TODAY - 12 April, 2011
بعدما ظل قابعاً 74 سنة في غرفة في محرقة إسكتلندية
العثور على رماد ألفريد آدلر المؤسس المشارِك لعلم التحليل النفسي



لندن
عُثر في أدنبره الاسكتلندية على رماد ألفريد آدلر، قرين سيغموند فرويد، والمؤسس المشارك لعلم التحليل النفسي، بعد 74 سنة من وفاته الفجائية في أبردين الاسكتلندية.
يعتبر النمساوي ألفريد آدلر من مؤسسي علم التحليل النفسي، ويعود إليه الفضل في تطوير مفهوم «عقدة النقص». وكان في جولة محاضرات عندما توفي فجأة بما يعتقد أنه سكتة قلبية.
وكان آدلر أحد اولئك الذين يشكلون دائرة سيغموند فرويد اللصيقة، التي أسست علم التحليل النفسي، قبل أن ينشق عنها في عام 1911. وتوفّي في ابردين الاسكتلندية في مايو/أيار 1937 بعد ثلاثة أسابيع من بدئه سلسلة من المحاضرات والندوات في جامعتها. وأحرقت جثته، لكن زوجته وأبناءه فقدوا التابوت الذي يحوي رماده في ظروف غير معروفة لديهم ولدى أتباعه.
لكن بعد 74 عامًا من هذا الوضع، عثر في الشهر الماضي على التابوت في محرقة في مدينة أدنبره، وسينقل إلى فيينا، حيث تقام له مراسم مدنية. جاء هذا الاكتشاف بفضل جهود القنصل النمساوي لدى اسكتلندا، جون كليفورد، الذي كلّفه المهمة «معهد آدلر» الذي أسسه العالِم في فيينا.
وتقصى كليفورد أثر التابوت إلى محرقة تبعد عن القنصلية النمساوية في أدنبره ببضع مئات الأمتار فقط. واتضح أن القائمين على شؤون المحرقة كانوا يحتفظون بالتابوت مع عدد من التوابيت والجرار الأخرى في غرفة صغيرة نادرًا ما يدخلها الزوار، سواء من العامة أو من المحرقة نفسها.
ونقلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن مارغوت آدلر، حفيدة العالم التي تعيش في الولايات المتحدة، قولها إن الأسرة أيقنت أنها لن تعثر البتة على رماده. وقالت: «كنا نعتقد أن تابوته اختفى إلى الأبد، ولم يخطر ببالنا أن يكون في أدنبره، بل في أبردين. وقد علمت من بعض طلابه أن المعهد كلّف جون كليفورد مهمة البحث عنه، ثم أتت الأخبار بأنه تمكن من العثور عليه، والمفارقة أن يكون هذا على مرمى حجر من القنصلية النمساوية».
وقالت مارغوت، وهي نجلة الابن الذكر الوحيد للعالم النمساوي، واسمه كورت، إن الأسرة اعتادت على حرق جثث موتاها. ولدى وفاة آدلر في 1937 كانت محرقة واريستون في أدنبره هي المكان الوحيد الذي يمكن أن تحرق فيه الجثث. ولهذا السبب أرسل تابوته إليها بعد تشييع جنازته، ولكن بدون علم أحد في ما يبدو.
ولم تحط الأسرة علمًا بذلك لأن أوروبا كانت على أعتاب الحرب العالمية الثانية، وكانت زوجته، رئيسة، تعيش في الولايات المتحدة منذ العام 1932، أي قبل وفاته بخمس سنوات. وتقول مارغوت أن الاعتقاد السائد في الأسرة هو أن الحزن والضغوط النفسية تسببت بشكل جزئي في وفاته.
فقد كان في السادسة والسبعين عندما تلقى خبرًا يفيد أن ابنته، فالنتينا، التي كانت شيوعية ملتزمة وتعيش في موسكو، اعتقلت خلال حملة تطهير ستالينية، وأرسلت الى أحد معسكرات العمل. ويذكر أن معظم أفراد الأسرة كانوا اشتراكيين وأصدقاء لليون تروتسكي - خصم ستالين اللدود - وزوجته.
ويذكر أن فيينا أغدقت على آدلر لقب «ابن المدية البار» العام 1930 قبل أن تسقط في يد الفاشيين. وفي وقت لاحق من الشهر الحالي سينوب كليفورد عن السفير النمساوي في مراسم تسليم التابوت الرسمية التي سيحضرها في ادنبره لفيف من أعضاء «جمعية السيكولوجي الفردي» التي أسسها آدلر في فيينا في العام 1912.