَ على قلبِ بشر أفضلَ من جعفر الصّادق فضلاً وعلماً وعبادةً وورعاً » .
    ووصفه المؤرِّخ المشهور اليعقوبي فقال :
    « وكان أفضلَ الناس وأعلمَهُم بدينِ الله ، وكان أهلُ العلم الّذين سمعوا منه إذا رووا عنه ، قالوا أخبرنا العالِم » .
    وتحدّث الاُستاذ محمّد فريد وجدّي صاحب دائرة معارف القرن العشرين عنه فقال :
    «أبو عبد الله جعفر بن محمّد الصّادق بن محمّد الباقر بن زين العابدين بن الحسين ابن عليّ بن أبي طالب هو أحد الائمّة الاثني عشر على مذهب الامامية ، كان من سادات أهل البيت النبوي ، لُقِّب بالصادق لصدقه في كلامه ، كان من أفاضل الناس ، وله مقالات في صناعة الكيمياء » .
    ثمّ أضاف قائلاً :
    « وكان تلميذه أبو موسى جابر بن حيّان الصّوفي الطّرسوسي قد ألّف كتاباً يشتمل على ألف ورقة تتضمّن رسائل جعفر الصّادق ، وهي خمسمائة رسالة » .
    وتحدّث أبو الفتح الشهرستاني في كتابه (الملل والنحل) عن الامام الصّادق () فقال :
    « وهو ذو علم غزير في الدِّين ، وأدب كامل في الحكمة ، وزهد بالغ في الدنيا ، وورع تام عن الشهوات » .
    وقال :
    « وقد أقام بالمدينة يُفيدُ الشّيعةَ المنتمين إليه ، ويُفيضُ على الموالين له أسرارَ العلوم ، ثمّ دخل العراق وأقام بها مدّة ، ما تعرّض للامامة ـ أي للسّلطة ـ قطّ ، ولا نازع أحداً في الخلافة قطّ . ومَنْ غرق في بحر المعرفة لم يطمعْ في شَطٍّ ، ومَنْ تعلّى ذروةَ الحقيقة لم يَخَفْ مِنْ حَطٍّ » .
    ونقل الامين العاملي عن الحسن بن زياد انّه قال : «سمعت أبا حنيفة وقد سُئِلَ عن أفقه مَنْ رأيتَ ، قال : جعفر بن محمّد» .
    وعن ابن أبي ليلى قوله :
    « ما كنتُ تارِكاً قولاً قلتُهُ أو قضاءً قضيتُهُ لقول أحد ، إلاّ رجلاً واحداً هو جعفر بن محمّد » .
    وهذا مالك بن أنس إمام المالكية يقول في جعفر بن محمّد الصّادق :
    « كنتُ أرى جعفر بن محمّد وكان كثير الدعابة والتبسّم ، فإذا ذكر عنده النبيّ اخضرّ واصفرّ ، ولقد اختلفتُ إليه زماناً فما كنتُ أراه إلاّ على ثلاث خصال : إمّا مصلِّياً، وإمّا قائماً، وإمّا يقرأ القرآن، وما رأيتُهُ يُحدِّث عن رسول الله إلاّ على الطّهارة، ولا يتكلّم فيما لا يعنيه »
    .وهذا إمام خراسان يقول في الامام جعفر الصّادق () :
    أنت يا جعفر فوق الـ *** ـمدح والمدح عناء
    إنّما الاشرافُ أرضٌ *** ولهم أنتَ سماء
    جازَ حدُّ المدحِ مَن قد *** وَلَدَتْــهُ الانبيــاء
    وتحدّث الاُستاذ محمّد أبو زهرة شيخ الازهر عن الامام الصّادق في مقدّمة كتابه (الامام الصّادق) فقال :
    « أمّا بعد ، فإنّنا قد اعتزمنا بعون الله وتوفيقه أن نكتب عن الامام جعفر الصّادق، وقد كتبنا عن سبعة من الائمّة الكرام ، وما أخّرنا الكتابة عنه لأنّه دون أحدهم ، بل أنّ له فضلَ السّبعة على أكثرهم ، وله على الاكابر منهم فضلٌ خاص فقد كان أبو حنيفة يروي عنه ، ويراه أعلم الناس باختلاف الناس ، وأوسع الفقهاء إحاطة ، وكان الامام مالك يختلف إليه دارساً راوياً، وكان له فضل الاُستاذيّة على أبي حنيفة ومالك، فحسبه ذلك فضلاً ، ولا يمكن أن يؤخّر عن نقص ، ولا يقدّم غيره عليه عن فضل ، وهو فوق هذا حفيد عليّ زين العابدين () الّذي كان سيِّد أهل المدينة في عصره فضلاً وشرفاً وديناً وعلماً ، وقد تتلمذ له ابن شهاب الزهري ، وكثيرون من التابعين وهو ابن محمّد الباقر الذي بقر العلم ووصل إلى لبابه ، فهو ممّن جمع الله تعالى له الشرف الذاتي والشرف الاضافي ، بكريم النّسب ، والقرابة الهاشمية والعترة المحمّدية» .
    هذا ما اتّسع له الموضوع من عرض وتعريف بمقام إمام المسلمين ، واُستاذ الفقهاء والمحدّثين ، وسليل النبوّة جعفر بن محمّد الصّادق () .

    مدرسة الامام الصّادق () :
    نشأت في عهد الامام الصّادق () فرقٌ ومذاهب فقهية واعتقادية كثيرة ، كان موقفه () منها هو التسديد والحوار العلمي والنقد الشرعي النزيه .
    والّذي يُتابع منهج الامام ومهمّته العلمية ، يكتشف أنّ الامام كان يستهدف بعمله ومدرسته الأهداف الآتية :
    أوّلاً : حماية العقيدة من التيّارات العقائدية والفلسفية الالحادية والمقولات الضّالّة الّتي انتشرت في عصره ، كالزندقة والغلوّ،والتأويلات الاعتقادية الّتي لا تنسـجم وعقيدة التوحيد، والّتي نشأت كتيّار كوّنته الفرق الكلامية والمدارس الفلسفية الشاذّة، لذا انصبّت جهود الامام () على الحفاظ على أصالة عقيدة التوحيد ونقاء مفهومها ، وإيضاح جزئياتها وتفسير مضامينها ، وتصحيح الافكار والمعتقدات في ضوئها .
    وقد درّب تلامـذته أمثال هشام بن الحكم على علم الكلام والجدل والمناظرة والفلسفة، ليقوموا بالدفاع عن عقيدة التوحيد وحمايتها من المعتقدات الضالّة، كمعتقد الجَبْر والتفويض والتجسيم والغلوّ وأمثالها من الآراء والمعتقدات الشاذّة عن عقيدة التوحيد .
    ومَن يقرأ آثارَ الامام ومناظراتِهِ وتوجيهاتِهِ وحوارَهُ يستطيع أن يكتشف هذه الحقيقة واضحة جلية، ويستطيع أن يدرك معنى التوحيد ، ويفهم أصالته ونقاءه ، وقد جاهد الامام الصّادق () وناضل من أجل الدفاع عن عقيدة التوحيـد ضدّ الملاحدة والزنادقة ، كالديصاني وابن أبي العوجاء وأمثالهما ، كما جاهدَ الغُلاةَ الّذين حاولوا أن يتستّروا تحت اسم أهل البيت (عليهم السلام) ويخلعوا عليهم صفات الربوبية والاُلوهية.وقد برئ الامام () من هؤلاء الخارجين على عقيدة التوحيد ، كما برئ آباؤه منهم من قبل؛ فقد حدّثنا التاريخ والرواة عن هذه الآراء الضالّة ، وعن موقف الامام الصّادق () منهم ما يزيدنا وضوحاً ومعرفة بتلك المقـالات الضالّة وببراءة أهل البيت (عليهم السلام) منهم :
    عن سدير ، قال :
    « قلت لابي عبد الله (): إنّ قوماً يزعمون أنّكم آلهة ، يتلون بذلك علينا قرآناً : (وَهُوَ ا لَّذِي فِي السَّمَاءَ إِلهَ وَفِي الاْرْضِ إِله ) فقال () : (يا سدير! سمعي وبصري وبَشَري ولحمي ودمي وشعري مِنْ هؤلاء بُراء ، وبرئٌ الله منهم ، ما هؤلاء على ديني ولا على دين آبائي، واللهِ لا يجمعني اللهُ وإيّاهم يوم القيامة إلاّ وهو ساخط عليهم) » .
    والجدير بالذكر هنا أن فرقاً كثيرةً حاولت أن تستغل اسم أهل البيت (عليهم السلام) وتتستّر على عقائدها المنحرفة الخارجة على عقيدة الاسلام الّتي حمل أهل البيت (عليهم السلام) وأتباعهم وتلامذتهم لواءها ودافعوا عن أصالتها ونقائها .
    وبحمد الله فقد انقرضت هذه الفرق الضّالّة ، ويمثِّلُ نهجَ آل البيت (عليهم السلام) في الوقت الحاضر أتباعُهُم السّائرون على نهجِهم ، والمُلتَزِمون بعقيدة الحق ـ عقيدة التوحيد الخالص من كلِّ شائبة أو زيغ ـ كما بلّغها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وثبّتها الوحيُ الامين .
    ثانياً : نشر الاسلام : أمّا الهدف الثاني لمدرسة الامام جعفر بن محمّد الصّادق () وجهوده العلمية فهو نشر الاسلام ، وتوسيع دائرة الفقه والتشريع ، وتثبيت معالمها ، وحفظ أصالتها، إذ لم يُرْوَ عن أحد من الحديث ولم يُؤخذ عن إمام من الفقه والاحكام ما اُخِذَ عن الامام جعفر بن محمّد الصّادق () .
    ولذا اعتبرت أحاديثه ، وفتاواه ، وما اُخذ عنه ، أساساً وقاعدة لاستنباط الفقه والاحكام لدى العلماء والفقهاء، والسائرين على نهجه ، والملتزمين بمدرسته ، والمنتسبين إلى مذهبه الّذي سُمِّي باسمه (المذهب الجعفري) .
    {{مكارم أخلاقه}}
    مناقب الإمام الصادق ()
    • قال الشبلنجي : مناقبه كثيرة تكاد تفوت عد الحاسب ويحار في أنواعها فهم اليقظ الكاتب .
    • قال محمد بن طلحة : مناقبه كثيرة وصفاته تكاد تفوت عدد الحاصر ويحار في أنواعها فهم اليقظ الباصر حتى من كثرة علومه المفاضة على قلبه من سجال التقوى صارت الأحكام التي لا تدرك عللها والعلوم التي تقصر الأفهام عن الإحاطة بحكمها ، تضاف إليه وتروى عنه .
    • قال ابن الصباغ : مناقب أبي عبد الله جعفر الصادق () فاضلة ، وصفاته في الشرف كاملة ، وشرفه على جهات الأنام سائلة ، أندية المجد والعز بمفاخره ومآثره آهلة.

  10. #10
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    حلم الإمام الصادق ()
    • بعث سلام الله عليه غلاماً في حاجة فأبطأ فخرج الصادق () في أثره فوجده نائماً فجلس عند رأسه يروحه حتى انتبه ، فلما انتبه قال: يا فلان والله ما ذاك لك ، تنام الليل والنهار ، لك الليل ولنا منك النهار .
    • نام رجل من الحاج في المدينة فتوهم أن هميانه سرق فخرج فرأى جعفر الصادق () مصلياً ولم يعرفه فتعلق به وقال له : أنت أخذت همياني قال : ما كان فيه ؟ قال : ألف دينار ، فحمله إلى داره ووزن له ألف دينار ، وعاد إلى منزله ووجد هميانه فعاد إلى الإمام جعفر الصادق () معتذراً بالمال فأبى قبوله وقال : شيء خرج من يدي لا يعود إلي ، قال : فسأل الرجل عنه فقيل : هذا جعفر الصادق () ، قال : لا جرم هذا فعال مثله .
    كرامات الإمام الصادق ()
    • قال الليث بن سعد : حججت سنة ثلاث عشرة ومائة فأتيت مكة فلما أن صليت العصر رأيت أبا قبيس فإذا أنا برجل جالس وهو يدعو فقال : يا رب يا رب ، حتى انقطع نفسه ، ثم قال : يا رباه ، حتى انقطع نفسه ثم قال يارب ، حتى انقطع نفسه ، ثم قال : يا الله يا الله حتى انقطع نفسه ، ثم قال يا حي يا حي حتى انقطع نفسه ، ثم قال : يا رحيم حتى انقطع نفسه ، ثم قال يا أرحم الراحمين ، حتى انقطع نفسه سبع مرات ، ثم قال : اللهم إني أشتهى من هذا العنب فاطعمنيه ، اللهم إن بُردَي قد أخلقا قال الليث : فوالله ما استتم كلامه حتى نظرتُ إلى سلة مملوءة عنباً وليس على الأرض يومئذٍ عنب ، وبُردَين موضوعين فأراد أن يأكل فقلت : أنا شريكك ، فقال لي : تقدم وكل ولا تأخذ منه شيئاً فتقدمت فأكلت شيئاً لم آكل مثله قط وإذا عنب لا عجم له فأكلت حتى شبعت والسلة بحالها ثم قال لي : خذ أحب البردين إليك فقلت له : أما البردان فأنا غني عنهما ، فقال لي : توار عني حتى ألبسهما ، فتواريت عنه فارتدى أحدهما وائتزر الآخر ، ثم أخذ البردين الذين كانا عليه فجعلهما على عاتقه فنزل فاتبعته حتى إذا كان بالمسعى لقيه رجل فقال : اكسني كساك الله يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)فدفعهما إليه ، فلحقت الرجل فقلت له : من هذا ؟ قال : جعفر بن محمد () قال الليث : فطلبته لأسمع منه فلم أجده .
    كرم الإمام الصادق ()
    • قال ابن بسطام كان جعفر بن محمد () يطعم حتى لا يبقى لعياله شيء .
    وقد كان إذا صلى العشاء وذهب من الليل شطره أخذ جراباً فيه خبز ولحم ودراهم فحمله على عنقه ، ثم ذهب به إلى أهل الحاجة من أهل المدينة فقسمه فيهم ولا يعرفونه فلما مات وفقدوا ذلك عرفوه .
    • قال معلى بن خنيس خرج أبو عبد الله () في ليلة قد رشت السماء وهو يريد ظلة بني ساعدة فاتبعته فإذا هو قد سقط منه شيء فقال : بسم الله اللهم رد علينا ، قال : فأتيته فسلمت عليه فقال : أنت معلى ؟ قلت : نعم جعلت فداك ، فقال لي : التمس بيدك فما وجدت من شيء فادفعه إلي قال : فإذا أنا بخبز منتثر ، فجعلت أدفع إليه ما وجدت ، فإذا أنا بجراب من خبز فقلت : جعلت فداك أحمله عنك ؟ فقال : لا وأنا أولى به منك ولكن امض معي ، قال : فأتينا ظلة بني ساعدة فإذا نحن بقوم نيام فجعل يدس الرغيف والرغيفين تحت ثوب كل واحد منهم حتى أتى على آخرهم ثم انصرفنا فقلت : جعلت فداك يعرف هؤلاء الحق ؟ فقال : لو عرفوا لواسيناهم بالدقة ـ والدقة هي الملح ـ إن الله لم يخلق شيئاً إلا وله خازن يخزنه إلا الصدقة ، فإن الرب تبارك وتعالى يليها بنفسه وكان أبي إذا تصدق بشيء وضعه في يد السائل ثم ارتده منه فقبله وشمه ، ثم رده في يد السائل وذلك أنها تقع في يد الله قبل أن تقع في يد السائل فأحببت أن أناول ما وليها الله تعالى ، إن صدقة الليل تطفئ غضب الرب ، وتمحو الذنب العظيم وتهون الحساب ، وصدقة النهار تثمر المال ، وتزيد في العمر ، إن عيسى بن مريم () لما أن مر على شاطئ البحر ألقى بقرص من قوته في الماء ، فقال له بعض الحواريين : يا روح الله وكلمته لم فعلت هذا ؟ فإنما هو من قوتك ، قال : فعلت هذا لتأكله دابة من دواب الماء وثوابه عند الله عز وجل لعظيم .
    من كلماته المضيئة :
    إحذر من الناس ثلاثة : الخائن والظلوم والنمّام ، لأنّ من خان لك سيخونك ومن ظلم لك سيظلمك ، ومن نمّ إليك سينمّ عليك .
    ثلاثة لا يصيبون إلاّ خيرا : أولو الصمت وتاركو الشرّ ، والمكثرون من ذكر الله ، ورأس الحزم التواضع . فقيل للإمام : وما التواضع ؟ فأجاب : أن ترضى من المجلس بدون شرفك ، وأن تسلّم على من لقيت ، وأن تترك المِراء (الجدل) وإن كنت محقاً .
    كان رجل يتردّد على الإمام فانقطع ، ولمّا سأل الإمام ()ىعنه قال أحدهم منتقصاً شأنه : إنّه نبطي . فقال الإمام : أصل الرجل عقله ، و حسَبه دينه ، وكرمه تقواه ، والناس في آدم مستوون .
    اتقوا المظلوم فإنّ دعوة المظلوم تصعد إلى السماء .
    الفقهاء أمناء الرسل فإذا رأيتهم الفقهاء قد ركبوا إلى السلاطين فاتّهموهم في دينهم .
    ثلاثة تكدّر العيش : السلطان الجائر وجار السوء ، المرأة البذيئة ،

    وثلاثة لا يصلح العالم بدونها : الأمن والعدل والخصب

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال