مظاهرات السبت، بين المطالبات المشروعة و الإعلام المدسوس
التاريخ : السبت 31-08-2013 09:54 مساء
و مر يوم السبت آخذا معه كل الأحداث ابرزها المظاهرات التي نظمها عدد من الجهات السياسية وغير السياسية...
شعار المظاهرات واضح و الهدف منها حق مشروع(( المطالبة بإلغاء الرواتب التقاعدية للنواب)).
وقد دعا لهذه المظاهرات العديد من المسؤولين بمن فيهم بعض نواب البرلمان و رؤساء الكتل و الأحزاب .
وزارة الداخلية و عمليات بغداد و نظرا للأوضاع الأمنية الغير مستقرة لم تصدر موافقة لانطلاق المظاهرات، و رغم هذا خرج مئات الشباب مندفعين مطالبين بحقهم و غير مكترثين بالعواقب ، و كأنهم على علم مسبق ان قوات الأمن ستبذل قصارى جهدها في حمايتهم و لن يحدث انفجار كالمعتاد.
هناك من عبر عن رأيه و طالب بحقه و حق الشعب بشكل حضاري و مسالم . لكن كالعادة هناك من استغل المظاهرات المشروعة و اندس بين المتظاهرين ليحول مسارها من مظاهرة وطنية الى الاستفزاز و التحريض على الفتن و تأجيج الوضع الأمني .
لم يفوت المستفيدون هذه الفرصة لتوجيه اصابع الاتهام بشكل مباشر او غير مباشر لرئيس الوزراء رغم انه كان داعما لتخفيض رواتب النواب و الدرجات الخاصة منذ ولايته الأولى . لكن كما هو معروف ان ذاكرة اغلب العراقيين ضعيفة لا يتجاوز مداها ذاكرة أسماك الزينة !
سارعت القنوات الفضائية المدعومة بنشر جانب ضيق من هذه المظاهرات و الذي جاء كما تشتهيه عدساتهم، و سارع مراهقو الفيس بوك بنشر هذه الصور التي جعلت الدم يغلي في العروق، فهذا شاب يركض هربا من القوات القامعة، و ذاك سوط الأمن قد ترك آثارا بارزة على ظهر عراقي طالب بحقه الضائع بين أروقة البرلمان .
لكن ما لم تصوره عدسات الاعلام الجانب الواسع من الحضارة و الرقي
الذي يتمتع به المتظاهرون الذين خطوا مطالباتهم على لوحات تزهو بالثقافة و التمدن و ساروا بكل سلام تحميهم قوات الأمن من أبناء وطنهم.
تذكرنا هذه القنوات الصفراء دائماً بقصة الضفدع الذي كان قابعا في قعر بئره معتقدا انه يرى كل السماء من خلال فتحة البئر الضيقة، فتفاجأ يوما بعصفور يقف على حافة البئر اذ لم يره من قبل في سماء " عدسته" .. فدعى العصفور الصغير الضفدعَ ليخرج من قعر بئره ليرى بنفسه جمال السماء الرحبة .