النجف/وكالات تشهد مدينة النجف زحف العديد من الحيوانات المفترسة الى أحيائها السكنية في ظاهرة نادرة لم تألفها المدينة الا كل حقبة تاريخية تصل الى عشرات السنين. وحذّرت بيئة النجف مواطني المحافظة من زحف لهذه الحيوانات اللبونة المفترسة الى احياء المدينة السكنية وذلك بسبب درجات الحرارة العالية لصيف العام الحالي وأسباب أخرى متعددة.وقال سلام كمال الدين مسؤول الاعلام في مديرية بيئة النجف ان المديرية تلقت معلومات عن وجود حيوان الغرير المعروف شعبياً بـ (الكرطة) في حي المتنبي السكني في النجف. واضاف ان فريقا متخصصا توجه إلى مكان وجود هذا الحيوان الذي وجد مقتولا من قبل أحد العناصر الأمنية لخطورته على المواطنين.فيما اوضح مدير وحدة التنوع الإحيائي الطبيب البيطري في النجف حيدر فليح إن هذه ليست المرة الأولى التي تدخل فيها حيوانات متوحشة الى مناطق سكنية في مدينة النجف. واشار الى انه سبق وأن تلقت مديريته معلومات عن وجود حيوان /الضبع/ على أطراف حي ميسان السكني وقد دهسته إحدى السيارات، وتوجه وقتها فريق بيئي متخصص وقام بتصوير الحيوان المذكور.وعن الاسباب التي تجعل هذه الحيوانات تزحف الى مراكز المدن، ذكر إن هنالك جملة من الأسباب أهمها حرارة الجو اللاهبة ونقص الغذاء وتدهور الموئل الطبيعي في بادية النجف الغربية نتيجة عوامل طبيعية وبشرية اثرت على وجود مثل هذه الحيوانات في مواطنها الأصلية واضطرها للنزوح إلى المناطق الحضرية بحثاً عن الغذاء.ولهذه الظاهرة أبعاد خطيرة، من اهمها ان هجرة الحيوانات البرية عن مناطقها الأصلية يؤثر سلباً على التنوع الإحيائي وانقراض هذه الحيوانات، كما ان مهاجمة هذه الحيوانات للمجتمعات البشرية، يؤثر على امن وحياة المواطن ما يضطر الجهات المسؤولة عن الأمن الى قتلها للتخلص من خطورتها وهذا ما يؤدي أيضا الى انقراضها.ولمعالجة هذه الظاهرة، لفت مسؤول إعلام بيئة النجف الى ان مسؤولي المديرية طرحوا جملة من المقترحات منها، إنشاء محميات طبيعية في منطقة البادية تضم الأنواع البرية النادرة للحفاظ عليها وحمايتها من الانقراض ومنعها من الزحف باتجاه المناطق الحضرية والمجتمعات البشرية.واشار الى ان من ضمن المقترحات، معالجة ظاهرة الصيد الجائر للحيوانات البرية الذي ساهم في تدمير موئل البادية وانقراض العديد من الحيوانات البرية التي لها دور مهم في السلسلة الغذائية التي يعتمد عليها مجتمع البادية ، وضرورة إيجاد الوعي البيئي الكافي والسعي للسيطرة على مثل هذه الحيوانات النادرة والمهددة بالانقراض باستخدام وسائل حديثة في السيطرة عليها وعدم قتلها.يذكر ان مدينة النجف شهدت في بداية ثمانينات القرن الماضي ظاهرة زحف بعض أصناف الحيوانات المفترسة الى مركز المدينة لأسباب عديد كان في مقدمتها حرارة الصيف اللاهبة في تلك الفترة.