TODAY - 12 April, 2011
بعد أن بات على بعد خطوة واحدة من إحراز رقم قياسي جديد
لهذه الأسباب... ميسي هو أعظم من داعب الساحرة المستديرة
بات النجم الأرجنتيني الشاب، ليونيل ميسي، على بعد هدف واحد فقط ليصبح اللاعب الأكثر تسجيلاً للأهداف بموسم واحد طوال تاريخ ناديه الاسباني، برشلونة. حيث سجل النجم الموهوب هدفين في مباراة فريقه الأخيرة بالدوري الاسباني أمام نادي ألميريا، وهي المباراة التي انتهت بنتيجة 3 / 1 لصالح الفريق الكاتالوني.
تمكن ميسي بذلك من معادلة الرقم الخاص بالظاهرة البرازيلية، رونالدو، في موسم 1997، ومن قبله الأسطورة المجري، بوشكاش، مع الملكي الاسباني ريال مدريد، في موسم 1960، وبات رصيده التهديفي حتى الآن في الموسم الحالي 47 هدفاً.
وبعد أن بات أمامه عدد مباريات يتراوح ما بين 9 إلى 12 مباراة – حال نجاح فريقه في بلوغ الدور النهائي بدوري أبطال أوروبا، بدا في حكم المؤكد أن يصنع ميسي لنفسه تاريخاً هذا الموسم. وبينما تشتهر رياضة كرة القدم بنفورها من السجلات الإحصائية، حيث يعتبر البيان الإحصائي الحقيقي الوحيد الذي تعرفه معظم الجماهير هو أن الأسطورة البرازيلي، بيليه، نجح في تسجيل ألف هدف، مثله مثل الأسطورة البرزايلي روماريو، والنمساوي فرانز بيندر، والبرازيلي آرثر فريدنريتش، إلا أن المستوى التهديفي الخاص بالنجم ليونيل ميسي يحظى بخصوصية، وفقاً لما أكدته في هذا السياق اليوم صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
ورغم الاعتراف بصعوبة عقد مقارنات بين الفترات الزمنية التي كان يلعب فيها هؤلاء النجوم السابقين، إلا أن الأمور تكاد تكون مستحيلة فيما يتعلق بالإحصاءات الخاصة بالأرقام القياسية عندما تكون الدوريات مختلفة ومستوياتها كذلك، ناهيك عن المباريات الودية والاستعراضية.
وهو ما سيجعل من سجل ميسي سجلاً خاصاً. ولما لا، والدوري الاسباني يصنف عالمياً على أنه واحد من أفضل بطولتين محليتين في العالم، كما أن جميع مباريات ميسي، باستثناء ثلاثة فقط هذا الموسم، كانت إما في الدوري الاسباني أو في دوري أبطال أوروبا أو أمام أقوى الأندية في كأس اسبانيا.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد فحسب، بل شارك ميسي كذلك في إحراز 23 هدفاً، وهو المعدل الأعلى أيضاً للاعب في الليغا، وهو ما يعني أنه إما أن أحرز أو صنع أكثر من نصف الأهداف التي سجلها برشلونة بالفعل في الدوري هذا الموسم وعددها 132 هدفاً.
وبالإضافة لهذا كله، فإن ميسي يبلغ من العمر 23 عاماً فقط. واستناداً إلى مسار اللاعب المتوسط، فإنه لم يدخل بعد تلك المرحلة التي توصف بـ "أوج العطاء" بالنسبة للاعبي الكرة، وهي الفترة التي يتراوح فيها عادةً عمر اللاعب من 25 إلى 28 عاماً.
وإذا تشابهت مواسمه الست المقبلة مع مواسمه الست الماضية، ( وظل كما هو في اسبانيا )، فإنه سيكون على مقربة من كسر الرقم القياسي التهديفي الخاص بنجم كرة القدم الاسباني، تيلمو زارا، الذي نجح في تحقيقه قبل أن يبلغ عامه التاسع والعشرين. ولعل من أكثر الأمور اللافتة بشأن ميسي هو نحافة جسمه وصغر وزنه.
ويكفي ما تحدث عنه هنا مدرب ويستهام الإنكليزي، أفرام غرانت، حيث قال " مع تزايد حجم اللاعبين، وزيادة حركتهم ونشاطهم، تتضاءل المساحات داخل المستطيل الأخضر. ولخلق الفرص، تكون هناك حاجة للمساحة. وبسبب المهارة التي يمتلكها ميسي فيما يتعلق بالتحكم والسرعة والرشاقة، يقل احتياجه للمساحة دوناً عن غيره".
هذا بالإضافة إلى القدرة العجيبة التي يتمتع بها ميسي بخصوص تحكمه في الكرة داخل مناطق الجزاء المزدحمة بسيقان اللاعبين. ولا يمكن لأحد أن ينكر الفوائد الهائلة التي استفادها ميسي من لعبه لفريق هجومي يعتمد على التمرير والاستحواذ مثل برشلونة.
كما ساعده على الظهور بهذا المستوى لعبه إلى جوار مهاجمين مميزين من أمثال بيدرو ودافيد فيا الذين نجحا في تسجيل 20 و 21 هدفاً، على التوالي، خلال الموسم الحالي، حيث تمكنا بأدائهما من تخفيف بعض الضغوط الملقاة عليه.