الجامعة العربية تجتمع اليوم وسط تحشيدات عسكرية


ضد دمشق

01/9/2013 12:00 صباحا

بوتين يدعو واشنطن الى الكشف عن البراهين التي تملكها عن «الكيمياوي»
دمشق - عواصم - متابعة الصباح
في وقت يعقد فيه وزراء خارجية الجامعة العربية اليوم الاحد، بدلا من الثلاثاء المقبل، اجتماعهم لمتابعة التطورات في سوريا، يحبس الشرق الاوسط انفاسه خلال الساعات المقبلة مع تزايد التحركات العسكرية باتجاه بدء ضربات جوية ضد سوريا التي اعلنت انها تتوقع الضربة "في كل لحظة"، معلنة "أنها جاهزة للرد".
ويأتي ذلك في وقت وصف فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استخدام الاسلحة الكيمياوية في سوريا بانه "استفزاز يهدف الى جر الدول الاخرى ولاسيما الولايات المتحدة الى النزاع في هذا البلد".

الجامعة العربية
وقال نائب الامين العام للجامعة السفير احمد بن حلي في تصريح صحفي امس السبت انه " نظرا للمستجدات والتطورات المتسارعة بشأن الوضع في سوريا وبناء على اقتراح عدد من الدول العربية والمشاورات التي اجراها الامين العام للجامعة نبيل العربي مع رئاسة المجلس (مصر) الحالية و(ليبيا) المقبلة فقد تقرر تقديم موعد اجتماع وزراء الخارجية العرب ليعقد الاحد".
وأكد بن حلي، أن وزراء الخارجية العرب سيناقشون اليوم الاحد المستجدات الأخيرة على الأراضي السورية، مشيراً إلى أن الوزراء سيتخذون موقفاً واضحاً وصريحاً حيال الأزمة.
ولفت إلى أن الأولوية المطلقة ستكون للحل السلمي، منوهاً بوجود إدانة شاملة لاستخدام الكيمياوي في منطقة الغوطة بريف دمشق.
وحول التدخل العسكري المرتقب، قال بن حلي إن المسؤولية تقع على النظام السوري لتجنب الكارثة.
وحمّل مجلس الجامعة العربية الذي عقد اجتماعاً طارئاً الثلاثاء على مستوى المندوبين الدائمين، النظام السوري مسؤولية شنّ الهجوم بالأسلحة الكيمياوية في ريف دمشق في 21 آب الماضي.

تحركات عسكرية
مع ارتفاع نبرة التهديد الأميركية بشن ضربة عسكرية ضد دمشق، نشطت حركة الآليات العسكرية برا وبحرا وجوا في البلاد المحيطة بسوريا.
وقال مسؤولون أميركيون إن سفينة حربية أميركية سادسة وصلت إلى شرق البحر المتوسط، لتلتحق بـ 5 مدمرات موجودة بالفعل في مياه البحر.
ونقلت مصادر أميركية عن المسؤولين قولهم إن سفينة الإنزال البرمائي "سان أنطونيو" التي تحمل المئات من أفراد المشاة البحرية موجودة في المنطقة، لكنهم نفوا وجود خطة لإنزال مشاة البحرية الأميركية برا في إطار أي عمل عسكري محتمل ضد سوريا.
وفي قاعدة أنجرليك التركية القريبة من الحدود الشمالية لسوريا، نشطت حركة الطائرات المقاتلة حسبما أفادت مصادر اعلامية.
واتجهت الطائرات التركية نحو الحدود السورية في عملية يبدو أنها استطلاعية، لكن خبراء عسكريين أتراكا استبعدوا أن تستخدم هذه القاعدة الواقعة في محافظة أضنة جنوب تركيا، في أي عملية محتملة ضد سوريا.

يذكر أن قاعدة أنجرليك تعد أيضا مقرا للوحدة 39 للطائرات المقاتلة الأميركية، وتقوم بتقديم دعم لمواقع عسكرية أميركية.
كما يتمركز نظامان هولنديان لاعتراض الصواريخ في القاعدة التي تقع على بعد نحو 60 كيلومترا من الحدود السورية.
وتمتلك تركيا 6 بطاريات باتريوت على حدودها الجنوبية، اثنان من كل من هولندا وألمانيا والولايات المتحدة.
وفي الجولان السوري الذي تحتله إسرائيل، اكدت مصادر اعلامية تحركات "غير تقليدية" لآليات عسكرية إسرائيلية ثقيلة، يبدو أنها إجراءات احترازية بهدف نشر مزيد من بطاريات القبة الحديدية المضادة للصواريخ.
وتريد إسرائيل أن تنأى بنفسها عن الأزمة السورية، لكن تل أبيب حذرت كلا من سوريا وحزب الله اللبناني الداعم لنظام دمشق، من أي رد فعل عسكري ضدها في حال تعرضت سوريا لضربة أميركية.
وفي الأردن، نفت القيادة العسكرية وجود أي قوات غير أردنية على الحدود الشمالية مع سوريا، مشيرة إلى أنها لن تشارك أو تكون منطلقا لأي عملية ضد سوريا.
لكن طائرات "إف16" الأميركية لا تزال في الأردن بعد مناورة في وقت سابق من العام الجاري.

مشاورات اميركية
من جانب آخر، قال مسؤول بالبيت الابيض ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري ووزير الدفاع تشاك هاجل ومسؤولين بارزين آخرين بمجلس الامن القومي الاميركي عقدوا مؤتمرا من خلال الاتصالات الهاتفية بشأن سوريا امس مع الاعضاء الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، بحسب وكالة "رويترز".
وقال المسؤول ان هذه الاتصالات التي ستكون غير سرية تأتي في اطار "مشاورات الادارة في ما يتعلق باستخدام نظام الاسد اسلحة كيمياوية في سوريا يوم 21 آب."
وأضاف المسؤول ان مدير المخابرات القومية جيمس كلابر وسوزان رايس مستشارة الامن القومي للرئيس باراك اوباما والاميرال جيمس وينفيلد نائب رئيس هيئة الاركان المشتركة شاركوا أيضا في هذه الاتصالات.

موقف موسكو
من جانبه، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس استخدام الاسلحة الكيماوية في سوريا بانه "استفزاز يهدف الى جر الدول الاخرى ولاسيما الولايات المتحدة الى النزاع في هذا البلد".
وقال بوتين في تصريح بثه التلفزيون الروسي "ان من غير المنطق ان يضع النظام السوري ورقة رابحة في يد خصومه من خلال اللجوء لاستخدام الاسلحة الكيماوية" مشككا في لجوء نظام بشار الاسد الى استخدام هذه الاسلحة في الوقت الذي يقوم فيه الجيش السوري بعمليات هجومية ويحاصر الجماعات المسلحة المعارضة في العديد من المناطق وخلال وجود الخبراء الدوليين في دمشق.
ودعا واشنطن الى الكشف عن البراهين التي تملكها رافضا التستر بعدم الرغبة في الكشف عن مصادر المعلومات مشيرا الى ان رفض الكشف عن هذه المعلومات وعدم تقديمها للخبراء الدوليين ولمجلس الامن الدولي يشكل "عدم احترام لشركاء اميركا".
وقال بوتين ان "هذه البراهين غير موجودة وان الحديث عن التقاط اتصالات هاتفية لا يبرهن على شيء ولا يشكل اساسا لاتخاذ قرارات مصيرية مثل توجيه ضربة عسكرية لدولة مستقلة".
ودعا نظيره الاميركي باراك اوباما الى عدم استخدام القوة ضد سوريا قائلا "انني اتوجه الى اوباما ليس بوصفه رئيس دولة ونظيرا لي بل بوصفه حاصلا على جائزة نوبل للسلام ان يحسب حساب الضحايا الذين سيسقطون نتيجة توجيه ضربات صاروخية لسوريا".
واعاد بوتين الى الاذهان ان استخدام القوة في افغانستان وليبيا وغيرها لم يؤد الى نتائج قائلا انه "لا توجد هناك ديمقراطية ولا سلام مدني ولا توازن".
واعرب بوتين عن تفاجئه بقرار البرلمان البريطاني رفض المشاركة في العملية العسكرية ضد سوريا معتبرا هذا القرار "انتصارا للمنطق والتفكير السليم".
وقال "اعتدنا في السنوات الماضية ان الشركاء الغربيين يسيرون وراء واشنطن من دون نقاش اما هذا القرار فقد شكل مفاجأة لي ويدل على ان الناس بدؤوا يفكرون في ما جرى في العديد من الدول خلال الحقبة الماضية واستخلاص النتائج الصحيحة".
فيما ابلغت موسكو عبر القنوات الدبلوماسية واشنطن موقفها من القيام بعملية عسكرية ضد سوريا، دون تفويض مجلس الامن الدولي، معتبرة أن عملية كهذه عمل عدواني وانتهاك لمبادئ القانون الدولي.
وجاء في بيان وزارة الخارجية الروسية الذي نشرته على موقعها الرسمي عقب اللقاء الذي جمع سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي والسفير الاميركي لدى موسكو مايكل ماكفول بطلب من الاخير "لقد اكد الجانب الروسي، أن اي استخدام للقوة ضد سوريا تقوم به الولايات المتحدة الاميركية دون تفويض من مجلس الامن الدولي، هو عمل عدواني وانتهاك سافر لمبادئ القانون الدولي".
استعداد دمشق
بالمقابل، قال مسؤول أمني سوري إن بلاده تتوقع الضربة الغربية "في كل لحظة"، وانها جاهزة للرد.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن المسؤول قوله ردا على سؤال في اتصال هاتفي: "نتوقع العدوان في كل لحظة، ونحن جاهزون للرد في كل لحظة"، وأضاف"سندافع عن شعبنا ووطننا بكل إمكانياتنا.
هذه البلطجة لن تمر من دون رد".وفي إشارة إلى التصريحات الأميركية الأخيرة، قال المصدر: "كل شيء قالوه أمس مهزلة"، معتبرا أن "موقف الرأي العام الغربي هو ضدهم. قضيتهم قضية خاسرة وغير عادلة ولا تمت بصلة إلى الأخلاق والقانون الدولي".وقال مصدر أمني سوري ان الجيش السوري بدأ بأخذ احتياطاته استعدادا لـ "السيناريو الأسوأ" مع تزايد الحديث عن احتمال توجيه الدول الغربية ضربة عسكرية ضد سوريا.وقال المصدر الأمني : "نأخذ احتياطاتنا لمواجهة هذا الموقف. نحن نعمل على السيناريو الأسوأ. هذا ما يحصل في كل الجيوش".

«المعارضة» تتأهب
الى ذلك، قال قائد بالمعارضة السورية امس السبت إن مقاتلي المعارضة في أنحاء سوريا يستعدون لشن هجمات للاستفادة من الضربات العسكرية المتوقعة التي ستقودها الولايات المتحدة لكن لا يوجد خطط للتنسيق مع القوات الغربية.
وقال قاسم سعد الدين العقيد السابق بالجيش السوري والمتحدث باسم ما يسمى"مجلس القيادة العسكرية العليا لقوات المعارضة السورية" ان المجلس ارسل لمجموعات من المعارضة تم اختيارها خطة عمل عسكري لاستخدامها اذا وقعت ضربات عسكرية.وقال لوكالة"رويترز" انه يأمل في الاستفادة عندما تضعف بعض المناطق نتيجة للضربات وانه أمر بعض المجموعات بالاستعداد في كل محافظة واعداد مقاتليها للوقت الذي تقع فيه الضربات.
واضاف انه تم ارسال خطة عسكرية تشمل استعدادات لمهاجمة بعض الاهداف التي يتوقع ان تضرب اثناء الهجمات الاجنبية وبعض الاهداف الاخرى التي يأملون في مهاجمتها في نفس الوقت.وقال انهم يعتقدون انها ستشمل مواقع عسكرية مثل مقر القيادة العسكرية والمطارات العسكرية ومناطق تخزين أسلحة معينة أو منصات إطلاق او منشآت للصواريخ الكبيرة مثل سكود.