29, Aug,2013
هل التنافس بين قطر والسعودية على اسقاط نظام الاسد انتهى لصالح السعودية؟


بندر كان سفيرا في واشنطن لمدة 22 عاما

BBC
هل خسرت قطر فعلا دورها الفاعل في الازمة السورية؟ وهل هناك تنافس بين البلدين في ملفات اخرى؟ وما الدور الذي لعبه المال في هذا المجال؟ وكيف يُنظر الى دور البلدين؟
اسئلة كثيرة تبرز مع اتساع حدة المواجهات المسلحة بين المعارضة والقوات الحكومية في سوريا وصولا الى مقتل المئات مؤخرا بالاسلحة الكيميائية في ريف دمشق تناولت العديد من وسائل الاعلام العربية والعالمية دور قطر والسعودية في دعم المعارضة السورية والتنافس بين البلدين.

فقد نشرت صحيفة الوول ستريت جورنال الامريكية تقريرا مطولا تحدثت فيه باسهاب عن هذا التنافس والدور الذي يلعبه مدير المخابرات السعودية الامير بندر بن سلطان في حشد الدعم الغربي للاطاحة بحكم الرئيس السوري بشار الاسد واخراج سوريا من المحور الايراني.
فقالت الصحيفة إن المسؤولين في وكالة الاستخبارات الأميركية علموا أن السعودية تأخذ موضوع الإطاحة ببشار الأسد على محمل الجد حين أوكل ملك السعودية قيادة هذه الجهود لبندر بن سلطان آل سعود.
وأشار التقرير إلى أن قطر أرادت أيضاً الإطاحة بنظام الأسد وفي حين انقسم الأمراء السعوديون حول كيفية المضي قدماً، بسبب قلق البعض حول تسليح المعارضة الذي قد يشكل تهديداً للاستقرار السعودي لاحقاً، فتدخلت قطر بسرعة واكتسبت نفوذاً لدى المعارضة.
ولفت التقرير إلى أن السعوديين قد كثفوا دعم الثوار في مطلع عام 2012 عبر توحيد الجهود مع قطر والإمارات، لتمويل جماعة المعارضة الرئيسية حينذاك، المجلس الوطني السوري.
وبدأت السعودية بتسليح المعارضة مباشرة الى جانب العمل مع قطر عبر مركز قيادة في تركيا لشراء وتوزيع الأسلحة.
ولكن التوتر تصاعد بين الطرفين بسبب الخلاف بشأن أي الجماعات ينبغي تسليحها، فالسعودية والولايات المتحدة عبرتا عن قلقهما من تسليح قطر وتركيا لجماعة الإخوان المسلمين، فيما أنكرت قطر وتركيا تفضيلهما لجماعات على أخرى.
كما أن الملك السعودي لم يكن مرتاحاً لتقاسم السيطرة مع قطر في الملف السوري.
وشدد الأمير بندر في انتقاد قطر -البلد الصغير الذي يملك إحدى أكبر القنوات التلفزيونية في المنطقة- خلال اجتماع لتنسيق شحنات السلاح الصيف الماضي، صارخاً في الهاتف إن قطر "ليست سوى 300 شخص... وقناة تلفزيونية، وهذا لا يشكل بلداً".
لكن علاقة السعودية توترت بقطر اكثر مع اتخاذ السعودية موقف التأييد العلني لخطوة الجيش المصري للاطاحة بالرئيس محمد مرسي وهو الموقف الذي سارعت دول الخليج الاخرى الى تبنيه.
ويبدو ان الدور القطري في الملف السوري تراجع مع توسيع الائتلاف مؤخرا وتراجع نفوذ جماعة الاخوان المسلمين السورية داخله وتولي احمد الجربا زعامته وهو المقربين للسعودية اذ انه من شيوخ عشائر شمر السورية التي تتمتع بعلاقة وثيقة بآل سعود.
واشارت العديد من وسائل الاعلام الغربية الى ان السعودية تنشط في دعم المعارضة السورية بالتنسيق مع الولايات المتحدة انطلاقا من الاراضي الاردنية وان مراكز خاصة لتدريب مقاتلي المعارضة اقيمت لهذا الغرض داخل الاردن في المناطق القريبة من الحدود السورية وان بندر هو المكلف بادارة هذه الجهود.
يذكر ان بندر عمل سفيرا لبلاده في الولايات المتحدة لمدة 22 سنة وهو ابن شقيق الملك عبد الله وما زال يتمتع بعلاقات قوية في اوساط صناع القرار في اورقة مجلس الشيوخ الامريكي والدوائر الامريكية.
اضغط هنا للاطلاع على التقرير