قال رئيس الوزراء وائل الحلقي إن سوريا على أهبة الاستعداد للمواجهة العسكرية. ووصفت وزارة الخارجية اتهامات واشنطن بأنها كذب وتلفيق. وسط حديث عن تعزيز دمشق قدراتها العسكرية بأسلحة روسية، وشهادات الأهالي باتخاذ القوات النظامية من الجامعات والمباني المدنية ثكنات عسكرية.
وذكر الحلقي في حديث نقله التلفزيون الرسمي أن "الجيش السوري على أهبة الاستعداد، ويده على الزناد" لمواجهة الضربة العسكرية التي يهدد بها الغرب.
وقال مسؤول أمني إن حكومة بلاده تتوقع ضربة عسكرية في أي لحظة، وأكد أن الجيش السوري جاهز للرد. وأكد المسؤول لوكالة الأنباء الفرنسية استعداد دمشق للرد على أي ضربة عسكرية بقوله "سندافع عن شعبنا ووطننا بكل إمكانياتنا، وبكل ما أوتينا من قدرة. هذه البلطجة لن تمر من دون رد".
وفي إشارة إلى التصريحات الأميركية الأخيرة، قال المسؤول الذي لم يكشف عن اسمه "كل شيء قالوه أمس مهزلة" معتبرا أن "موقف الرأي العام الغربي هو ضد التحرك الأميركي. قضيتهم خاسرة وغير عادلة، ولا تمت إلى الأخلاق والقانون الدولي بصلة".
وقال بيان للخارجية السورية إن واشنطن تحاول إقناع العالم بالعدوان على سوريا من خلال مجموعة أكاذيب روجها من وصفهم البيان "بالإرهابيين".
وأضاف البيان الذي أذاعه التلفزيون الرسمي السوري رداً على تصريحات وزير الخارجية الأميركي, أن "المعلومات التي استقى منها جون كيري أعداد الضحايا, مصدرها المسلحون والمعارضة الخارجية التي تحرض على العدوان الأميركي على سوريا".
"
شهود عيان: قوات النظام السوري نقلت عتادا عسكريا ومسلحين من أفرادها إلى عدد من المباني المدنية بالعاصمة دمشق
"
استعدادات عسكرية
وعلى صعيد الاستعدادات العسكرية الميدانية، شوهدت القوات النظامية تتخذ من مبان مدنية ثكنات عسكرية تتحصن بها. فقد ذكر شهود عيان أن قوات النظام السوري نقلت عتادا عسكريا ومسلحين من أفرادها إلى عدد من المباني المدنية في العاصمة دمشق.
وقال شهود لوكالة الأنباء الألمانية، اليوم السبت، إن أعدادا كبيرة من أفراد القوات الحكومية شوهدوا بكامل عتادهم في السكن الجامعي التابع لجامعة دمشق في حي المزة.
وأضاف شهود أن مسجد "الأكرم" في منطقة المزة تحول أيضا إلى ما يشبه ثكنة عسكرية بعد أن تم تحويله إلى مقر لأفراد من قوات النظام السوري.
كما تحصنت قوات النظام السوري في عدد من المدارس والمباني التابعة لجامعة دمشق في مناطق مختلفة من العاصمة، وفق الأهالي وعدد من النشطاء الميدانيين.
وفي إطار الاستعدادات العسكرية في دمشق، نقلت صحيفة إندبندنت البريطانية عن مصادر بصناعة الدفاع الروسية أن الأسد بدأ الأشهر الماضية تسديد ثمن عقد بقيمة نحو مليار دولار يتضمن أربعة أنظمة صواريخ أس 300 مضادة للطائرات إضافة إلى عقد بـ550 مليون دولار ثمن 36 طائرة تدريب قتالية من طراز ياك 130.
وأوضحت الصحيفة أنه لا يمكن تأكيد ما إذا كان نظام الأسد يستطيع حاليا الحصول على السلاح الروسي، لكن المعطيات تشير إلى زيادة في عدد السفن المتجهة إلى سوريا من أحد الموانئ الأوكرانية التي تستخدمها روسيا منذ أبريل/نيسان الماضي.
في المقابل نقلت صحيفة "كوميرسانت" الروسية عن مصادر في قطاع التصنيع الحربي الروسي أن موسكو أرجأت إتمام صفقات أسلحة مع الحكومة السورية. وأوردت الصحيفة أنه تم تأجيل تسليم طائرات "ميغ 29" حتى عام 2016 وذلك بسبب الصعوبات المالية المتراكمة التي تواجهها السلطات السورية.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قال، أمس الجمعة، إنه يدرس وفريقه "مجموعة من الخيارات المتاحة" للرد بعد اتهام النظام السوري باستخدام أسلحة كيميائية، مضيفا "مهما حصل، لا نفكر في عمل عسكري يشمل نشر جنود على الأرض أو حملة طويلة، لكن ندرس إمكانية عمل محدود وضيق".
وجاء ذلك بعد نشر تقرير للاستخبارات الأميركية يتحدث عن مقتل 1429 شخصا في حملة قصف تخللها استخدام أسلحة كيميائية. وحمل التقرير النظام السوري مسؤولية تنفيذها بالقرب من دمشق في 21 أغسطس/ آب. وقال أوباما "لا يمكننا أن نقبل بتعريض النساء والأطفال والمدنيين الأبرياء للغازات السامة".
وكشف استطلاع للرأي نشرت نتائجه الجمعة بالولايات المتحدة أن 42% من الأميركيين فقط يدعمون تدخلا عسكريا أميركيا ضد النظام السوري.