يُعتقدُ بشكل عام أنَّ الأشخاصَ، الذين يُعانون من البدانة, يُواجِهون زيادةً في خطر الإصابة بالسكّري من النَّوع الثاني وأمراض القلب، لكن بيَّنت دراسةٌ حديثةٌ أنَّ هذا الخطر يرتبط مع الالتهاب أكثر من ارتباطه مع الوزن الزائد للجسم.
أفاد باحِثون في إيرلندا أنَّ الالتهابَ المُزمِن قد يُؤثِّرُ في خطر أمراض القلب والسكّري، والتي تنجم عمَّا يُسمّى عوامل التمثيل الغذائي (العوامل الاستقلابيّة)، بما في ذلك ارتفاع نسبة السكّر في الدّم وارتفاع ضغط الدّم وارتفاع مستويات الكوليسترول. يُمكن أن تُساعد النتائج على تفسير لماذا لا تتأثّر نسبة تصل إلى 35 في المائة من الأشخاص، الذين يُعانون من البدانة, بالعوامل المتعلّقة بالتمثيل الغذائيّ؛ وهي ظاهرة تُعرف باسم البدانة الصحيّة استقلابيَّاً (أي من ناحية التمثيل الغذائي).قالت مُعدَّةُ الدراسة كاثرين فيليبس، من كليّة جامعة كورك: "أظهرت دراستنا أنَّ الأشخاص الذين يتمتّعون بسلامة عملية التمثيل الغذائي، سواءٌ أكانوا بدينين أو غير بدينين، كانت لديهم مستويات أقل لطيف من واصِمات (أو علامات) الالتهاب. بغضِّ النظر عن مُؤشّر كتلة الجسم لديهم، مال الأشخاص الذين يتمتّعون بغياب مؤشِّرات الالتهاب، إلى أن تكونَ عناصرُ التمثيل الغذائي لديهم ضمن المجال الصحِّي".درس الباحِثون بياناتٍ حول 2040 شخصاً، تراوحت أعمارهم بين 50 إلى 60 عاماً, اشتملتهم دراسة جامعة كورك وكيري حول السكّري وأمراض القلب.تضمَّنت الدراسةُ معلوماتٍ حول أسلوب الحياة عند المُشاركين، واختبارات سريريَّة وفحوصات للدّم، من أجل تقييم مُؤشّر كتلة الجسم وعملية التمثيل الغذائيّ ومستوى الالتهاب.بعد أن فحصَ الباحِثون علامات مُعيّنة تتعلّق بالالتهاب, وجدوا أنَّ الأشخاصَ الذين لم يتأثّروا باضطرابات عملية التمثيل الغذائيّ كان لديهم تعداد أقل لخلايا الدّم البيضاء وبروتينات طور الاستجابة الحادّ, والتي ترتفع عادةً كردّة فعل تجاه الالتهاب.كما وجدت الدراسةُ أيضاً أنَّ الأشخاصَ الذين لم يكن لديهم أية اضطرابات تتعلّق بعمليّة التمثيل الغذائي، كانت لديهم مستويات مرتفعة من هرمون أديبونيكتين، وهو هرمون له خواص مُضادَّة للالتهاب. كان هذا صحيحاً سواءٌ عند الأشخاص النحيلين أو البدينين والذين يتمتّعون بسلامة عملية التمثيل الغذائي.قالت فيليبس: "من وجهة نظر تتعلَّق بالصحّة العامة, نحتاج إلى طرق أفضل للتعرّف إلى الأشخاص الذين يُعانون من البدانة، ويُواجِهُون في الوقت نفسه أكبر زيادة في خطر حدوث السكّري وأمراض القلب. تُقدِّمُ علاماتُ الالتهاب إستراتيجيةً مُحتَملة لتحديد الأشخاص الذين بمقدورهم الاستفادة من المداخلات الطبيّة إلى أقصى درجة".هيلث داي نيوز، ماري إليزابيث دالاس، الثلاثاء 27 آب/أغسطس