August,30,2013
مفترق طرق في السياسة الخارجية البريطانية


أعلن كاميرون أنه سليتزم بقرار مجلس العموم

مارك ايربن _ محرر الشؤون الدبلوماسية والدفاعية- نيوزنايت
احتمال معارضة البرلمان البريطاني الانضمام لعمل عسكري أمريكي ضد سوريا يشكل لحظة حاسمة في السياسة الخارجية البريطانية. وتثير علامات استفهام حول مستقبل التحالف بين بريطانيا والولايات المتحدة وكذلك حول قدرة رئيس الوزراء البريطاني على شن حرب دون أغلبية في مجلس العموم.
لنكن واضحين، فقد مرت من قبل لحظات مهمة عندما رفضت الحكومة البريطانية المشاركة في حملة تقودها الولايات المتحدة. وربما كانت أهم مرتين عندما قرر رئيس الوزراء السابق هارولد ويلسون عدم اشراك القوات البريطانية في حرب فيتنام، كذلك قرار رئيس الوزراء الأسبق جون ميجور فيما يتعلق بالأزمة الصومالية عام 1992.
وعلى الرغم من أن قرار ويلسون قد وصف من قبل البعض في ذلك الوقت على أنه بمثابة انتكاسة للعلاقات بين بريطانيا والولايات المتحدة، إلا انه ذلك لم يؤد إلى ضرر دائم في علاقات البلدين، وقامت الدولتان بعمليات عسكرية مشتركة ضد اعدائهما في سنوات تالية.


قررت الحكومة البريطانية عدم مشاركة الولايات المتحدة في الأعمال الحربية بفيتنام والصومال

إلا أن الوضع اليوم مختلف، لأنه يبدو أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون غير قادر على تقديم الدعم العسكري للولايات المتحدة على الرغم من إصراره على ضرورة مساندة البلدين لبعضهما البعض، وعلى ضرورة اتخاذ موقف لردع نظام الرئيس السوري بشار الأسد كيلا يقدم على استخدام الأسلحة الكيميائية مرة أخرى.

تغير في الموقف

وقد يؤدي هذا، من وجهة نظر الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إلى تحويل بريطانيا من موقع أكثر الحلفاء الذين يمكن الاعتماد عليهم، إلى عامل تعقيد كبير في الوقت الذي يسعى فيه أوباما إلى طمأنة الكونجرس والرأي العام المتردد، أن على الولايات المتحدة أن تتصرف.
العجز المحتمل لكاميرون على تقديم دعم بريطاني يعكس فشلا في إقناع الناس والخبراء والجمهور على حد سواء، بأن اتخاذ إجراء ضد سوريا هو في المصلحة الوطنية البريطانية. وهذا أمر مثير للسخرية بشكل خاص نظرا لموقفه الانتخابي الذي عبر عنه في عام 2010 والمتمثل في أن الحكومات البريطانية كانت في بعض الأحيان على استعداد تام لدعم الولايات المتحدة دون نظر ، على نحو مناسب، مما اذا كان ذلك سيفيد بريطانيا أم لا.
طوال العامين الماضيين، لمست اجماعا في الجيش، وزارة الخارجية البريطانية، وأجهزة المخابرات لمعارضة التدخل المباشر في سوريا، أو الاستشهاد بالصعوبات العملية التي من شأنها إلا تجعل لمثل هذا الإجراء تأثير إيجابي.
ويوم الاربعاء الماضي قالت لي شخصية عسكرية رفيعة إن العمل العسكري المقترح سواء كان ضربات جوية محدودة أو قصف محدود بصواريخ كروز سيكون بمثابة أمر "ساذج وطفولي" مشيرا إلى أنهما سيكونا من الضآلة بقدر أنهما لن يكون لهما أي تأثير كبير على النظام السوري وقد يؤديا إلى كل أنواع التداعيات غير المقصودة.